باريس - المغرب اليوم
احتفت وسائل إعلام فرنسية بخبر إلقاء القبض على قرد، يشتبه في أصوله المغربية، بعد أن قام لأسابيع بإرهاب ساكنة الدائر رقم 16 بمدينة مارسيليا، حيث أصدرت الشرطة الفرنسية مذكرة بحث للإلقاء القبض على "القرد الإرهابي"، بحسب المصادر ذاتها، الذي هاجم عددا من أطفال المنطقة، مخلفا إصابات بالغة في صفوفهم.
وتمكن رجال الأمن من اعتقال الحيوان "المجرم" بواسطة سلاح "التيزر"، الذي شلّ عضلاته بعد إصابته بصاعقة كهربائية، ما خلف وفاة غير كاملة للقرد، وإصابة شرطي بجروح على مستوى الذراع رغم ارتداءه لقفاز واقي، هذا في وقت تتحدّث فيه مصادر إعلامية محلية بمارسيليا، مستندة على معلومات أمنية، عن كون القرد المذكور ينحدر من أصول مغربية، وربما جزائرية أو من جبل طارق.
وعاشت مناطق بمرسيليا، ثاني أكبر مدن فرنسا بعد العاصمة باريس والتي تقع في الجنوب الشرقي للبلاد، حالة استنفار أمنية، حين تناهى إلى علم السلطات هروب قرد وحشيّ يهدد سلامة المواطنين، قبل أن تجند مصالحها قوات التدخل ورجال الإطفاء، من أجل إلقاء القبض على الحيوان "المجرم" الذي أصاب حوالي 60 شخصا، غالبيتهم من الأطفال.
ولجأ عدد من ساكنة حي "لاكاتسيلان"، إلى بعث رسائل استغاثة إلى سلطات مارسيليا، بسبب تعرضهم لهجوم القرد الشّرِس وحوّل حياتهم إلى كابوس لعدة أسابيع، حيث أفاد عدد منهم أن محاولات القبض عليه باءت بالفشل في أكثر من مرة بعد التعرف على مكان اختباءه، فيما جرى فتح تحقيق قضائي حول "اعتقال حيوان برية بطريقة غير شرعية".
من جهة أخرى، تورد التحقيقات الأولية، أن القرد الموقوف "ضحية للمعاملة السيئة من طرف شباب الضاحية الفرنسية"، مشيرة إلى أن هذه المعاملة طالت سوء التغذية، ما دفعه إلى التحول لـ"وحش" يرهب كل من واجهه في طريقه بحثاً عن الغذاء، حيث تمكن من النفاذ إلى داخل مدرسة ابتدائية بالمنطقة، وهاجم عددا من تلامذتها، قبل أن يتوجه إلى إعدادية تدعى "هنري بارنيير"، ويحدث حالة من الرّعب والهلع.
في سياق الاعتقال، نقلت المصالح الأمنية "القرد" الموقوف، جراء صعقة كهربائيّة، إلى طبيب بيطري من أجل الكشف عن حالته الصحيّة، حيث تجرى متابعته لتدهور وضعيته جراء ضربة السلاح الكهربائي، خاصة وأن فصيلته تبقى نادرة وفي طريق الانقراض، وهو يتواجد بعدد من المناطق الفرنسية الطبيعية، فيما تشدد سلطات باريس الخناق على مُمتهني "تجارة الحيوانات"، بما فيها الفصائل النادرة من القرود.
وتستمر حالة الاستنفار، رغم إنهاء قصة القرد، ذي الأصول المغاربية والذي يتجاوز طوله 80 سم، ، بعد أن تناهى إلى علم السلطات الفرنسية تواجد عدد من القردة المتوحشين في ضاحية مارسيليا، خاصة بمنطقة كاستيلان.