أبوظبي - أ ش أ
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم السبت في مقالاتها الافتتاحية استمرار إسرائيل في ممارسة النفاق الديني والأيديولوجي العرقي العنصري لتبني عليه حقائق مزيفة، إلى جانب تصاعد أزمة اليمن مع استمرار المواجهة العسكرية بين الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة وبين الحكومة وجماعة الحوثيين.
وقالت صحيفة "الخليج" في مقالها الافتتاحي تحت عنوان "التزييف الإسرائيلي" إن إسرائيل تمارس أخبث وأكبر عملية تزييف للتاريخ وتستخدم شتى وسائل التضليل الإعلامي والسياسي وتساعدها في ذلك قوى ودول غربية نافذة ولوبيات يهودية وصهيونية إضافة إلى وسائل إعلامية هائلة القدرات والنفوذ.
وأضافت أن إسرائيل تعمل أيضا على تكريس مفهوم أن الكيان الصهيوني في فلسطين هو كيان أصيل وبالتالي يحق له أن يكون وطنا لليهود، وكأن فلسطين قبل عام 1948 كانت صحراء قاحلة، وأن هذا التزييف لازال يشكل أساس الاستراتيجية الإسرائيلية لتبرير احتلالها لأرض فلسطين واحتلال أراض عربية أخرى وممارسة العدوان والتوسع والتهويد عبر القوة حيث نجحت إسرائيل في تثبيت معادلة تقوم على أن كل من يشكك بوجودها أو بما تعرض له اليهود في الحرب العالمية الثانية هو معاد للسلام ولم ينج بعض اليهود من هذه التهمة لأنهم شككوا بشرعية وجود إسرائيل.
وأوضحت الخليج ان إسرائيل استخدمت الأسطورة بنجاح في خلق شعب خيالي هو شعب الله المختار وتحاول أن تجعل من اليهودية قومية وليست ديانة لتبرير أكذوبة إسرائيل الدولة اليهودية حيث فتح بعض الكتاب اليهود هذا التزييف وعمدوا إلى تعرية حقيقة إسرائيل ككيان عنصري ومن بين هؤلاء المؤرخ شلوموزند صاحب كتاب " متى وكيف توقفت أن أكون يهوديا" الذي يتهم إسرائيل بنسج الأساطير ويؤكد أن اليهودية ديانة وليست شعبا بخلاف مزاعم الصهيونية، ومثلما ينفي مزاعم الحقوق التاريخية لليهود في فلسطين فإنه ينفي ما يسمى أرض إسرائيل لأنه لم يتم طرد اليهود من فلسطين أساسا حتى يقال إن يهود أوروبا مهجرون من فلسطين.
فيما قالت صحيفة "البيان" -في مقالها الافتتاحي- إنه لا تكاد نقطة أمنية ساخنة تهدأ فيه حتى تثور أخرى ولا يمر يوم دون سيطرة العنصر الأمني على الأخبار القادمة من هذا البلد العربي الذي يواجه تحديات خطيرة تتجسد في تصاعد أزماته الداخلية التي عكستها المواجهة العسكرية بين الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة في أبين شبوة البيضاء وبين الحكومة وجماعة الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية وهو ما يجعل البلاد في منعطف من استقطابات سياسية ومواجهات عسكرية وتداعيات تلك الأزمات على مستقبل اليمن ذاته.
وأضافت الصحيفة أن ما يحدث الان في بعض المحافظات الشمالية هو نوع من الصراع السياسي المغلف بإطار وأقنعة دينية ومذهبية بينما في الحقيقة هو صراع وتنافس على حيز السلطة القادمة بعد مؤتمر الحوار الوطني حيث تحاول بعض الأطراف لا سيما جماعة الحوثي تعويض مجالها المحدود في الجانب السياسي والحزبي بإيجاد تنافس وصراع مع قوى وتيارات منظمة مثل التجمع اليمني للإصلاح الذي يمتلك قاعدة شعبية عريضة و القاعدة مثلها مثل الحوثيين يفرضون معاركا وحروباً مع الآخرين على أرض اليمن ثم يريدون الآخرين أن يفسحوا لهم البلاد كلها لتكون مسرحاً لحروبهم.
وأضافت البيان أن اليمن اليوم في حاجة ماسة لإعادة بناء دولته على أسس ديمقراطية جديدة من خلال دولة مدنية ترتكز على أسس دستورية وقانونية ..مؤكدة أن أسلوب الحل العسكري وحده في التعامل مع أزمة الحوثيين لن يجدي في استئصالها حيث لم تنجح الحكومة في إنهاء تمردهم على مدار خمس جولات سابقة من المواجهة..أما ما يتعلق بتنظيم القاعدة فإن المشكلة الحقيقية أن هناك من يقفون من داخل البلد مع هذا التنظيم إما بدافع الرغبة الحاقدة على اليمن والسعي إلى تدميره أو بالوقوف إلى جانب كل من يقف بوجه السلطة فيه لذلك فلا بد على الشعب اليمني أن لا يترك بلاده تغرق ويظل عاجزاً عن تحقيق أي تقدم ملموس يعود بالخير عليه.