جدة - المغرب اليوم
كشفت هيئة المساحة الجيولوجية عن تسجيل 6 هزات أرضية في البحر الأحمر خلال اليومين الماضيين. وأكد المدير العام للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران أنه لا خوف من وقوع وكثرة الهزات الأرضية والذي يعود لدوران الصفيحة العربية في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن مقياس ريختر رصد من 1 إلى 8 مارس 33 هزة أرضية على امتداد محور البحر الأحمر منها 12 هزة جنوب البحر الأحمر وغرب الشقيق بمسافة 165 كيلومترا وتعد هذه الهزات مرتبطة بانفتاح الصدى والذي يشهده البحر الأحمر.
وأوضح الدكتور العمري أن آخر هزة سجلت صباح الاثنين الماضي وموقعها منتصف البحر الأحمر بقوة 3.7 ريختر، وسجّلت أجهزة الرصد الزلزالي التابع للهيئة ليلة الثلاثاء هزة أرضية في منتصف البحر الأحمر بقوة 3.0 ريختر، وهذا يعود لصدى التوجهات للهزات الأرضية أوجدتها الصفيحة العربية. وكانت أجهزة الرصد سجلت الاثنين هزتين أرضيتين في منتصف البحر الأحمر بقوة "3.6 - 3.3" ريختر، ورصد بخليج العقبة 95 هزة كان أقصاها 5.1 على مقياس ريختر، وسجل عام 2015 بجنوب البحر الأحمر 25 هزة تتراوح قواها من 1.7 إلى 1.6 فاصلة.
وأرجع رئيس قسم الجيولوجيا المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري زيادة ظاهرة الهزات الأرضية لزيادة الصهيل البركاني والذي يعود إلى وجود الصهارة البركانية في نطاق جنوب وغرب المملكة بمنطقة فرسان، على البحر الأحمر ويزاد النشاط كلما اتجهنا إلي منطقة جازان، ويتسع من الشمال إلى الجنوب بحوالي 14 كيلومترا بسبب نشاطات الصهارة البركانية، في نطاق جنوب وغرب المملكة بمنطقة فرسان والتي قد شهدت بركانا في جبل الطير بواقع 50 كيلومترا منها، وقال الدكتور عبدالله العمري إن جنوب البحر الأحمر يتميز بوجود بقع بركانية ساخنة، وهي تمثل صهيل بركاني.
وأضاف الدكتور عبدالله العمري أن دراسة النشاط والخطر الزلزالي في جنوب البحر الأحمر لا يقل أهمية عنه بمنطقة خليج العقبة، وبالرجوع إلى السجلات التاريخية القديمة في هذا القرن فإن المنطقة سبق وأن تعرضت إلى زلازل عنيفة في الأعوام 859 م،1121م،1191م، 1269م،1481، 1630، 1710، ومن أعنف الزلازل التي وقعت في هذا القرن وسببت خسائر بشرية ومادية كانت في الأعوام 1941، 1955، وزلازل شمال اليمن الأخيرة في الأعوام 1982 ،1991، 1993، والتي نتج عنها خسائر بشرية ومادية جسيمة وخاصة زلزال ذمار عام 1982، ومن الملاحظ أن معظم الخسائر نتجت عن سقوط المنازل الحجرية من أعالي رؤوس الجبال وكذلك تبعها انزلاقات صخرية وانهيارات.
وخلال الفترة من 1900 - 2006 أمكن تسجيل أكثر من 300 زلزال في المنطقة تراوح مقدارها ما بين 3 - 6.6 درجات ومعظم مراكز تلك الزلازل وقع داخل البحر والبقية على اليابسة. وقد تركزت معظم هذه الزلازل حول الصدوع المستعرضة "التحولية" للمنخفض المحوري العميق جنوب البحر الأحمر والتي نشأت متزامنة مع مرحلة انفصال الصفيحة العربية عن الأفريقية.