القاهرة - أ.ش.أ
في مفاجأة صادمة للكثيرين، كتب الإعلامي الساخر، باسم يوسف، نهاية برنامجه "البرنامج" بعد تردد العديد من الأقاويل حول عدم إذاعة حلقته الجمعة الماضية على قناة "ام بي سي مصر".
وأعلن باسم، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الإثنين بمسرح راديو بوسط القاهرة، أن وقف البرنامج ما هو إلا انتصار للبرنامج وصناعه، مشيرا إلى أنه فضل وقفه عن تغيير فكرته.
وأكد أن قرار الوقف صدر دون أن يرى أحد الحلقة التي كانت من المقرر إذاعتها الجمعة الماضية، موضحا أن تكلفة البرنامج الإنتاجية كبيرة، مما يمثل عائقا أمام فكرة بثه على موقع المشاركة بمقاطع الفيديو "يوتيوب".
وعلى الرغم من النجاح الباهر و الشعبية الواسعة التي اكتسبها باسم يوسف، وبرنامجه الساخر " البرنامج "، إلا أن هذا النجاح ولد له الكثير من المتاعب، خلال فترة بث البرنامج، بدأت بإيقاف عرضه وصولا إلى إحالته إلي النائب العام بتهمة ازدراء الاديان وإهانة الرئيس علاوة إلي سخط العديد من الإعلاميين بسبب سخريته منهم.
وبدأ باسم سخريته من بعض الإعلاميين مع الموسم الأول لبرنامجه، والذي كان يعرض على قناة "اون تي في"، والتي ربما لم تولد له المشاكل حينها نظرا لأنها كانت تتعلق ببعض المواقف التي واجهها زملائه أمام الكاميرات ولم تتعد وقتها حد الدعابة بين زملاء المهنة، وكان أبرز الاعلاميين الذين نالوا قسطا كبيرا من سخريته يسري فودة.
ومع بداية عرض الموسم الثاني، بدأ باسم حلقاته بالسخرية من برامج القناة التي تعاقد معها وقتها، وهي قناة "سي بي سي"، وهو ما لاقى إستحسانا من الجمهور، يشوبه بعض التذمر، لسخرية باسم من الإعلامي، عماد الدين أديب، باستخدام بعض الألفاظ و الإيحاءات الجنسية، وهو ما دفعه بعدها لإستخدام مقدمة تنص على أن البرنامج "للكبار فقط ".
وكان رد فعل عماد الدين أديب أن أعلن في برنامجه "بهدوووء" أن باسم " تحول من السخرية السياسية إلي سب وقذف يعاقب عليه القانون"، مؤكدا أنه وضع هذه القضية بين يدي القضاء للفصل بها.
وسخر باسم أيضا من لميس الحديدي و خيري رمضان، إلا أنهما لم يعلنا عن رفضهما لأسلوب باسم الساخر.
و مع الموسم الثالث بدأ التوتر يأخذ أشكالا أوسع نطاقا، وامتد الخلاف ليصبح بين باسم والقائمين على القناة، حيث رفضت قناة "سي بي سي" وقتها عرض إحدى حلقات البرنامج، إلا أن إعلاميى القناة خرجوا ببيان مشترك يشجب موقف القناة و يؤكد تضامنهم مع باسم ،موضحين أن السخرية هي طبيعة البرنامج و أنهم ضد أي تقويض لحرية الإعلام، إلا أن قرار المنع حدا بباسم لفسخ التعاقد مع القناة.
ومع بداية عرض الموسم الرابع، سار باسم على نهج الحلقة الأولي من الموسم الثاني حيث بدأ بالسخرية من برامج القناة الجديدة التي تعاقد معها و هي "ام بي سي"، إلا أن حجم السخرية لم يكن بنفس القدر الذى كان عليه فى الموسم السابق، ولكنه تطرق إلي مذيعي القنوات الأخري وعلى رأسهم شريف مدكور وأماني الخياط.
وتقبل بعض الإعلاميين النقد، كعمرو أديب، الذي أعلن أنه لا يشعر بالضيق من تناول باسم لقتطفات من حلقاته، وتامر أمين الذي لم يعترض على سخرية باسم من ملابسه بل وشارك في حرق الملابس فى إحدى الحلقات كمشاركه إيجابية منه مع باسم، وإيمانا منه بأن الهدف الرئيسي للبرنامج هو السخرية فقط دون مساس لشخصه.
وانقسم الكثيرون من متابعي باسم بين مرحب وناقد، بين من يؤمن بحرية الإعلام ومن يري أن برنامج باسم يعد تطاولا على الحياة الشخصية ويبتعد عن الهدف الرئيسي للبرنامج، بين من يري في البرنامج البسمة التي ينتظرها أسبوعيا ومن يري أن البرنامج أصبح بلا هوية بعد انتهاء فترة حكم الإخوان.
وعلى الرغم من أن قرار باسم بوقف البرنامج وضع حدا لهذا الإنقسام، إلا أنه أوجد نوع آخر من الجدل بين من حزنوا على إنتهاء البرنامج ومن سعدوا بالقرار لأنهم لا يتقبلون فكرة تناول القضايا بأسلوب الساخر، ولكن سيظل برنامج البرنامج "أول برنامج سياسي ساخر" بصبغة مصرية، وستبقى حقيقة وحيدة راسخة هي أن "البرنامج" كان أكثر البرامج مشاهدة، سواء للضحك أو للنقد.