كازاخستان ـ وكالات
قال دبلوماسي غربي كبير أمس الخميس إن المحادثات النووية التي جرت بين إيران ومجموعة (5+1) في اليومين الماضيين في كزاخستان كانت بناءة وإيجابية بشكل أكبر من الماضي، وقال دبلوماسي آخر إن القوى الست أسقطت بعض مطالبها من طهران وذلك في محاولة من جانبها لإيجاد حل دبلوماسي لحالة الجمود النووي. إلا أن هذا التفاؤل بدا حذرا حين أكد الدبلوماسيان أن استعداد إيران للتفاوض بجدية لن يصبح واضحا قبل الاجتماع المقبل الذي سيعقد بين الطرفين في أبريل/نيسان. ويتوافق ذلك مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي قال عقب انتهاء المحادثات الأربعاء إنها وصلت إلى "نقطة تحول" مشيرا إلى قرب التوصل لانفراجة. كما رأى وزير الخارجية الأميركي أن المباحثات في كزاخستان كانت "مفيدة"، ودعا إيران إلى أن تدرس بطريقة "جدية" المقترحات الجديدة التي عرضت عليها. لكنه حذر من "عواقب مروعة" في حالة الفشل. وقال كيري -خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس- "ننتظر أن تدرس إيران بجدية المقترحات التي قدمتها مجموعة 5+1 والتي من شأنها إرساء الثقة"، مؤكدا أنه "إذا تعهدت إيران بجدية وآمل في أن تفعل ذلك سيفتح هذا المجال لمفاوضات تفضي إلى اتفاق شامل على الأجل الطويل". كما وصف سيرغي ريابكوف -رئيس فريق المفاوضين عن روسيا نائب وزير الخارجية- لقاء كزاخستان بأنه كان "مفيدا". محطة فوردو وقال الدبلوماسي -شريطة عدم نشر اسمه- "هذه كانت بناءة وإيجابية بشكل أكبر من الاجتماعات السابقة لأنها ركزت بشكل حقيقي على الاقتراح المطروح على الطاولة". ويقول دبلوماسي غربي آخر إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى المانيا، لم تعد تصر على مطالبة إيران بإغلاق محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم مقابل السماح لطهران باستئناف تجارة الذهب والمعادن النفيسة. وفصل هذا الدبلوماسي طبيعة العرض الجدي للقوى الدولية على إيران، وقال إنهم بدلا من مطالبتهم بإغلاق المحطة يريدون الآن من طهران أن تقوم بـ" تخفيض استعداد" المحطة، مشيرا إلى أن هذه العبارة تركت غامضة عمدا للسماح بمفاوضات مرنة. ومع ذلك، فإن ما يسمى بمجموعة 5 +1 لا تزال تطالب بأن تنهي إيران إنتاجها من اليورانيوم المخصب البالغة نسبته 20%، والذي يمكن معالجته بسهولة أكبر ليصبح مواد تصنف على أنها أسلحة. وتريد مجموعة (5 + 1) أيضا من إيران السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بإجراء تفتيش عن قرب للموقع الحصين تحت الأرض في فوردو. وقال الدبلوماسي "في المقابل أظهرنا مرونة من خلال عرضنا على إيران الاحتفاظ بمخزون يمثل 20% من اليورانيوم المخصب لتصنيع وقود لمفاعل الأبحاث في طهران". وكانت الدول الست فيما مضى تريد من طهران أن تقوم بشحن كامل مخزونها من اليورانيوم المخصب لدولة أخرى خوفا من تحويله بشكل سريع إلى أسلحة نووية. واتفقت إيران ومجموعة الست في ختام المحادثات على إجراء محادثات جديدة، وبحسب رئيس فريق المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي فقد تم الاتفاق على عقد اجتماع للخبراء في إسطنبول التركية في 18 مارس/آذار يليه اجتماع لمفاوضين سياسيين من الطرفين في الخامس والسادس من أبريل/نيسان في ألماآتا بكزاخستان. يشار إلى أن عرض القوى العالمية الجديد لطهران لم يشمل حتى الآن تعليق العقوبات النفطية أو المالية.