لندن ـ مغرب اليوم
يختزل بتال القوس، مدير البرامج الرياضية في قناة «العربية» ومقدم برنامج «في المرمى»، نصائحه الإعلامية للمبتدئين في الصحافة في كلمتين: «انتصروا للمهنة»، مضيفا أن الاستفادة من تجارب الآخرين تصب دوما في صالح الصحافي، ويؤكد بعدما ركض في الصحافة الورقية والإذاعة ثم الشاشة الذهبية، أنه يبحث دائما عن ضيوف الحدث في الوقت المناسب، رافضا استضافة الاسم اللامع ليمنحه بعض ضوئه. ويستعرض القوس الذي يميل إلى ارتداء بزات ماركة «سان لوران» عند ظهوره على الشاشة، في حوار مع «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، أنه لطالما يفتخر بتغطية أولمبياد أثينا 2004 وقتما كان يعمل صحافيا في صحيفة «الاقتصادية» السعودية. كما يشدد القوس على أنه لا يجد الوقت ليكون مع نفسه سوى عندما يخلد إلى النوم، ويقول «حتى في الإجازات يركض الإعلام ورائي وفي النهاية أرضخ له». ويفضل بتال أن يطلق عليه لقب مذيع، عازيا ذلك إلى أنه «أدق حاليا»، كما يقرأ كل شيء «باستثناء الاقتصاد»، ومن المفارقة أنه حتى اللحظة لا يزال يكتب في عمود رياضي بصحيفة الاقتصادية التي بدأ من خلالها الركض إلى دنيا الحرف وعالم الحرفة. وإلى نص الحوار مع صحيفة "الشرق الأوسط": * كيف بدأت حياتك المهنية كصحافي؟ وهل تيقنت عند لحظة معينة بصواب اختيارك للوظيفة؟ - بدأت صحافيا في الجامعة، يرتع ويستمتع، وتصاعدت الخطى، حتى رأيت مني ما رأيت.. صحافي في «الاقتصادية»، مذيع في إذاعة الرياض تخرج عن دورة تأهيل ضمت أسماء لمعت لاحقا، ثم مذيع تلفزيوني، كانت هواية ومحاولات لرفع دخلي الشهري، تحولت إلى مهنة واحتراف، وهاجس مفتون لا ينطفئ. * ما الصفة المحببة إلى قلبك والتي تحب أن يناديك بها الناس.. الصحافي أم الإعلامي أم المذيع، أم غيرها؟ ولماذا؟ - كلها تقود إلى بلاط صاحبة الجلالة، وكل منها له رونقه، وجماله، لكن وصفي بالمذيع حاليا أقرب للدقة. * ما أول قصة صحافية كتبتها؟ ومتى نشرت؟ - تحقيق صحافي في صحيفة «رسالة الجامعة»، إبان عملي فيها عندما كنت طالبا في جامعة الملك سعود، لا تتخيل سعادتي يومها عندما رأيت اسمي يتصدر الصفحة، وما زلت أحتفظ بها حتى الآن. * ما هي أنجح قصة إخبارية قدمتها؟ - كثيرة، وللناس في تناولها أذواق مختلفة، أعتز كثيرا بتغطيتي لأولمبياد أثينا 2004، أثناء الأولمبياد كانت الصحف السعودية كلها تكتب: السعودية تخسر ميدالية بسبب إصابة السبع، وحدها «الاقتصادية» كتبت: وقف السبع بسبب المنشطات، وتكشف التفاصيل واسمي يتصدر القصة الخبرية، هذه واحدة من قصص كثيرة ما زالت راسخة في ذهني. * من الضيف الذي تأمل استضافته قريبا؟ - كل من لديه قضية وتلاحقه استفهامات، أحب اختيار الشخصية وفق الحدث في الوقت المناسب، من دون النظر إلى اسمها، أنا أبحث عن أطراف الحدث بالدرجة الأولى، لا أفضل أن أستضيف اسما لامعا فقط لمجرد أن يمنحني بعض ضوئه. * من كان قدوتك في الإعلام قبل أن تدخل المجال؟ وهل تغير؟ - أحببت أسماء كثيرة، أحببت غالب كامل ورشاد رمضان وخالد الشهوان في الإذاعة، وأحببت ماجد الشبل في التلفزيون، وفي الصحافة محمد التونسي وأسماء كثيرة، مزيج هؤلاء هو قدوتي. * من هو كاتبك المفضل محليا وعربيا؟ - أقرأ للجميع، تعجبني كتابات خلف الحربي ومشعل السديري وتركي الدخيل محليا، وعبد الرحمن الراشد والسعدني عربيا، أقرأ في كل شيء إلا الاقتصاد. * كم عدد ساعات العمل التي تقضيها خلال الأسبوع؟ وهل تقضي وقتا كافيا مع الأسرة؟ - مهما قلت فأنا مقصر في حق أسرتي، حتى وأنا في كنفها يختطفني العمل كثيرا ويقتحم كل أوقاتي، وممتن لتحملها الدائم غيابي وانشغالي. لا يمكن لإعلامي أن يعطيك مواعيد ثابتة لساعات عمله، الإعلامي لا يتوقف عن العمل إلا وهو نائم، حتى في إجازتي السنوية يلاحقني الإعلام وأرضخ له. لم يكذب من سماها مهنة المتاعب، هي كذلك، وهذا أحد مبررات التسمية كما أفهم. * ما رأيك في الإعلام الجديد؟ وهل سيحل محل القديم؟ - في السعودية ما زال الإعلام الإلكتروني تجارب لم تكتمل تتلمس الطريق، لم تنفك عن نفس الورقيات، ولا يزال الإعلام الإلكتروني داعما للإعلام القديم لا قائدا له. أعتقد أن الوقت لم يحن بعد لإزاحة القديم عن عرشه رغم اهتزازه. * ما هي المدونة أو الموقع الإلكتروني الذي تحرص على متابعته؟ - أقرأ «إيلاف» يوميا.. وأستمتع بها، وأقرأ «العربية نت»، وأمر مرور الكرام على مواقع أخرى. * إلى أي مدى تؤمن بأهمية وجود متخصصين في فريق العمل الصحافي؟ - إلى الحد الذي يشترط وجودهم لوجوده. * ما النصيحة التي تقدمها للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟ - ما زلت أحتاج إلى النصائح، ولم أبلغ ما يسمح لي بتوجيهها، إن كان ولا بد، فأقول لهم: انتصروا للمهنة. * ما هي الشروط التي يجب توفرها كي يستطيع الصحافي العمل باحترافية عالية؟ - الأساس المتين، والاستفادة من الأخطاء فيما هو آت، والقدرة على القياس والاستنتاج من تجارب الآخرين. * نأمل أن تصف يوم عمل كاملا، منذ اللحظة الأولى وحتى الأخيرة، وأهم الاجتماعات والمنحنيات التي يمر بها يومك؟ - يبدأ من قراءة الصحف التي هي جزء من عملي، ويمر باجتماعات التحرير وتطوير القصص الإخبارية واصطياد المداخل والمخارج فيها، وملاحقة الضيوف وقراءتهم، وينتهي بأن ألقاكم! ليبدأ من جديد. * ما هو مطعمك المفضل في دبي؟ - أحب أكلات البحر، والستيك، ولذلك أنا زبون دائم للمطاعم التي تقدمها. * ما الهوايات التي تمارسها؟ وما الهواية التي تتمنى ممارستها لكنك لم تستطع؟ - أمارس الرياضة بصفة دائمة، بين التمارين اللياقية والتقوية وكرة القدم. أحببت ركوب الخيل لكني لم أفعل إلا للتصوير فقط، رغم أني سجلت في مدرسة فروسية، ولم أحضر إلا يومين، أرجو أن أتمكن من تحقيق ذلك قريبا. * ما الماركات المفضلة لديك في الملابس؟ - ألبس ما يعجبني بغض النظر عن الماركة، أميل لـ«جورجيو أرماني» في الأزياء غير الرسمية، أما ملابس العمل التلفزيوني أو المناسبات الرسمية، فهي من ماركات شتى، وإن كان «سان لوران» يتصدر غالبا. * ما نوع سيارتك؟ - أكثر من سيارة وأكثر من نوع.. وكلها لن تهم القارئ، لكن ليس بينها «بانوراما»، وهو ما يهتم به بعض المتطفلين. * ما هو البرنامج التلفزيوني غير الرياضي المفضل؟ - أحب البرامج الوثائقية وأستمتع بها كثيرا، أحب البرامج التي تبحر في الشخصية أيضا، أينما يكون هذا الفن تجدني خلف الشاشة.