لندن - أ.ش.أ
كشف العلماء الذين درسوا الصخور في منحدرات يوسمايت الجرانيتية في كاليفورنيا في الولايات المتحدّة أن تسخين هذه الصخور نتيجة ضوء الشمس تسبّب في تصدعها وانهيارها، ومن المعروف أن الصخور في حديقة يوسمايت الوطنية في كاليفورنيا تعاني من انهيارات خطيرة حيث تنهار وتتحطم في الوادي أدنى المنحدرات، وبيّن الباحثون في مجلة journal Nature أم الأوقات الدافئة على مدار اليوم والسنة تتزامن مع حدوث معظم الانهيارات الصخرية.
ويؤكد الباحثون أن دورة التسخين والتبريد للصخور خلال فصل الصيف ربما تكون مسؤولة عن تعزيز أثار أخرى ناتجة عن سقوط الضخور مثل الزلازل والصقيع والمطر، وتوفر النتائج التي توصلوا إليها معلومات هامة لمتسلقي الجبال الذين يأتون سنويا لصعود منحدرات يوسمايت الشاهقة، وتسلط هذه النتائج الضوء على التآكل الذي يصيب منحدرات أخرى مثل إيجر في سويسرا والتي فقدت جزءا" كبيرا" من الجهة الشرقية عام 2006.
وأوضح بريان كولينز العالم الجيولوجي في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية في ولاية كاليفورنيا وجريج ستوك من خدمة يوسمايت بارك " تقدم نتائجنا تفسيرا محتملا للانهيارات الصخرية ويشمل ذلك تسجيل الانهيارات الصخرية بشكل عفوي في وقت الصيف في اليابان وفرنسا والبرازيل وسويسرا ويوسمايت، وفي يوسمايت هناك عدد من الانهيارات الصخرية إما بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو لسبب أخر غير معروف حتى الأن في وقت الصيف وفي الأوقات الحارة على مدار اليوم، ونعتقد أن الضغوط الحرارية هى التي تؤدي إلى الانهيارات الصخرية وربما غيرها الكثير في جميع أنحاء العالم، ما يسلط الضوء على تأثير درجة الحرارة في تآكل المظاهر الطبيعية".
وتحظى يوسمايت بأكثر من 3.8 مليون زائر سنويا إلا أن الانهيارات الصخرية تشكل خطرا كبيرا، وفي عام 2010 انحدر أكثر من ألف متر مكعب من الصخور في انهيار صخري واحد، وجمع الباحثون بيانات بشأن الضخور والمنحدرات والتي بلغت 500 متر من الجهة الجنوبية لوادي يوسمايت خلال أكثر من ثلاث سنوات ونصف، وراقب الباحثون تساقط الصخور وتكوين الشقوق حول لوح ينفصل تدريجيا عن الهاوية، ووجدوا أن 15% من الانهيارات الصخرية وقعت بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول وهى أكثر الأشهر حرارة في العام، وبين منتصف النهار حتى الساعة السادسة مساء، وهى الفترة التي تصل حرارة اليوم فيها إلى الذروة، وأوضح الباحثون أنه إذا كانت الانهيارات الصخرية تحدث عشوائيا لحدث ذلك فقط بنسبة 6% في هذا التوقيت.
ومن المعروف أن الانهيارات الصخرية تزداد في أشهر الشتاء حيث أن الثلج يمكنه إحداث شقوق مع تجمد المياة، كما أن الزلازل تحدث إهتزازا" أيضا في الصخور فضلا عن الأمطار الغزيرة، ويبدو أن درجة حرارة المنحدرات بسبب الشمس تحدث كسورا" في الصخور وفقا للبحث الجديد، وأفاد فلانتاين غيشيج الباحث في مركز الكفاءة السويسري لبحوث الطاقة في زيوريخ والذي لم يشارك في الدراسة أن الضغط الحراري ربما يصبح أكثر أهمية مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، مضيفا " الانهيارات الصخرية الناتجة عن التقلبات في درجة الحرارة يجب وضعها في الاعتبار عند تقييم مخاطر الانهيار الصخرى، وليس فقط في المنحدرات الجرانيتية في يوسمايت ولكن بالنسبة للمناطق الجبلية المأهولة بالسكان في جميع أنحاء العالم، وتعد تقلبات درجة الحرارة عاملا هاما في تآكل المناظر الطبيعية، وربما يصبح ارتفاع درجة حرارة المناخ في العقود المقبلة والذي يسبب الانهيارات الصخرية أكثر أهمية في تقييم المخاطر وتآكل المنحدرات".