الدار البيضاء - محمد إبراهيم
قال سلام بلخير الصحافي والباحث الرياضي ،أن أول فريق وطني مغربي تأسس في المنطقة السلطانية هو الاتحاد الرباطي السلاوي سنة 1932، لكن سنة 1937 شكلت نقطة ضوء بارزة بعد تأسيس نادي الوداد الرياضي، وأضاف في حديث للمغرب اليوم ،بالقول انه مع تنامي الوعي السياسي بإثبات الهوية والمطالبة بالتحرر والاستقلال في وسط الأربعينيات فقد واكب ذلك تأسيس مجموعة من الأندية الوطنية اﻷخرى، انطلاقا من سنة 1946، ومن أبرزها الفتح الرباطي والكوكب المراكشي والمغرب الفاسي والرجاء البيضاوي ومولودية وجدة والنادي القنيطري والاتحاد البيضاوي ونجم الشباب البيضاوي وغيرها،وقد أدت كل هذه الفرق دورها السياسي ووظيفتها النضالية بامتياز، وظل تاريخها حافلا بالتحديات الكبيرة، غير آبهة بالعراقيل والإكراهات المصطنعة من طرف الاحتلال وتوقف سلام كثيرا عند محطة ما سماه ب"ظاهرة الرياضة الوطنية المغربيةالحرة"، التي قال إنها برزت انطلاقا من سنة 1945، من خلال العصبة المغربية الحرة لكرة القدم، التي تأسست كحركة رياضية ثورية مضادة للعصبة الفرنسية بالمغرب، وأيضا الفرق الحرة المناضلة المنضوية تحت لواء العصبة الحرة المذكورة. وكشف بلخير سلام عن رياضات كان يمارسها المغاربة منذ قرون خلت، مثل الفروسية والمصارعة والمسايفة، وحتى كرة القدم، ولو بطرق مختلفة وبتسميات قديمة، على غرار "تاكورت" و"الشيرا"، وهو ما سماه ب"وطنية الرياضة"، منتقلا نحو ما وصفه ب"رياضة الوطنية"، خلال عهد الحماية، في إشارة منه إلى أن الرياضة تم استثمارها من أجل الوطنية، والمساهمة في تحرير الوطن والحصول على الاستقلال
و ذكر سلام بالتقسيم الإداري آنذاك بالمغرب بين المنطقة الدولية(طنجة) والمنطقة الأميرية (الشمال) ثم المنطقة السلطانية، وكشف أن منطقتي طنجة والشمال كانتا سباقتين في تأسيس أندية وطنية صرفة من قبيل فريق المغرب الأقصى لطنجة، بحكم تساهل السلطات الاستعمارية هناك، مقارنة مع نظيرتها الفرنسية بالمنطقة السلطانية، حيث مارس المستعمر الفرنسي منذ إبرام الحماية على المغرب سنة 1912، احتكارا فاضحا بخصوص تأسيس فرق تابعة له، بدءا بفريق "اليوسم: usm" بالدار البيضاء سنة 1913، ثم فريق اليوسا والصخور السوداء وغيرها، ليستمر في ذلك بمختلف المدن الكبرى كالرباط ومراكش وفاس ومكناس والقنيطرة ووجدة وغيرها. وأوضح المتحدث نفسه أن "الرياضة الوطنية" توزعت بين تيارين وطنيين يتمثلان أولا في الأندية الوطنية التي كانت تمارس ضمن عصبة المغرب التابعة للجامعة الفرنسية لكرة القدم، وثانية بفضل الأندية الوطنية الحرة المنضوية تحت لواء العصبة المغربية لكرة القدم، بعدما عمل رجال الحركة الوطنية أن يجعلوا من هذين الصنفين الوطنيين الرياضيين معا قناة أساسية في التعبئة السياسية. وأثنى سلام ، في ختام حديثه على الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين التي دابت على تنظيم ندوات فكرية، تزامنا مع مناسبات وطنية غالية، من قبيل عيد الاستقلال المجيد، معتبرا من خلاله أن الهوية كمفهوم تحيل على التاريخ، وما يشكله من ماضي رياضي غني ينبغي استحضاره كهوية وطنية، وتفكيكه وإدراكه والاطلاع عليه بشكل علمي دقيق، من أجل استثماره، استشرافا للمستقبل، بغية البناء وتكريس الهوية في جانبها الرياضي.
قد يهمك ايضا :