موسكو - وكالات
قد تجذب دموع السلاحف الفراشات لأن قطرات هذا السائل تحتوي على بعض الأملاح وعنصر الصوديوم الذي يفتقر إليه وادي الأمازون الغربي. ويقول فيل توريس الباحث في مركز "تامبوباتا" للبحوث العلمية لدى جامعة رايس إن السلاحف تستطيع خلافا للفراشات الحصول على كميات كافية من الصوديوم بفضل تناولها اللحوم التي تحتوي على كمية كافية من الأملاح. لكن الحشرات بحاجة إلى تلك الأملاح أيضا. ويرى الباحث أن الصوديوم قد يكون المادة المفيدة الوحيدة التي تستخرج من عيون الزاحفات. ويبدو أن الفراشات تستعين بتلك الطريقة للحصول على بعض الحوامض الأمينية. وتعتبر غابات الأمازون الغربي منطقة يقل فيها الصوديوم. وربما يكمن سبب ذلك في بعدها عن شاطئ المحيط الأطلسي الذي يعتبر مصدرا رئيسيا للملح. تعزل جبال الانديز هذه المنطقة عن الرياح القادرة على نقل كل ما هو ضروري من الغرب. ويصل غبار المعادن إلى وادي نهر الأمازون من الشرق وأحيانا حتى من شمال أفريقيا. لكن الأمطار تذيب وتزيل معظم المعادن من الهواء قبل أن تبلغ وادي الأمازون الغربي. ويرى توريس أن تغذية الفراشات لا تلحق ضررا بالسلاحف رغم أنها تشكل حاجزا على عيونها ، مما يجعلها مستهدفة. وشهد توريس أيضا على تغذية النحل بدموع السلاحف، مما يزعجها أكثر بكثير من تغذية الفراشات. لكن دموع السلاحف لا تعتبر مصدرا وحيدا لاستخراج الأملاح بالنسبة إلى الفراشات وغيرها من الحشرات التي لا يصعب عليها الحصول على الأملاح من بول الحيوانات وحتى من ملابس الناس التي تفوح منها رائحة العرق. ويبدو أن تلك الطريقة لاستخراج الأملاح قد انتشرت في مناطق أخرى بعيدة عن نهر الأمازون. ويقول العلماء إن الفراشات المصاصة للدماء في سيبيريا تلجأ إلى ذلك بسبب حاجتها إلى بعض الأملاح.