الرباط - المغرب اليوم
خرجت مديرية الأرصاد الجوية عن صمتها ولغتها لا تخرج عن نطاق "الحذر" ثم "الحذر"، بعد الرياح القوية التي شهدتها مناطق متفرقة من المملكة، ما تسبب في اقتلاع أشجار وأعمدة كهربائية، خلّفت خسائر ملفتة، وبهذا الخصوص كشف الحسين يوعابد، ، رئيس مصلحة التواصل في مديرية الأرصاد الجوية في تصريحه الصحافي، أن سبب الرياح القوية في هذه الظروف بالذات، يعود بالأساس إلى مرور منخفض جوي عميق اقترب من المغرب ومن المحيط الأطلسي، قبل أن يقول: هذا المنخفض الجوي العميق كان أكثر نشاطًا وعمقًا وأدى إلى وصول رياح بلغت نسبتها 110 كيلومترًا في الساعة، في الوقت سُجّلت فيه نسبة الرياح خلال صباح الخميس، 120 كيلومترًا في الساعة في إقليم النواصر.
وأكد يوعابد أن الرياح القوية صاحبتها أمطار عامة في مناطق متفرقة، ويتعلق الأمر بمناطق الوسط والجنوب والشمال وكذا أمطار معتدلة إلى قوية في الجنوب، وأوضح أنه من المرتقب أن تكون الأمطار قوية في مناطق الريف والبوغاز والواجهة المتوسطية، خصوصًا في مدن وزان وشفشاون وفي مرتفعات مدينة الحسيمة ومرتفعات الريف بالضبط، تبلغ نسبتها 70 إلى 100 مليمترًا في الساعة خلال الأربع وعشرين ساعة المقبلة، فضلًا عن تسجيل بعض المقاييس المطرية بلغت 115 مليمترًا في مناطق أغادير إدوتنان.
وأردف الحسين يوعابد بالقول: المنخفضات سببها مرور كتل هوائية قطبية باردة نحو أوروبا، تسببت في موجة من البرودة وأدت إلى تنشيط المنخفضات في المحيط الأطلسي وابتعاد المرتفع الأسوري الذي كان يشكل حاجزًا أمام وصول الاضطرابات الجوية نحو المغرب، فهذه المنخفضات النشيطة ساعدت على أن تكون الرياح قوية مصحوبة بالأمطار وستستمر الاضطرابات إلى غاية بداية أو منتصف الأسبوع المقبل.
وحذّر في المقابل من قوة الرياح التي ستستمر الجمعة، في الوقت الذي تنقص حدتها في ما بعد، كما نبّه من التساقطات المطرية التي ستعرفها مناطق الريف بما فيها الحسيمة ووزان وشفشاون، داعيًا المواطنين إلى الابتعاد من المنحدرات والأودية، وشدّد على عدم المغامرة والاقتراب من الأودية ذات الحمولة الكثيرة وكذا الأشجار والأعمدة الكهربائية التي من الممكن أن تسقط على المارة، مشيرًا إلى أنه لا مناص من تخفيف السرعة بالنسبة إلى مسافرين مستعملي الطرقات، خاصة وأن هبوب العواصف القوية يؤدي إلى انقلاب السيارة في حالة السرعة المفرطة.