رام الله - وفا
أعلن الاثنين، عن إطلاق شركة النقل الوطنية للكهرباء (باتل) وهي أول شركة مملوكة للقطاع العام. وستعمل الشركة على توفير البنية التحتية اللازمة لنقل الكهرباء من المنتج إلى الموزع، وسيتيح تأسيس الشركة فرصة لتخفيض فاتورة الكهرباء. واحتفل بهذه المناسبة بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد مصطفى، ورئيس سلطة الطاقة عمر كتانة، والرئيس التنفيذي لشركة النقل الوطنية للكهرباء فؤاد العملة، وممثل الاتحاد الأوروبي جان غات راتر، وعدد من ممثلي المؤسسات الدولية، والشخصيات الاعتبارية. وقال الحمد الله، إن فلسطين قطعت شوطا هاما وكبيرا بفضل تكامل الأدوار بين القطاعين الحكومي والخاص، للنهوض بقطاع الطاقة وضمان استجابته لازدياد الطلب بشكل مضطرد وسريع على الطاقة، والتخفيف من قيمة الفاتورة الوطنية لشراء الكهرباء من إسرائيل والاستقلال تدريجيا عنها. وأضاف أن الرئيس محمود عباس بارك إطلاق الشركة، وأن فلسطين هي من أولى الدول في المنطقة التي أولت أهمية خاصة لتعزيز كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، من خلال تأسيس مركز الطاقة البيئية، وتنفيذ العديد من المشاريع التي تشجع الاستثمار في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وذلك في إطار اهتمام الحكومة بوضع الإستراتيجية العامة لإنتاج الطاقة بحلول عام 2020. وتابع أن الحكومة تواصل العمل وفق الإمكانيات المتاحة لاستكمال استخراج الغاز الطبيعي من الحقول الواقعة قبالة شواطئ غزة، واستمرار التنقيب عن الغاز والنفط في مواقع أخرى في الضفة الغربية، ما يساهم في توفير مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، وتعزيز الاقتصاد الوطني، في ظل التحديات والصعوبات التي تفرضها سلطات الاحتلال من استغلال الموارد الطبيعية لفلسطين. وشدد الحمد الله على أن إطلاق الشركة الوطنية سيكون له الأثر الكبير في تخفيض أسعار الكهرباء، وفقا لتسعيرة تتحكم بها الحكومة، وبناء على أسعار تنافسية ومن مصادر متنوعة، ما يساهم في تحسين الخدمات المقدمة لأبناء شعبنا. ورأى مصطفى في المشروع رمزية عالية وكبيرة من الجانب السيادي والسيطرة على مواردنا الطبيعية قائلا، 'إن بناء الدولة يحتاج لاستقلال سياسي واقتصادي وأيضا استقلال في عملية إدارة بنيتنا التحتية، وتأسيس الشركة نقلة نوعية من هذا البعد'. وأضاف 'هناك بعد مالي، حيث ستمكن الشركة من تحقيق أسعار أقل في فاتورة المواطن، وتكلفة أقل على رجال الأعمال، وستعود بالفائدة على موازنة الدولة'. وأشار إلى حجم تكلفة قطاع الطاقة على السلطة والمواطن، حيث تصل تكلفة هذا القطاع إلى 2.5 مليار دولار، منها 700 مليون كهرباء، و1.7 مليار منتجات بترولية'. وذكر أن السلطة ترعب في تحقيق نقلة في قطاع الطاقة، على الرغم من أن خطوة تأسيس شركة نقل للكهرباء جاءت متأخرة، وتمكين اقتصادنا من ممارسة سيادته على موارده الطبيعية بعد أن نتمكن من إنتاج الغاز من شواطئ غزة والبترول. من جهته قال كتانة، 'لدينا من الخبرات المتراكمة والناشئة ما يمكننا من إدارة مثل هذه الشركة الكبيرة، بدعم من القيادة السياسية إضافة إلى الدعم المالي والفني من المانحين'. وأضاف أن الشركة تهدف إلى بناء نظام كهربائي صحي وسليم، قادر على توصيل الطاقة الكهربائية بالكمية والجودة لكل فئات شعبنا'، مشيرا إلى تدشين الشركة لأول محطة تحويل ذات ضغط عال، وهي خطوة على طريق افتتاح أربع محطات تحويل ، 'وهو ما يمكنا من توفير نظام كهربائي صحي وسليم وخال من الخسائر الفنية، وسيتمكن من جلب الطاقة الكهربائية من مصادرها الخارجية والمحلية'. من جهته قال راتر: 'ستمكن هذه الشركة من تنويع مصادر الطاقة الكهربائية في فلسطين، والتفاوض مع المزودين الخارجيين، ما سيؤثر على سعر التعرفة بصورة ايجابية، وتقليص المديونية'. ورأى في تأسيس هذه الشركة دعما لعملية السلام، وتقدما على طريق بناء دولة فلسطين، لافتا لخوض الاتحاد الأوروبي مفاوضات مع السلطة في مجال الهيدكربون، والذي سيجلب الاستثمارات الخارجية والمحلية، وستكون له آثار إيجابية على الاقتصاد وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل. وقال الرئيس التنفيذي لشركة النقل الوطنية للكهرباء فؤاد العملة، 'ستقوم الشركة بالإشراف على بناء وتشغيل منظومة نقل وطنية للطاقة الكهربائية، بحيث تمثل الجهة الوحيدة المخولة لشراء الطاقة الكهربائية، ونقلها وبيعها للشركات المزودة للكهرباء'. وأضاف يأتي تأسيس شركة 'باتل' منسجما مع الخطة الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة، بهدف تلبية الاحتياجات المتزايد عبر مصادر مختلفة بما يكفل تحقيق التنوع في توفير الطاقة الكهربائية، وتنظيم العلاقة الفنية بين مصادر الطاقة الكهربائية المحلية والمستوردة وبين شركات التوزيع، ومن المتوقع أن تسهم في تحسين ظروف تسويق الكهرباء وتقليل الفاقد في النظام الكهربائي والحصول على أسعار شراء تنافسية. وأوضح أن الشركة باشرت العمل على تطوير شبكة نقل الكهرباء في فلسطين، وبدأت ببناء عدة محطات لتحويل الكهرباء التي تشكّل المكون الرئيس لشبكة نقل الكهرباء في فلسطين، وستباشر بتشييد شبكات الضغط العالي ما سيمكن الشبكة من حمل ونقل كميات أكبر من الكهرباء، وسيؤدي إلى توفير التيار الكهربائي بكميات أكبر وبجودة أعلى وإيصالها إلى كافة المناطق الفلسطينية. وأضاف أن تأسيس شركة النقل الوطنية للكهرباء سيسهم في تلبية احتياجات السوق المحلي المتزايدة من الطاقة الكهربائية، كما سيرفع من الكفاءة الفنية لقطاع الكهرباء في فلسطين، إلى جانب تحقيق الكفاءة الاقتصادية للقطاع من خلال تقليل الفاقد الفني في منظومة الكهرباء.