نيويورك - أ ش أ
اهتمت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الإثنين بوصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلة أمس إلى العاصمة الفيتنامية "هانوي" في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يعقد خلالها سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسئولين هناك وقالت أن اوباما يحدوه الأمل في جذب دولة جديدة في جنوب شرق آسيا بعيدا عن فلك الصين.
ورصدت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الألكتروني- اجواء استقبال الرئيس في المطار؛ إذ تلقى التحية الأولى من جانب امرأة آسيوية شابة أهدته باقة من الورود ليصافح بعد ذلك عددا من المسئولين الفيتناميين من الدرجة الثانية قبل أن يستقل سيارته إلى الفندق ليحصل على قسط من الراحة عقب رحلة استمرت نحو 24 ساعة طيران..وباستثناء عدد قليل من المواطنين، بدت الشوارع في هانوي هادئة وخالية تماما من المارة.
وقالت الصحيفة:" إن أوباما ربما يرى خلال الساعات القادمة نوعا ما من الفوران العاطفي الذي كان في استقبال الرئيس السابق بيل كلينتون عام 2000؛ حيث كان الرئيس الأمريكي الأول الذي يزور البلاد منذ حرب فيتنام. ولكن من الممكن أن تكون العلاقات بين البلدين قد وصلت إلى مرحلة لم يعد يبدو معها أن وصول رئيس أمريكي أمر غير عادي.
وأضافت:" إن زيارة أوباما تعد خطوة مهمة في رقصة معقدة ظلت فيتنام ترقصها مع الصين فيتنام والصين لعدة قرون ، فمعظم الشخصيات التاريخية اللامعة في تاريخ فيتنام بنوا سمعتهم بمحاربة الغزاة الصينيين. وأهم ما يميز السكان هنا هو مشاعرهم القومية العميقة ومشاعرهم المعادية للصين، بينما تكاد تكون الحرب الأمريكية ذهبت طي النسيان، لاسيما أن نصف السكان تقل أعمارهم عن 30 عاما".
وأوضحت الصحيفة أن فيتنام تعتمد على الصين في التجارة والاستثمار وحصة المياه التي تغذي دلتا ميكونج، لذلك تعي القيادة في فيتنام أنه ليس بإمكانها وخز "التنين" بشكل كبير.
ومع ذلك، قالت الصحيفة إن فيتنام حاولت كثيرا استرضاء الصين منذ الحرب الدموية القصيرة التي اندلعت بين البلدين عام 1979،إذ تجاهلت سلسلة من الاستفزازات بينما سعت الصين في السنوات الأخيرة إلى تأكيد هيمنتها على بحر الصين الجنوبي، الذي يمتد بطول ساحل فيتنام البالغ الفي ميل.
ولكن في عام 2014، نشرت الصين معدات حفر عملاقة للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل فيتنام ولم يتلق السيد ترونج حتى ردا من جانب بكين على مكالماته الهاتفية.الأمر الذي أشعل مشاعر الغضب والاحتجاجات في فيتنام، وأودى بحياة صينيين أثنين وتخريب مصانع كورية جنوبية وتايوانية هناك.
وأردفت (نيويورك تايمز) تقول إنه منذ ذلك الحين قررت فيتنام تعزيز روابط علاقتها مع الولايات المتحدة. فعلى الرغم من أن البلدين غير مستعدين لتشكيل تحالف رسمي إلا أن فيتنام ربما تسمح للسفن الحربية الأمريكية بدخول موانئها، فيما يبدو مؤكدا أن واشنطن سترفع بالكامل الحظر الذي تفرضه منذ زمن طويل على مبيعات الأسلحة لهانوي .
كما أفادت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس أوباما يعتزم لقاء بعض المعارضين وقادة المجتمع المدني ، فيما يقول براد أدامز ، مدير شئون آسيا لمنظمة هيومان رايتس ووتش إن الرئيس أوباما ينبغي أن يبدأ حديثه بالدعوة إلى منح حق الترشح للانتخابات لجميع المواطنين والسماح بالتعبير عن الآراء التي تنتقد الحكومة وضمان حرية اختيار المرشحين.