واشنطن ـ وكالات
تحتفل الولايات المتحدة اليوم وخصوصاً محبو الشعر بالذكرى الـ100 لإنشاء مجلة الشعر التي أُسست عام 1912 في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة. تم نشر المجلة عن طريق مؤسسة الشعر والتي يطلق عليها أيضاً اسم رابطة الشعر الحديث وكانت أول من قامت بتأسيسها الشاعرة وراعية الفنون والمحررة والناقدة الأدبية والأديبة الأمريكية هاريت مونرو. ولدت مونرو عام 1860 لأب محامي بارز بولاية شيكاغو، وكانت طفلة وحيدة، وبتقدم عمرها أخذت بالتهام الكتُب في مكتبة أبيها وبمرور الوقت زاد تصميمها على ممارسة المهنة الأدبية. أول ديوان شعري لمونرو تم نشره عام 1888 وبعد عقدين أُعتُرِفَ بِها كشاعرة. كما عملت ناقدة أدبية ودرامية لمختلف الصحف، ويُذكر أنه بالإضافة إلى أشعارها قامت بكتابة مذكرات عن أخيها الغير شقيق الراحل المهندس جون ويلبورن روت. كتابة الشعر ليست مهنة مُربِحة، ولكن منذ 100 عام مضت كانت الأمور أسوأ بكثير؛ حيث لم تكن تقبل جميع النصوص للنشر، والذي يتم نشره لا يتم الربح الكثير منه، وهذا إذا تم دفع أي شيء على الإطلاق. وحتى بعد طباعة العمل كثيراً ما كان حلم الكاتب بالدفع له يصطدم بالجملة الشهيرة "الشيك بصندوق البريد"، وهذه عبارة تم استخدامها عن طريق الناس والمؤسسات والشركات والتي معناها "لقد دفعنا لكَ بالفعل ولكن الشيك بالطريق إليك"، وبهذا يتهرب المدين أياً كان من الدَين. كانت فكرة مونرو لنشر مجلة شهرية تدفع ثمن أياً ما ينشر على صفحاتها على أساس عادل وفي حينها قد بدأت في التشكيل داخل مُخيلاتِها، فإن المجلة أيضاً ستنتهج أحدث أنماط الشعر التي قد بدأت في التبلور حينها. في عام 1911 حظيت مونرو بمساعدة صديقها الكاتب والروائي الأمريكي هوبارت تشاتفيلد تشاتفيلد-تايلور، فعشرين عاماً قبل 1911 قدم تشاتفيلد رياضة الجولف لشيكاغو ومن ثَم فكان له علاقات واسعة بِنُخبَة الولاية، فسألته مونرو بأن يقنع مئات الأغنياء بالاشتراك بمبلغ 50 دولار بمجلة جديدة خاصة بالشعر سَتُنشَئ بشيكاغو. وعن طريق مساعدات أصدقاء تشاتفيلد تم إصدار العدد الأول من مجلة الشعر والتي كان اسمها آن ذاك "الشعر―مجلة من أبيات الشعر" عام 1912 متضمنةً 32 صفحة تضمنت أعمال شعراء مثل ويليام فاوغون مودي، جريس هازارد كونكلينج، عزرا باوند، وغيرهم. الاستقبال النقدي للمجلة جاء مختلطاً، فمواطنو شمال منتصف الولايات أحبوها، أما الشرق فتعالوا عليها. ولكن استمرت مونرو بالسعي وراء إكمال حلمها، ولكن بعد عدة شهور أقبل الشباب من كل حدب وصوب والذين ساروا من محطة القطار إلى شارع كاس الكائن بِه أستوديو مونرو لقراءة أشعارهم لها قبل الفطور، ولكن لم تستطع مونرو شراء جميع أعمالهم، وذكر كاتب في صحيفة أمريكية "أنها لم ترضي خائبون الأمل ذلك اليوم ولو حتى بكوب من الشوكولاتة الساخنة." ولكن ما تم نشره أضاف نجاحاً للمجلة. من الشعراء الذين تم اكتشافهم من قِبل مونرو كان الشاعر والناقد الأدبي الكبير الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1948 توماس ستيرنز إليوت والذي قال عن المجلة "تمتلك مجلة الشعر مقلدين كثيرين، ولكن حتى الآن كانت الوحيدة التي نجت من بينهم. انها مؤسسة أميركية." ظلت مونرو تحرر مجلة الشعر حتى موتها ببيرو عام 1936 بالغة من العمر 75 عاماً حيث كانت في طريقها لتسلق مدينة ماتشو بيتشو (أو القلعة الضائعة) قرب نهر أوروبامبا 120كم شمال مدينة كوزكو جنوب شرق بيرو.