بانكوك - المغرب اليوم
تعهدت تايلاند، عملاق زراعة الأرز في العالم، ودول أخرى، بالاستثمار في القطاع الزراعي الليبيري من خلال تشجيع الشركات الكبرى على العمل مع الدولة، الواقعة في غرب القارة، التي تعمل على تنويع اقتصادها نظراً لتضرر صادراتها العالمية من المطاط وخام الحديد.
جاءت تعهدات تايلاند وغيرها من الدول خلال مراسم اعتماد الرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف، شهدتها العاصمة مونروفيا، لعدد من السفراء الأجانب من تايلاند وإسبانيا وجامبيا، أغلبهم يقيمون في عواصم دول مجاورة في أكرا وفري تاون وأبيدجان وداكار على التوالي.
وخلال اللقاء الذي جمع الرئيسة سيرليف بالسفير الإسباني لويس برادوس، دعته إلى تكثيف جهوده لتشجيع الشركات الإسبانية التي عملت في ليبيريا من قبل إلى العودة مجدداً للاستثمار واستئناف أعمالها في ظل الإمكانات الراهنة التي تتمتع بها البلاد، وقالت الرئيسة الليبيرية "إن اقتصادنا ينمو بصورة طيبة للغاية، وإننا بالطبع نشبه الآخرين، لدينا صادراتنا من السلع الأولية، ونشعر بآلام ذلك أيضا لأن أكبر سلعتين تصديريتين في الدولة، خام الحديد والمطاط، تعرضتا لهبوط حاد".
ولفتت سيرليف إلى أن حكومة بلادها تعمل بجد للتوجه صوب التصنيع من خلال تعظيم القيمة المضافة لبعض المنتجات في الدولة، ولاسيما أنها دولة تتمتع بغابات واسعة تثير آمال الإدارة نحو جذب المزيد من الاستثمارات إلى هذا القطاع من أجل صناعة المنتجات الخشبية والأثاث وغيرها من المنتجات المرتبطة بالغابات.
وأعرب السفير الإسباني عن سعادته بمطلب الرئيسة الليبيرية بشأن عودة شركات بلاده للاستثمار في مختلف القطاعات، بما فيها الشركات الجديدة للعمل في قطاعات جديدة بحيث تساهم في انتعاش الاقتصاد الليبيري.
وفي لقاء منفصل مع السفير التايلاندي ويجهاك فيهتارات، أعربت رئيسة ليبيريا عن تطلع حكومتها بأن يستغل الدبلوماسي الفترة التي يعمل فيها سفيرا لبلاده لدى ليبيريا في تحقيق الأهداف المشتركة للبلدين وتفعيل التعاون الدبلوماسي والاقتصادي، وعلى صعيد التنمية، أكدت سيرليف أن بلادها وتايلاند تجمعهما عناصر مشتركة، مبينة أن بلادها تعد منتجا صغيراً للأرز، بينما تحتل تايلاند مكانة مرموقة في هذا المجال، كما أن البلدين لديهما مساحات شاسعة من الغابات.
ولأن السفراء غير مقيمين داخل ليبيريا، أعربت الرئيسة سيرليف عن أملها أن يقوموا بزيارات كافية إلى بلادها بما يساعدهم على متابعة جهود التعاون والشراكات المبرمة على أرض الواقع.
وعلق السفير التايلاندي قائلا إن الأرز يعد المنتج الرئيسي لبلاده، التي احتلت على مدار ثلاثين عاما صدارة منتجي العالم في الأرز، وتمكنت أخيراً من استرداد موقعها مجددا بعد أن فقدته خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وبين الدبلوماسي التايلاندي أن بلاده قامت بعمل الكثير من أجل أولئك المالكين لمزارع المطاط "لأننا يجب أن نعلمهم وندربهم وندعمهم ماليا، بينما ينخرط مزارعو الأرز في جهود تحولهم إلى القطاع الصناعي"، على حد تعبيره.
وخلال الأعوام الخمسة الأخيرة، حسب قوله، نفذت تايلاند مشروعات ثلاثية من أجل نقل خبراتها إلى الدول الأفريقية ولدعم إنتاجها من الأرز، معربا عن أمله في أن تواصل الرئيسة سيرليف في إتمام مذكرة التفاهم بين البلدين "حتى نتمكن من إيجاد الإطار القانوني للتعاون"، مشيرا إلى أن التعاون الفني يعد أحد الجوانب المحورية في تعاون الجانبين.