بكين - مازن الأسدي
كشف الملياردير الصيني المشارك في شركة "فاراداي"، ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، جيا يوتينغ، سيارة كهربائية جديدة تعمل بنظام متكامل وتغطي على جميع منتجات السيارات الكهربائية الموجودة، والتي سيتم طرحها نيسان/ أبريل المقبل.
وأفاد المدير التنفيذي السابق لشركة فاراداي بأن السيارة الأولى للشركة لن تنافس تيسلا، وفي ظل تطور هندسة السيارات إلا أن فاراداي تكافح لتطوير القيادة الذاتية وأنظمة الترفيه من أخل خدمتها الممثلة في تاكسي ذاتي القيادة، حسبما أفاد عدد من المسؤولين السابقين الذين طلبوا عدم تحديد هويتهم، وأضاف أحد التنفيذيين "أعتقد أن ينتهى الأمر بهم محاولين ترخيص القيادة الذاتية من شركة مثل غوغل.
وتأسَّست شركة فاراداي بواسطة الملياردير الصيني في أبريل/ نيسان 2014، وولد لعائلة ريفية فقيرة حتى أنه كان يقضي إجازته في مصنع للصلب، وركز على التكنولوجيا وعمل في مكتب الضرائب المحلية، ثم أسَّس شركته الخاصة للتدريب على الحاسب، وفي العام 2004 أسَّس "لي تي في".
ووصفت "لي تي في"، التي سميت لاحقًا "لي إيكو" باعتبارها نتفليكس الصين لنجاحها في بثّ الفيديو، وكانت شركات يوتنغ تصنع أفلام وأجهزة تلفزيون وهواتف ذكية ودراجات، وأخذ يوتنغ خمسة دقائق فقط ليقنع مؤسِّس شركة فوكسكون "تيرى جو" بأن الشركة التي تصنع معدات آبل يجب أن تبني أدوات "لي تي في"، ثم أعلنت الأخيرة بداية 2015 إنشاء شركة لتصنيع السيارات الكهربائية تدعى "ليشي" وأنها تملك بالفعل 260 مهندسًا في وادي السيليكون.
وأطلق يوتنغ على السيارة اسم لا سوبيركا في أغسطس/آب، موضحًا أنه سيتم تصميمها بواسطة أحد أعضاء "لوتس الصين"، وزعمت الشركة عمل 600 من موظفيها على هذه المركبة، وأنها ستقدم في معرض بكين أبريل/ نيسان المقبل، ولكن لا يوجد أي دليل على البدء الحقيقي في إنشاء السيارة، كما أن الموظفين اللذين تحدثت معهم الجريدة لم يشيروا إلى العمل عليها، ويبدو أن يوتنغ ركز عمله فى شركة فاراداي.
وأعلنت "لي إيكو" في 19 فبراير/ شباط مشروع مشترك من أستون مارتن لتطوير سيارة كهربائية طراز أس، ولم يتضح ما إذا كان هذا المشروع سيكون في إطار فاراداي أم لا، أما "دينغ لي" فشارك في تأسيس قسم السيارات في "لي إيكو" وهو أيضًا المدير التنفيذي القائم بأعمال شركة فاراداي، ولم يتم الإعلان عن القيادة العليا للشركة، إلا أنه قيل إن لديها شراكة استراتيجية وعلاقة مستقلة مع شركة "لي إيكو".
وعانت هذه الشركات من اشتباكات ثقافية منذ البداية، واقترح مديرو شركة "لي تي في" تسمية الشركة "فارا فارو" بدلا من فاراداي، واعترض الأميركيون على هذا الاسم معتبرينه غبيًا، حسبما أوضح التنفيذيون، بسبب وجود فريق دولي من ذوي الخبرة بالإضافة إلى الإدارة الصينية التي لا تفهم السوق الأميركية، إلا أن شركة فاراداي نمت سريعًا وتم شراء مقر لها في لوس أنجلوس بتكلفة 13.25 مليون دولار.
وكانت لدى الشركة خطط طموحة لبناء 13 مركبة ذكية وشاحنات ومنصّات فنية، وسجلت للحصول على علامة تجارية للمركبات من FFZERO1 حتى FFZERO9، واجتمعت مع مسؤولين من إدارة ولاية كاليفورنيا لفحص المركبات المستقلة على الطرق العامة، أما فاراداي فركزت على تطوير مجموعة صغيرة من المركبات في ظل بدء التطوير من الصفر، وأضاف أحد التنفيذيين "كان هناك مركبات متعددة يتم تصميمها، ومن السخرية عدم الاستفادة من المنصّات الهندسية المتنوعة".
ويتوقع أن أول سيارة يتم إطلاقها ستكون فاخرة مع قاعدة عجلات ممتدة لعملاء القطاع التجاري، ويتوقع اختبارها في نهاية العام 2017، وأضاف أحد التنفيذيين "إنها لن تنافس تيسلا لكنها أثقل وأطول وأضخم وجميلة حقًا"، ويتوقع أن تصل تكلفتها إلى 150 ألف دولار، كما دفعت شركة فاراداي بإنتاجها سيارة أخرى تصل تكلفتها إلى 2 مليون دولار، وفي يناير/ كانون الثاني الماضي استقال كبير مهندسي فاراداي، بورتر هاريس، وأوضح أحد التنفيذيين أنه كان بمثابة البطارية للشركة وأنه صمم وفعل كل براءات الاختراع.
ومن الأخبار السيئة التي أثرت على شركة "لي تي في" تعليق تداولها في بورصة شنتشن في 7 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكان يفترض إعادة التداول في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي ولكن تم تأجيل ذلك حتى 31 كانون الثاني وأجل ثانية حتى 7 مارس/ آذار المقبل، وأثار ذلك شكوك أمين صندوق ولاية نيفادا "دان شوارتز"، حيث وعدت فاراداي ببناء منشأة تصنيع بتكلفة بليون دولار.
وذكر شوارتز في لقاء معه على الراديو هذا الشهر "إنها منشأة يتم بناؤها بواسطة شركة لم تقدم سيارة في حياتها، المليارير يوتنغ لا يحقق أيّة أموال لتمويل منشأة لتصنيع السيارات بتكلفة بليون دولار"، ومن جانبها لا تزال فاراداي تسرد عشرات الفرص من الوظائف في لوس انجلوس وسان خوسيه وشمال لا فيغاس، وتصر على أنها تعمل على تفاصيل الصفقة لمصنعها في نيفادا.
إلا أن شوارتز يصر على أن تقدم فاراداي سندات تقدر بـ75 مليون دولار كضمان لبناء المصنع، قبل أن تبدأ نيفادا دعم مشاريع الطرق والسكك الحديدية، وبين شوارتز أن فاراداي لم توفر له هذه الضمانات حتى عند رفع تجميد حصة "لي إيكو" الشهر المقبل.
وأوضحت مجلة فوربس أن يوتنغ نفسه شهد تعثر ثروته من 8 بلايين دولار العام الماضي إلى 5 بلايين دولار اليوم، وأفاد مستشار صناعة السيارات الكهربائية، جو بلوسكا "على مداى أعوام استطاع أصحاب المشاريع الصينية تغذية طموحهم المحلي والعالمي اعتمادًا على سوق الأسم الصينية المشتعل، ولكن بعد هبوط سوق الأسهم حاليًّا فقدوا الأموال لتغذية هذه الطموحات".