كوريا - المغرب اليوم
تعرف الياباني يوجي أوكاتا (Yoji Ookata) على الحياة تحت سطح البحر من خلال دراسته في الثانوية وحصل على رخصة الغوص في سن الـ21، ولم يتردد عندها في شراء آلة تصوير مصممة خصيصا للتصوير تحت المياه. وكان يقضي معظم أوقات فراغه في ممارسة هوايته في التصوير. وعندما بلغ الـ39 من عمره قرر التخلي عن وظيفته المكتبية والتخصص في التصوير تحت قاع البحار. أوكاتا اليوم يمتلك خبرة تزيد عن خمسين عاماً في التصوير تحت المياه اكتشف أن القاع يخفي اسراراً لا حدود لها، إذ في إحدى رحلات الغوص في المنطقة شبه الاستوائية من "أمامي أوشيما Amami Oshima" في اليابان، وعلى عمق تقريبا 80 قدم اي حوالي 24 متراً تحت مستوى سطح البحر، رصد أوكاتا شيئا غريبا لم يراه قط في حياته، واتضح فيما بعد أن هذا الشيء لم يشاهده اي عالم بحار أو شخص عادي من قبل.ففي قاع البحر اكتشف دائرة هندسية منحوتة من الرمال بدقة متناهية يبلغ قطرها حوالي 6.5 متر، تتألف من تلال متعددة، تتفرع بشكل متناظر من المركز، وتبدو الدائرة وكأنها من صنع فنان تحت المياه لتشابهها الكبير بدوائر المحاصيل.أطلق أوكاتا على اكتشافه اسم "الدائرة الغامضة" فصورها وأطلع اصدقائه في "مركز خدمة البث الدولي NHK " لمساعدته على التحقيق وفك لغز الدائرة. وفي حلقة تلفزيونية بثت شهر سبتمبر من العام الماضي بعنوان "الدائرة الغامضة.. اكتشاف القرن في أعماق البحر" أزاح الطاقم التلفزيوني الستار عن الدائرة التي صنعها فنان مجهول.وأظهرت كاميرة أوكاتا أن الفنان هو مجرد سمكة بخاخ صغيرة صممت الدائرة باستخدام زعانفها الصغيرة وعملت بلا كلل ليلا ونهارا لنحت التلال الدائرية. حتى أن السمكة الفنانة التي تشتهر بطعمها الشهي في مطاعم اليابان رغم أنها قد تكون سامة لغير الخبير بالتعامل معها، تعمل على شق صدف صغيرة وتصفه على طول الخطوط الداخلية وكأنها تحاول تزيين لوحتها الفنية.وبعد الدراسات المتتابعة التي أجريت عن طريق مراقبة حركة السمكة وبشكل حثيث، تبين أن هذه الدائرة لم تصمم لتزيين قاع البحر، بل هي وسيلة يجذب بها سمك البخاخ الإناث للتزاوج فتضع بيضها في مركز الدائرة. كما لاحظ العلماء أنه كلما زادت التلال الدائرية تعقيداً واتقاناً، زاد انجذاب الإناث إلى الدائرة، ويعتقد المراقبون أن الصدف تعتبر مواد غذائية أساسية للبيض عندما يفقس للأسماك الصغيرة.كما أظهرت الأبحاث أن الأخاديد والتلال المنحوتة تساعد بشكل كبير على تخفيف التيارات الخارجية وبالتالي حماية البيض من التناثر في كل مكان وإبقائها في مكان واحد بعيدا عن أعين الحيوانات المفترسة. ووصف العلماء اكتشاف يوجي أوكاتا "بأنه قصة حب وفن أبدعت فيه الأسماك لحماية سلالتها المبدعة بشكل مميز أكثر".