طوكيو ـ أ.ف.ب
لقي 36 شخصا على الاقل مصرعهم واعتبر سبعة في عداد المفقودين، من جراء انزلاقات للتربة في هيروشيما جنوب غرب اليابان بعد امطار غزيرة، كما افادت حصيلة جديدة موقتة.
وتحت وابل الامطار الغزيرة، انهار عدد من التلال التي جرفت معها او طمرت عشرات المنازل المبنية على سفوحها، كما اظهرت شاشات التلفزيون، فيما كان رجال الانقاذ يبحثون بين الانقاض عن اي اشارة للحياة.
وقال متحدث باسم شرطة هيروشيما لفرانس برس ان اعداد القتلى قد ترتفع مع استمرار اعمال الانقاذ.
وقال رئيس الوزراء شينزو آبي الذي قطع اجازته، في تصريح صحافي انها "امطار لا مثيل لها، وكارثة كبيرة. هناك توقعات بتساقط كثيف للامطار".
واضاف "امرت بتعزيز اعمال الاغاثة من خلال ارسال مئات الجنود من قوات الدفاع الذاتي".
وارسل بالاجمال 630 رجلا الى مكان حصول الكارثة، كما قال كيجي فوروبا، الوزير المسؤول عن حالات الكوارث قبل توجهه الى الموقع.
وفاجأت هذه الانزلاقات الناس خلال الليل محملة بشلالات من السيول الموحلة.
ومن بين القتلى رجل اسعاف في الثالثة والخمسين قتل في انهيار جديد للتربة بعد ان انتشل خمسة ناجين، كما قالت هيئة ادارة الحرائق والكوارث.
وقتلت امرأة في السابعة والسبعين، وصبي في الثانية من عمره وشقيقه (11 عاما)، كما ذكرت شبكة ان.اتش.كاي العامة التي اوقفت برامجها لتغطية الحدث.
وتمتد الاضرار على عشرين كيلومترا وتشمل عددا كبيرا من احياء هيروشيما.
ويسعى عناصر الانقاذ والسكان في مكان وقوع الكارثة الى ازالة الانقاض والبحث عن ناجين تحت الانقاض والجسور وهياكل الاشجار.
واقتلعت السيول الجارفة المنازل التي بني معظمها من الخشب، وتسللت من خلف المساكن وبين فتحات الابنية.
وتظهر صور التقطتها مروحيات اراضي اجتاحتها السيول ومباني سكنية غمرتها الوحول. ولجأ بعض السكان الى السطوح، اما البعض الآخر فنقل جوا.
وبات من المتعذر سلوك شوارع غطتها الوحول. وقالت مواطنة "لم ار مشهدا كهذا من قبل".
وقال خبير لشبكة التلفزيون اليابانية ان.اتش.كاي ان "انزلاقات التربة هذه حصلت في عدة اماكن في وقت واحد. انها مواقع تكثر فيها المخاطر. وقد تساقطت امطار قياسية في الايام الاخيرة على هيروشيما، ومن الافضل في هذه الاوضاع الذهاب الى اماكن آمنة، لكن ليس ممكنا على الدوام توقع حصول هذه الكوارث".
وحذر خبير من جامعة طوكيو من "ان ذلك يمكن ان يستمر في الايام والاسابيع المقبلة".
وقد تعرضت اليابان، وخصوصا في الجنوب الغربي والشمال، في الاسابيع الاخيرة لمجموعة من عواصف الامطار التي وصفت بأنها "رهيبة" وجعلت منسوب المياه في الانهار يتخطى العتبة المحددة لاصدار انذار.
وتراكمت من جهة اخرى كميات كبيرة من الامطار في المناطق المرتفعة، ثم ما لبثت ان انحسرت.
وكانت السلطات اصدرت تحذيرات حول مخاطر حصول انزلاقات للتربة في عدد مناطق الجنوب الغربي وشمال الارخبيل حيث سجل تساقط كميات غير مسبوقة من الامطار في فترات زمنية قصيرة جدا في بعض الاحيان.
وقال مسؤول في هيئة الاغاثة ان الانذارات باخلاء المنازل تأخرت.
وكانت حالة الاستنفار ما زالت سارية في بعض المناطق الاربعاء، خصوصا في اقليم فوكوما (جنوب غرب).
وما زالت الظروف المناخية غير مستقرة، كما ذكرت الاجهزة المختصة، حتى لو ان من المتوقع ان تتراجع في المنطقة المتضررة التي كانت ضحية هذا النوع من الظواهر المدمرة. ففي 1999، اسفر 324 انزلاقا للتربة في هيروشيما عن مصرع اكثر من 30 شخصا.
وكان الوضع الحالي الذي زاد من خطورته المرور الاخير لعدد من الاعاصير، دفع في الاسابيع الاخيرة السلطات على ان تنصح لمئات الاف الاشخاص بمغادرة منازلهم بصورة موقتة.
وفي الفترة الاخيرة، اسفر الاعصار الاستوائي هالونغ عن عشرة قتلى وعشرات الجرحى وتسبب في اضرار كبيرة خصوصا في الجنوب.
وكانت المناطق الجنوبية في الارخبيل تضررت ايضا في تموز/يوليو من جراء الاعصار نيوغوري القوي جدا الذي ادى الى مصرع سبعة اشخاص على الاقل.