لندن ـ المغرب اليوم
في الوقت الذي يغير التلوث فيه كل شيء في الطبيعة ، لم تتغافل يد التلوث البشري عن الحيوانات والزواحف البرية ، وأشارت "الديلي ميل" إلى أن أنواع كثيرة من الثعابين البحرية تفقد خطوط ألوانها كلما اقترب منها للبشر ، وارجع الباحثون ذلك إلى أنه التلوث الذي يأتي مصاحبًا وملازمًا للإنسان.
ونشر موقع "الديلي ميل" البريطاني ما لاحظه الباحثون الذين كانوا يدرسون ثعابين البحر التي يتربع علي رأسها السلاحف الذين يعيشون على الشعاب المرجانية في الهند والمحيط الهادئ ، شيئًا غير عادي عن أنماط ألوان الثعابين.
ولوحظ أن الثعابين البحرية التي تعيش بين الشعاب المرجانية زينت بالألوان الأسود والأبيض أو أنها تتميز بجسد مبقع ، كما لاحظوا اختلاف بين تلك الثعابين ونظيرتها التي تعيش في أماكن ذات نشاط إنساني ، على سبيل المثال القرب من المدينة، فكانوا يتميزون باللون الأسود.
ووفقًا لما أشاره الباحثين إلى أن هذه تغيرات في اللون نتيجة للتكيف مع اختلافات درجات التلوث التي تتعرض لها الثعابين ، حيث يسمح لها الجلد الأسود في المناطق الحضرية بأن تكون أكثر فعالية وتخلص أجسادهم من الملوثات، بما في ذلك الزرنيخ والزنك.
وقال ريك شاين ، أستاذ مشارك في الدراسة من جامعة سيدني "اعتقد أنه من الملحوظ العثور على الكائنات الحية المختلفة التي تغير لونها وفقًا للبيئة التي تحيا فيها مثل العث والثعابين البحرية."
وحصل الباحثون على فكرة أن الجلد الأسود قد يكون مرتبطًا بتعرض تلك الكائنات للملوثات هو أن بعض الزواحف تكتسي بهذا السواد بعد أن تمتص جلودها مزيدًا من الزنك ، متسائلين عما إذا كان هناك شيء مماثل قد يحدث للثعابين البحرية ، التي كانوا قد لاحظوا تغير لونها حول مناطق النشاط البشري.
وتمكن الباحثون من قياس العناصر الملوثات على جلود الثعابين البحرية في المناطق الحضرية الصناعية مقارنة بالمناطق الأخرى ، وكما كان متوقعًا أن يجدوا تركيزات الملوثات أعلى في الثعابين من المناطق الحضرية والصناعية ، ونتيجة لذلك يبدو أن الثعابين البحرية مصطبغة بشكل أكبر مع الميلانين من نظائرها في المناطق الملوثة.
وأكد البروفيسور شاين أن النتائج هي مثال آخر على التغيير التطوري السريع ، حيث أن التكيف هو تذكير لتأثير البشر على الحياة البرية ، مضيفًا "حتى على الشعاب المرجانية البكر على ما يبدو ، يمكن للأنشطة البشرية تشكل مشاكل حقيقية جدًا للحيوانات التي تعيش هناك".