واشنطن ـ المغرب اليوم
تعتبر الخنافس الرواغة أحد الحيوانات التي تشتهر بمكرها الشديد، فهي تستطيع التنكر على غرار جيوش النمل، وتغير شكلها لتصبح كالنمل تمامًا، ومن ثم تنقض على فريستها بشكل مفاجئ، وهذه الخدعة تعمل بشكل جيد ذلك أنه هناك على الأقل 12 نوع من الخنافس الرواغة قد تطوروا بشكل مستقل عن بعضه.
وحسبما كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أكدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "كارنت بايلوجي" العلمية إن التغيرات الجذرية في جسم وسلوك وكيماء الفرمون الخنفساء الرواغة تجعلها قادرة على تنفيذ تلك الخدعة التي تتمثل في التشبه بالنمل الذي تفترس عليه تلك الخنافس، وأضافت الدراسة، التي أنجزها فريق من الباحثين في جامعة كولمبيا في ولاية نيويورك الأميركية، أن الخنافس الرواغة تسير في مسيرات كالتي يمكن ملاحظتها في جيوش النمل الكبيرة، وذلك لأنها تكيفت داخل مستعمرات جيوش النمل منذ 150 مليون عام وبالتحديد منذ العصر الطباشيري المبكر.
وذكرت الدراسة أن الخنافس الرواغة طورت لديها تلك الخدعة فيما لا يقل عن عشرة مرات من أسلافها غير المتصلة بها، مؤكدة أن جميع الخنافس التي تحاكي النمل بهدف الأنقاض على فريستها، هي خنافس رواغة، كما ألمحت أنه على الرغم من أن معظم الأنظمة المتقاربة الأخرى، مثل عصافير داروين، أو شائك الظهر، يبلغ عمرها على الأكثر بضعة ملايين من السنين.
من جانبه، أوضح الأستاذ في جامعة كولومبيا، جوزيف باركر، أنه في كل مرة يتعرض جسم وسلوك الخنافس الرواغة لتغيرات جذرية، مشيرًا إلى أنه اكتشف هذه الظاهرة الغريبة بالتعاون مع باحث في مختبر مونتوشي ماروياما في متحف جامعة كيوشو اليابانية، وقد قضيا عشر سنوات على دراستها في الغابات الاستوائية.
وقال باركر: "هذه الخنافس تمثل نظامًا جديدًا ومذهلاً في التطور التقاربي، فهو تكافل مفصل لدى تلك الحشرات، تطور بطريقة نمطية عدة مرات من أسلافها"، لافتًا إلى أنه في حالة ملاحظة جيوش الخنافس الرواغة الشبيهة بجيوش النمل، بشكل مستمر، ربما واحدة من كل خمسة آلاف نملة تطورت لتصبح خنفساء رواغة، فيما تفرز جميع الخنافس الرواغة مادة كيميائية تعزز لديها فرصة النجاة من هجوم النمل، أكثر من الحشرات الأخرى، بالإضافة إلى أن مرونة جسدها تمكنها من تنفيذ هذه الخدعة بسهولة.