واشنطن ـ المغرب اليوم
لم يتسبب الكويكب الهائل الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون عام في انقراض الديناصورات فحسب، ولكن تسبب في تغير جذري في سلوك الثدييات أيضًا، فقد وجدت دراسة جديدة أن الثدييات بدأت فقط العيش والنشاط في وضح النهار بعد انقراض الديناصورات غير الطائرة، كما تُوفر نتائج الدراسة رؤى رئيسية في السلوك المتغير للحيوانات عبر التاريخ.
وقد اكتشف باحثون من متحف "ستينهاردت" للتاريخ الطبيعي بجامعة أوكل وجامعة تل أبيب متى بدأت الثدييات في العيش في النهار للمرة الأولى، وقام الباحثون بتحليل بيانات 2،415 نوعا من الثدييات على قيد الحياة اليوم باستخدام خوارزميات الحاسوب لإعادة بناء النشاط المحتمل للأسلاف القدماء الذين عاشوا منذ ملايين السنين، وقد تم استخدام اثنين من مختلف أشجار أسر الثدييات في تصوير الجداول الزمنية البديلة لتطور الثدييات في التحليل، وقد أظهرت النتائج أن الثدييات تحولت إلى النشاط في النهار بعد وقت قصير من اختفاء الديناصورات. ولم يكن هذا التغيير آنيا، بل كان ينطوي على مرحلة متوسطة من النشاط المختلط ليلا ونهارا على مدى ملايين السنين.
وقال السيد روي ماور، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد فوجئنا جدا بالعثور على مثل هذا الارتباط الوثيق بين اختفاء الديناصورات وبداية النشاط أثناء النهار في الثدييات، ولكن قد وجدنا نفس النتيجة بالإجماع باستخدام العديد من التحليلات البديلة"، كما وجد الفريق أن أسلاف القرود السيميانية - بما في ذلك الغوريلا والجيبون والتامارين - كانوا من بين أول من يتخلون عن النشاط الليلي تماما.
وهذا الاكتشاف يتناسب جيدا مع حقيقة أن الرئيسيات هي الثدييات الوحيدة التي طورت التكيف لرؤية جيدا في وضح النهار. وأدت هذه الملاحظات إلى تطوير نظرية "عنق الزجاجة الليلية"، والتي تقترح أن الثدييات في وقت مبكر كانت مجبرة على تقييد نشاطهم ليلا لتجنب الصراع مع الديناصورات التي كانت نشطة في النهار. وعندما ماتت الديناصورات كانت الثدييات قادرة على الانتقال إلى النشاط في النهار.
وأوضح البروفيسور كيت جونز، المؤلف المشارك في الدراسة: "من الصعب جدا ربط التغيرات السلوكية في الثدييات التي عاشت منذ فترة طويلة إلى الظروف البيئية في ذلك الوقت، لذلك لا يمكننا أن نقول أن موت الديناصورات تسبب في بدء نشاط الثدييات في النهار، ومع ذلك، فإننا نرى علاقة واضحة في النتائج التي توصلنا إليها"، كما أضاف الأستاذ تمار دايان، المؤلف المشارك في الدراسة: "لقد قمنا بتحليل الكثير من البيانات عن سلوك ونسب الحيوانات الحية لسببين - أولا، لأن السجل الأحفوري من تلك الحقبة محدود جدا وثانيا، السلوك باعتباره السمة من الصعب جدا أن نستنتج من الحفريات"، في حين يشير الفريق إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم أفضل لشجرة عائلة الثدييات لإعطاء معلومات أكثر دقة عندما يتغير سلوك الأنواع إلى النشاط في النهار.