لندن ـ المغرب اليوم
خلص باحثون إلى أن النسور المعروفة بأكل الجيف (الحيوانات الميتة) تعتمد في بحثها عن الطعام على المعلومات التي تحصل عليها من طيور العقبان، الأمر الذي يجعلها مهددة بالانقراض بسبب تطفلها على الآخرين في العثور على غذائها.من المعروف أن النسر طائر جبان يعيش على أكل الجيف ولا يقدم على أكل فريسته إلا بعد أن يتأكد من خروج روحها، في حين أن العقاب صياد ماهر يعتمد على مخالبه في الصيد.
فبحسب دراسة ايرلندية نشرت نتائجها في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا، أوضح باحثون دوليون أن النسور تراقب هذه الطيور الجارحة وتتبعها إلى أن تعثر العقبان على فريسة وتحط عليها وتبدأ في سلخ جلد هذه الفريسة بمنقارها الحاد قبل أن تطردها النسور غالبا وتستحوذ على الجيفة.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد تحليل 46 مقطعا مصورا تم التقاطها في إطار دراسة أخرى في كينيا. وتظهر هذه المقاطع ما يحدث عندما ينفق أحد الحيوانات في البراري الأفريقية. وحلل الباحثون لحظة حضور النسور إلى مكان الجيفة وتصرفها مع هذه الجيفة وقاموا بمحاكاة طريقة تدفق المعلومات بين النسور والعقبان.
تبين للباحثين أن العقبان وصلت للفريسة أولا في 38 من إجمالي 46 حالة قبل أن تتبعها النسور بوقت وجيز مما يعني حسب العلماء أن النسور تعتمد في البحث عن غذائها على العقبان. كما أن هناك حالات قليلة كانت النسور تصل للجثة أولا ولكن العقبان سرعان ما تبعتها أيضا، ولكن النسور هي التي كانت تعتمد إجمالا على المعلومات التي تحصل عليها العقبان.
ورجح الباحثون أن النسور ترى نفسها الأقوى والأكبر حجما من العقبان، الأمر الذي يدفعها للتشاجر مع العقبان من أجل طردها من الفريسة التي سبقت إليها العقبان في الأصل وأن النسور غالبا ما تنتصر في هذه المعركة.ورجح الباحثون أن حدة نظر العقبان ليس هو السبب الوحيد الذي يجعلها تسبق النسور إلى الفرائس بل خفة وزنها مما يسهل حملها وانسيابها مع تيارات الهواء الخفيفة في الصباح الباكر في حين أن النسور تجيد الطيران والمناورة بشكل أفضل عندما تشتد حرارة النهار.
وأوضح الباحثون أن النسور أصبحت مهددة في بقائها بسبب اعتمادها على التطفل على الآخرين في العثور على غذائها وأن مصيرها أصبح مرتبطا بشكل وثيق بمصير الطيور الجارحة وغيرها من أنواع الطيور المهددة في بقائها. وأوصى الباحثون بعدم التركيز في خطط حماية الأنواع الحيوانية على نوع بعينه من الطيور أو الحيوانات بل على النظام الأحيائي الشامل.