الرئيسية » السوق الإيكولوجية

القدس - وكالات

لا شك أن العلم والثقافة ترفع من شأن المجتمعات والدول، والثابت أن الشعب الفلسطيني يمتلك طاقات مبدعة من شأنها أن تصنع المستحيل وتتغلب على كل الصعاب، ومن هذه العقول الفلسطينية المبدعة المهندس خالد السبعاوي الحاصل على براءة اختراع في أنظمة الطاقة الجوفية الحرارية والمصنف كأحد أنجح رجال الأعمال الرواد في مجال الطاقة من قبل الجلوبال بوست لعام 2010. " القدس " التقت المهندس خالد السبعاوي لمعرفة ما هي الطاقة الجوفية الحرارية وكيف لها أن تدعم الاقتصاد الفلسطيني وتوفر الطاقة بنسبة 70% . وفي بداية اللقاء قال م. خالد السبعاوي: "عندما عدت إلى فلسطين من كندا عام 2007 بعد اكمال دراستي هناك، تبين لى بعد البحث والدراسة أن هناك مشاكل كبيرة في الطاقة في فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني يدفع أعلى أسعار محروقات من الكهرباء والديزل في الشرق الأوسط، ولا يوجد لدينا أي مصادر للطاقة ونعتمد كلياً على اسرائيل، وتساءلت كيف سنستطيع أن نبني اقتصادا مستقلا اذا اعتمدنا على اسرائيل ولا يوجد لدينا مصادر طاقة ، وكيف سنبني ونطور اقتصادنا دون حل قضية الطاقة التي هي أساس مهم في البناء والتطور ". وأضاف م. السبعاوي :" الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام وخاصة فيما يتعلق بالاستهلاك نجد أن أغلبية الاستهلاك في فلسطين يأتي من المباني، التي تستهلك أعلى نسبة من الطاقة، حيث إن المبنى العادي يستهلك تقريباً من 60% -70 % من الطاقة على التدفئة والتبريد، ونحن في ظل مسيرة البناء والتطوير العقاري بحاجة إلى الاستمرار في البناء والاعمار لأن نسبة النمو السكاني الفلسطيني عالية، وعندما نظرت إلى الحلول الموجودة في العالم وجدت أنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تفعيل الطاقة المتجددة وموضوع الاستدامة في المباني الجديدة". وأوضح السبعاوي أنه من واقع الدراسات والخبرة نظرنا إلى التكنولوجيات والحلول الموجودة في العالم وتبين أن نظام الطاقة الجوفية الحرارية له مستقبل كبير في هذا البلد، وهذه التكنولوجيا مستخدمة منذ 25 سنة في كندا وامريكا واوروبا ولكن لم تطبق نهائياً في الشرق الأوسط ولا في اسرائيل، وهي تعتمد على دراسة هندسية وتصميم هندسي وليس مجرد شيء يشترى ويتم تركيبه، لذا يجب دراسة طبيعة الأرض والجو وعمل تصاميم هندسية لتتم دراسة الوضع جيداً. وقال :"لقد قمنا بدراسة الوضع وعملنا أول فحوصات في الشرق الأوسط عن الأراضي في فلسطين، وذلك عن طريق حفر حفرة يصل عمقها إلى 100 م، والتي تكشف عن درجة الحرارة الثابتة طوال السنة تحت الأرض وقدرة الارض على استيعاب الحرارة، وهذه المعلومات يتم استخدامها لتصميم مبادل حراري في الأرض". آلية عمل الطاقة الجوفية الحرارية وعن آلية عمل الطاقة الجوفية الحرارية استعرض السبعاوي كيفية الاستفادة من هذه الطريقة الجديدة بالقول :" تعمل هذه التكنولوجيا على مبدأ بسيط وسهل، فالأرض تستوعب 50% من طاقة الشمس، ولذلك تبقى درجة الحرارة تحت الأرض ثابتة طوال السنة ولا تتغير، وهذا حقيقة موجودة في كل مكان في العالم، وفي رام الله درجة الحرارة تحت الارض ثابتة على 17 درجة تقريباً طوال العام ، وفي الشتاء تهبط درجة الحرارة فوق الأرض إلى 3 أو صفر، بينما باطن الارض يحافظ على حرارته عند معدل 17 درجة، لذلك نحن نقوم بمد شبكة انابيب ومواسير تحت الأرض ونضخ ماء داخلها، وهذه الشبكة مع الماء تصبح مثل المبادل الحراري، تدخل الماء داخل شبكة المواسير وتستوعب حرارة الأرض وتدخل إلى مضخة حرارية والتي يتم تشغيلها باستخدام بسيط للكهرباء، وهذه المضخة الحرارية تأخذ الحرارة وتضغطها، وترفعها الى العمارة بدرجة 45 أو 55 وتعطي تدفئة 100% بتوفير 70 % مقارنة بالأنظمة التقليدية، أي تستهلك 70% أقل طاقة من أجل أن تعطينا الحرارة المطلوبة للتدفئة. وأشار السبعاوي الى أن من مميزات هذا النظام أن نفس النظام الذي نقوم بتأسيسه للتدفئة يتم عكسه في الصيف لأن درجة الحرارة ال 17 الثابتة طول السنة تكون أبرد ومناسبة عندما ترتفع درجة الحرارة مثلاً في رام الله إلى 36 درجة فوق الارض، ولذلك نأخذ الحرارة من العمارة ونضعها في باطن الأرض حيث يكون أبرد من حالة الطقس فوق الارض ، فبدلا من أن إبقاء الحرارة في الخارج نقوم بانزالها إلى جوف الارض " درجة حرارة الأرض 17 درجة" ، ونحن نبدل مع الماء الذي في داخل المواسير والماء غير عازل يمتص الحرارة، ولذلك يوفر هذا النظام حتى 70% مقارنة مع الانظمة التقليدية المستخدمة في فلسطين . تنفيذ مشاريع الجيوثيرمال في فلسطين وأوضح السبعاوي :" أنه بعد عمل الفحوصات، عملنا أول دراسة وطبقنا اول مشروع جيوثيرمال في الشرق الأوسط وفلسطين، وذلك في فيلا نموذجية في مشروع فلل الاتحاد في مدينة البيرة في رام الله والتي تصل مساحتها إلى 400 متر ، حيث نفذنا نظام الطاقة الجوفية وشغلناه لمدة سنة وكانت النتائج مذهله فاقت كل التوقعات ، وحسب الدراسة كان التوفير 70 % بالمقارنة مع الأنظمة التقليدية". ومضى يقول :" بعد انتهائنا من أول مشروع و انتشار الفكرة انتقلنا إلى مبنى شركة الاتحاد للإعمار والاستثمار و الأهلية للتأمين ونفذنا أكبر مشروع طاقة جوفية حرارية في هذا المبنى التجاري البالغة مساحته 4600 متر مربع، وتم استخدام نظام التدفئة التبريد بواسطة الطاقة الجوفية الحرارية لكامل المبنى". وأضاف :" بعد نجاحنا في المشروعين أسسنا شركة متخصصة في الطاقة الجوفية الحرارية، ونحن فخورين أننا كفلسطينيين كنا أول من يطبق هذا النظام في الشرق الأوسط كله وحتى قبل اسرائيل، وتمت تسمية الشركة مينا جيوثيرمال وحلمنا أن ننطلق من فلسطين إلى الشرق الاوسط كله، وأن نعطي كفلسطينين خدمة الطاقة الجوفية الحرارية للدول المجاورة". العمل في الأردن وقال السبعاوي " بعد النجاح الذي تم تحقيقه في فلسطين، انطلقنا للعمل في الأردن، وفزنا بعطاء تنفيذ نظام الجيوثيرمال في أكبر مشروع في الشرق الاوسط وفي الاردن، حيث تبلغ سعة هذا المشروع 1.6 ميغا واط، وذلك في الجامعة الأمريكية في مأدبا، وتحديداَ في أضخم مبنيين في الجامعة في مباني كليتي التجارة والعلوم، ونفذنا هذا المشروع في الاردن. ولفت الى أن الشركة وضعت نصب أعينها النجاح قبل تحقيق الارباح في السوق الاردني وكان تنفيذ هذا المشروع مهم جداَ أكثر من الربح، حيث تكمن أهميته في أنه سيبقى نموذجاً كبيراَ وحتى يكون نقطة انطلاق لنا في السوق الاردنية التي تعد سوق مجاورة وشقيقة، لذلك افتتحنا حديثاً فرع لشركة مينا جيوثيرمال في الاردن و انهالت علينا المشاريع والعروض. واشار الى ان المشروع يحتوي على أكثر من 420 حفرة على عمق 100 م كل حفرة بقطر 6 انش، والنظام يعمل منذ عام ونصف العام بتوفير كبير واداء جيد، وهذا اوجد لنا سوق جديد في الاردن، وأسسنا فرعا للشركة في عمان ، ونعمل حاليا على ثلاثة مشاريع فلل ضخمة. مشاريع في الهند وقبرص وأضاف السبعاوي: "صممنا مشروعا لشركة في الهند ونصمم مشروعا آخر، في قبرص وساهمنا في تصميم مشروع في الامارات العربية المتحدة، وموقعنا على الشبكة الألكترونية www.menageothermal.com تنهال عليه رسائل الاستفسار وطلبات المعلومات والاستشارات والعروض ودعوات للمشاركة في مناقصات من كل الشركات في الشرق الاوسط الذين يرغبون في العمل معنا واحضار هذه التكنولوجيا إلى بلادهم. تكلفة نظام الجيوثيرمال وفي رد على سؤال حول تكلفة هذه التكنولوجيا الجديدة قال السبعاوي :" من المهم أن ننظر الى نظام الجيوثيرمال على أنه استثمار، وفي فلسطين والاردن تبلغ تكلفة أنظمة الجيوثيرمال تقريباً ضعف تكلفة النظام التقليدي. لكن رأس المال الإضافي لهذا النظام هو استثمار في يوم واحد حيث يوفر النظام 70٪ من استهلاك الطاقة في كل سنة، ويتم استرداد الاستثمار الأولي في 5 أو 7 سنوات. بالإضافة إلى أن أنظمة الجيوثيرمال هي صديقة للبيئة تماماً و متوسط عمر خدمتها يدوم 24 سنة. براءة اختراع وأضاف :"نحن لدينا شهادات من كندا والولايات المتحدة خاصة بالتدريب والتصميم وتنفيذ الطاقة الجوفية الحرارية، بالاضافة إلى ذلك استخدمنا امراً جديداً لم يتم استخدامه سابقاً لتخفيض التكلفة التشغيلية للطاقة الجوفية الحرارية وسجلنا براءة اختراع ، ويتمثل هذا الاختراع في انه عندما نحفر حفرة بقطر تقريباً 6 انش وبعمق 100 م ونضع مواسير بقطر انش، بحيث يبقى هناك فراغ في الحفرة، ولان الهواء عازل فلا يجب أن نترك فراغا، بل يجب ملأه، أما في كندا وامريكا فيستخدمون مادة الصوديوم بانتونايت وحتى نحضره الى فلسطين يحتاج عملية شحن من الخارج ووزنه ثقيل ومكلف وحتى نخفف هذه التكلفة قمنا بالبحث عن بديل لملء الفراغات". وتابع يقول :" بعد دراسة وبحث قمنا باستخدام مسحوق الحجر الجيري الفلسطيني الناتج عن قص الحجر المستخدم في البنايات وخلطناه مع رمل وبعثناه إلى الفحص إلى الولايات المتحدة و تبين ان قدرته على استيعاب الحرارة مثل الصوديوم بانتونايت في امريكا لا بل و افضل فاستخدمناه في جميع الحفر ووفر علينا من 15 – 20 % وخفض تكلفة الطاقة الجوفية الحرارية في البلد، وبذلك نكون قد ابتكرنا طريقة جديدة في ظل ضعف السيولة الموجودة في البلد وسجلنا هذا الاختراع في وزارة الاقتصاد الفلسطيني. وعن وضع الشركة قال السبعاوي " الشركة تنمو وتزدهر وأصبح لها وضع مميز في فلسطين والاردن، خاصة بعد أن يتم شرح عملنا للمستثمرين وللمواطنين حول تكلفة نظام الجيوثيرمال التي تبلغ ضعف النظام التقليدي لكن في المقابل يتم توفير 70% من فاتورة التدفئة والتبريد، وعلى ضوء أن اسعار المحروقات من سولار وغاز في ارتفاع مستمر كل سنة بالتالي فأن التوفير يزداد سنوياً، ويستغرق ما بين 5-7 سنوات لاسترداد الاستثمار الأولي، بعد ذلك، تصبح كأنك تجني مالاً، فمن الناحية الاستثمارية، توفر نظم الطاقة الجوفية الحرارية عائد سنوي بمعدل 15٪. مشاكل وتحديات وبخصوص التعاون مع وزارات ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية قال السبعاوي :" قمنا بعرض مشروعنا على جميع الجهات الرسمية والحكومية تقريباً ومراسلتهم، لكن دون جدوى. وتمنى أن يكون هناك تعاون أكثر من هذه الجهات لتفعيل استخدام الطاقة الجوفية الحرارية في فلسطين والذي أصبح ضرورة ملحة جداَ".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

"التغير المناخي" أهم 10 نصائح لتقليل انبعاثات الكربون
صناعة الملابس تنتج 92 مليون طن من النفايات
جيل جديد من الطائرات تولد الطاقة عبر سرعة الهواء
“البق ذي الرائحة الكريهة” يهدد إمدادات العالم من البندق
تعرف على كيفية توليد الكهرباء من الحرارة المهدرة

اخر الاخبار

إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…
وزير العدل المغربي يُقدم أمام مجلس الحكومة عرضاً في…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة