باريس ـ المغرب اليوم
تسجّل حيوانات الباندا العملاقة تزايدا في الأعداد، لكن المساحات التي تتواجد فيها تشهد انحسارا مقارنة عما كانت عليه قبل ثلاثين عاما، وهو ما يزيد مخاطر اندثارها من مواقع صغيرة معزولة تعيش فيها، بحسب ما جاء في دراسة حديثة.
في العام 2013، كانت المساحات التي تنتشر فيها الباندا أقل بما نسبته 1,7 % مما كانت عليه في العام 1998، وهو العام الذي أدرجها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة على قائمة الأنواع المهددة، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر إيكولوجي أند إيفولوشن".
وفي العام 2016، انتقلت حيوانات الباندا من فئة "الأنواع المهددة بالإنقراض" إلى فئة "الأنواع المعرّضة للإنقراض"، أي انها ما زالت معرّضة للخطر لكن بدرجة أقل.
وبحسب إحصاء وطني أجرته الصين بين العامين 2011 و2014 تبيّن وجود 1864 حيوان باندا عملاق في الطبيعة، فيما كان العدد 1216 في العام 1998.
إلا أن الباحثين اعتبروا أن هذا التحسّن في التصنيف يستند إلى الأعداد، ولا يأخذ بعين الاعتبار مخاطر أخرى.
وقال ستيوارت بيم الباحث في جامعة ديوك الاميركية وأحد معدي الدراسة لوكالة فرانس برس "هناك أخبار جيدة، أعداد الباندا تزداد، مساحات كبيرة من مواطنها أصبحت محميّة، وتوقّف قطع الاشجار" فيها.
لكن "هناك أخبارا سيئة" في المقابل، منها أن مواطن الباندا أصبحت مجزّأة أكثر مما كانت عليه في السابق، بما يجعل بعضا من هذه المناطق غير مناسب لاستمرار حياة الباندا فيه على المدى الطويل.
وساهم إنشاء محميات طبيعية اعتبارا من الستينيات من القرن الماضي في الحد من انحسار المواطن الطبيعية.
لكن المخاطر ما زالت موجودة.
فالباندا في الصين يعيش في مناطق هي الأكثر عرضة للزلازل التي تدمّر مساحات واسعة من مواطنها.
ويؤدي شق الطرقات ايضا إلى فقدان المواطن الطبيعية وإلى عزل هذه المناطق بعضها عن بعض.
وكذلك تشكّل السياحة مصدرا آخر للخطر، بحسب الباحثين.
أما الاحترار المناخي، فمن شأنه أن يؤثّر على نبات القصب الذي تقتات عليه هذه الحيوانات.
ويطالب الخبراء بإنشاء ممرات تصل المواطن المعزولة للباندا بعضها ببعض، وتطوير المحميات الطبيعية.