الجزائر ـ المغرب اليوم
اقتحمت الجزائر، خلال عام 2016، مجال صناعة السيارات بقوة، وأبرمت الحكومة الجزائرية، عدة اتفاقيات مع كبار المصنعين في هذا المجال، سعيا منها لتقليص فاتورة واردات السيارات. وضيقت الحكومة الجزائرية، الخناق كثيرا، هذا العام، على وكلاء السيارات في الجزائر، وأجبرتهم على التكيف مع أحكام قانون الموازنة لعام 2014 في الشق المتعلق بإطلاق استثمار صناعي أو نصف صناعي في مجال صناعة السيارات مقابل سحب الاعتمادات الممنوحة لهم بحيث لا يمكنهم الحصول على رخص استيراد السيارات بداية من مطلع يناير/كانون الثاني من العام المقبل، وعقّدت هذه التعليمات وضعية وكلاء السيارات وأخلطت أوراقهم.
وتسعى الجزائر جاهدة لأن تصبح قوة السيارات في منطقة شمال أفريقيا، دفعة مع افتتاح 3 مصانع تجميع السيارات الجديدة فى البلاد. وترتكز صناعة السيارات في الجزائر، على الواردات من أوروبا والصين، وبلغت وارداتها السنوية 75 ألف سيارة سنويا. وأبرمت حكومة الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفاقية شراكة بين المصنع الألماني " فولكسفاغن" والمجمع الجزائري "سوفاك "، لإقامة أول مصنع لتركيب سيارات من نوع " فولكسفاغن" بمحافظة غليزان غرب الجزائر.
وسيشرع المصنع بداية من مارس/أذار المقبل، في تركيب كل من "بولو كلاسيك"، "سكودا أوكتافيا" و"بيكاب أماروك" في السنوات الأولى من الإنتاج، بمعدل 100 ألف سيارة في 2017، على أن يتم في مرحلة ثانية الرفع من قدرة الإنتاج لتلبية طلبات الأسواق الإفريقية. وستخرج أول سيارة من المصنع نهاية السداسي الأول من 2018.
ويجرى بناء مبنى تجميع السيارات على مساحة 150 هكتار فى منطقة غليزان على بعد 220 كيلومتر غرب الجزائر العاصمة، ومن المقرر أن تصل الطاقة الإنتاجية اليومية للمصنع إلى 100 سيارة. وتضم شبكة وكلاء مجموعة "فولكس فاغن" فى الجزائر أكثر من 100 مرفق يعمل بها 1650 موظفاً، وفى عام 2015 باعت الشركة الألمانية 30 ألف مركبة جديدة للعملاء عبر "سوفاك".
وأبرمت الحكومة الجزائرية، شهر أبريل/نيسان المنصرم، اتفاقية مشترك مع شركة صناعة السيارات الفرنسية "بيجو"، لبناء مرفق لتصنيع السيارات التي من شأنها أن تجمع في المقام الأول السيارات "سيتروين C-الاليزيه"، و"بيجو 301"، و"بيجو 208". وتدير المصنع شركة "رينو الجزائر"، وهو نتيجة شراكة جزائرية فرنسية (51% و49%)، مع استثمار 50 مليون يورو، وبقدرة إنتاج أولية تصل إلى 25 ألف سيارة سنويا.
ويقع المصنع في منطقة وهران في الشمال الغربي، حيث يوجد مصنع آخر للسيارات الفرنسية لشركة رينو، بدأ بالإنتاج العام الماضي. وتتطلع الشركة الايطالية لإنتاج الشاحنة "ايفكو"، وبناء مصنع لتجميع الشاحنات في المنطقة الصناعية الجديدة بالبويرة التي تقع على بعد 100 كيلومتر جنوب شرق العاصمة، وسيطرح المشروع أول سيارة له نهاية العام الحالي بقدرة انتاجية 1500 وحدة سنوياً، في حين ستكون نسبة المكون المصنع محلياً 20%..
وقال تقرير لبنك "اتش اس بى سى"، إن دول شمال افريقيا، الجزائر ومصر والمغرب وتونس، تتطلع إلى تطوير مصانعها المحلية بالتعاون في المقام الأول مع المصنعين الأوروبيين بهدف تلبية الطلب المحلى. وكسبت الحكومة الجزائرية، خلال 2016، رهانان مهمان هذا العام، الأول يتمثل في نجاحها في تشجيع الاستثمارات، وخلق بيئة ملائمة للأعمال التجارية لقطاع السيارات، وتمكنت من جهة أخرى من التخفيض فى واردات السيارات بنسبة 25% فى الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى.