طوكيو ـ المغرب اليوم
تتفاوت أقنعة الوجه المتاحة للمستهلكين في الصين (للحماية من تلوث الهواء) بدرجة كبيرة في قدرتها على القيام بتلك الوظيفة بفاعلية، حسب دراسة حديثة. وقال باحثون في دورية "أوكيوبيشنال آند إنفيرومنتال ميديسن" إنه رغم أنّ تلك الأقنعة قد تمنع مرور الجسيمات الصغيرة فإن حجم الوجه وشكله وحركته ربما يؤدي إلى تسرب نسبة تصل إلى 68 في المائة من هذه الجسيمات.
وقالت ميراندا لوه التي قادت فريق البحث وهي خبيرة في معهد الطب المهني في أدنبره بأسكتلندا: "حتى إذا كانت قدرة القناع على تنقية الهواء عالية وكان القناع مناسبا للشخص بصفة مبدئية، ربما لا يستمر القناع على كفاءته مع ممارسة الشخص لنشاطه اليومي".
وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني: "ليست كل الأقنعة فعالة في ما يتعلق بتقليل التعرض للجسيمات الموجودة في الهواء الملوث ومن الضروري أن يدرك الناس ذلك"، وتابعت: "لم ينجح أي قناع في تقليل تركيز الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد النيتروجين".
وأجرى الفريق هذا البحث على أنواع مختلفة من الأقنعة المتاحة في بكين في إطار مشروع أكبر تموله مجالس البحث البريطانية بشأن تلوث الهواء في العاصمة الصينية وأضراره الصحية.
وأشار فريق البحث إلى أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة نحو 1.6 ملايين شخص في الصين كل عام، وبإمكان تلك الجسيمات الصغيرة، الموجودة في عوادم المركبات والانبعاثات الصناعية، المعروفة باسم "بي إم 2.5" التغلغل في الرئتين، ومنهما إلى الدم. وأظهرت الاختبارات على تسعة أنواع مختلفة من الأقنعة أن نسبة تسلل الجسيمات والكربون تراوحت بين 0.26 في المائة و29 في المائة على حسب نوعية القناع.
وقال ريتشارد بلتير من جامعة ماساتشوستس أمرست، الذي لم يشارك في البحث، لـ"رويترز هيلث" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "تلوث الهواء مشكلة عالمية ومن الضروري بحثها، ليس فقط في بكين، بل في بوسطن وبرشلونة. استنشاق الملوثات، وبخاصة الجسيمات ضار للغاية، ويسبب ملايين الوفيات في أنحاء العالم".
وأضاف أنه "من المهم في الأبحاث المستقبلية الاستعانة بعدد أكبر من المتطوعين والتركيز على الأسباب الرئيسية لعدم قدرة الأقنعة على التخلص من الملوثات، وما إذا كان ذلك بسبب المادة المصنوع منها القناع أو عدم ملاءمته للأشخاص أو أنشطتهم اليومية".