لندن ـ المغرب اليوم
أكدت دراسة حديثة أن هناك عالم غامض من الحياة تحت كهوف القارة القطبية الجنوبية الدافئة، حيث كشف ذوبان الجليد عن كهوف عملاقة تعود لملايين السنين في باطن القارة المجهولة، وذكر العلماء أن تحليل عينات التربة من هذه الكهوف قد كشفت آثارا مثيرة لأنواع نادرة من الطحالب والحيوانات الصغيرة، بما يؤكد أن هناك عالم سري من الحيوانات والنباتات - بما في ذلك الأنواع غير المعروفة - مزدهرة في كهوف دافئة تحت الأنهار الجليدية في "أنتركتيكا".
ووجدت الدراسة التي قادتها الجامعة الوطنية الأسترالية (أنو) أن حول جبل "إريبوس"، بركان نشط في جزيرة روس في القارة القطبية الجنوبية يضم كهفا عملاقا، وأضافت الدراسة: "هذه الكهوف دافئة – وقد تصل الحرارة بها إلى 25 درجة مئوية في بعض الأحيان، وقال سيريدوين فريزر، الباحث الرئيسي في الدراسة التي نشرت في مجلة "بولار بيولوجي": "هناك ضوء بالقرب من أفواه الكهوف، وطبقات الجليد بها رقيقة للغاية"، موضحًا أن معظم الحمض النووي الموجود في الكهوف على جبل "إريبوس" يشبه الحمض النووي للنباتات والحيوانات - بما في ذلك الطحالب واللافقاريات.
وأضاف: "أن نتائج هذه الدراسة تعطينا لمحة محيرة عما يمكن أن يعيش تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية - فقد تكون هناك أنواع جديدة من الحيوانات والنباتات"، كما أكد "لوري كونيل"، الأستاذ بجامعة "ماين" في الولايات المتحدة: "أن آثار الحمض النووي هذه لم تثبت بشكل قاطع النباتات والحيوانات التي ما زالت تعيش في الكهوف، والخطوات التالية هي أن نلقي نظرة فاحصة على الكهوف والبحث عن الكائنات الحية، وإذا كانت موجودة، فإنها تفتح الباب أمام عالم جديد مثير".
ووفقا للبروفيسور "كريغ كاري" من جامعة "وايكاتو" في نيوزيلندا، فقد وجدت الأبحاث السابقة أن المجتمعات البكتيرية والفطرية المتنوعة تعيش في الكهوف البركانية في أنتاركتيكا، فقال: "تشير النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة الجديدة إلى احتمال وجود نباتات وحيوانات أعلى أيضا"، كما أشار الباحثون إلى أن هناك العديد من البراكين الأخرى في القارة القطبية الجنوبية، لذلك يمكن أن يكون هناك عالم آخر من الحيوانات والنباتات في كهوف تحت الجليد في جميع أنحاء القارة الجليدية، والمؤكد أن هناك حيوانات ونباتات جديدة ربما نظن أنها قد انقرضت لكنها تعيش داخل كهوف عميقة ودافئة منذ حقب زمنية بعيدة.