الرئيسية » عالم عربي

خانيونس - صفا

لن يساور بنات مدرسة الفخاري الثانوية للبنات شرق مدينة خانيونس أي قلق من انقطاع التيار الكهربائي عن مختبر الحاسوب والقاعات الدراسية في مدرستهم بعد اليوم، فالمدرسة بالكامل ستعمل بعد أسبوعين بالطاقة الشمسية الخالصة. و"بالفعل أصبح في غزة مدرسة صديقة للبيئة"، تقول مديرة المدرسة الأستاذة حليمة صباح لـ"صفا"، وعلى أحر من الجمر تنتظر -كما ينتظر المعلمون والطلبة في المدرسة- افتتاح المشروع، الأول من نوعه في مؤسسات القطاع التعليمية. "أهمية المشروع" ويكتسب هذا المشروع أهميته من كونه سيعالج مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن مرافق المدرسة، سيما مختبر الحاسوب الذي تتلقى فيه عشرات الطالبات دروسا يومية. وستنعم المدرسة بطاقة كهربائية ليس فيها طعم الحصار ولا رائحة الوقود ولا ضجيج المولدات. وتتأثر العملية التعليمية، كما كل مكونات الشعب الفلسطيني بأزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميا، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد الذي يمنع دخول الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء بكميات كافية. يُشار إلى أنّ ‏الإغاثة الإسلامية -مكتب فلسطين- وبتمويل من الإغاثة الإسلامية بريطانيا، أنشأت مدرسة بنات الفخاري في تلك المنطقة النائية قبل نحو عامين، في وقت كانت المنطقة في أمس الحاجة لمدرسة، والآن، تنير دربها بكهرباء طبيعية. ولا تضم منطقة الفخاري -التي سميت بذلك نسبة إلى تل الفخاري الموجود في المنطقة- إلا ثلاث مدارس، بالرغم من أن مساحتها تصل لـ9,936 دونما، ومساحة نفوذ بلديتها يصل لـ 7082 دونما، وعدد سكانها 7,500 نسمة. "فكرة نموذج" يقول حاتم شراب متحدثا باسم الإغاثة الإسلامية -فرع فلسطين- لوكالة "صفا": "بعد عامين من إنشاء الإغاثة المدرسية لمدرسة الفخاري، طرحنا فكرة إنارة هذه المدرسة بالطاقة الكهربائية، وبحثنا إمكانية تطبيقها كنموذج تجربة". وأضاف "أرسلنا مخططات المشروع للممولين، وبالفعل وافقت الإغاثة الإسلامية في بريطانيا على تمويل المشروع، وأعجبتهم الفكرة بحكم أن غزة تتوافر فيها الطاقة الشمسية أغلب العام، والعوامل كلها مساعدة لنجاح المشروع". يتابع شراب "بدأنا تنفيذ المشروع، وحصل تأخير في وصول بعض اللوحات والخلايا الشمسية من الخارج، فإجراءات الاستيراد تأخذ وقتا، بالإضافة إلى أسباب أخرى تعيق أحيانا وصول هذه المعدات، فتأخر المشروع خمسة شهور، ثم وصلت المعدات، ونفذ المشروع، وسيعمل رسميا بعد أسبوعين تقريبا من الآن". 20 كيلو واط" وبيّن أنّ المشروع سيضخ 20 كيلو واط طاقة كهربائية، ستخدم كافة مرافق المدرسة بلا استثناء، وتزود صفوفها الـ 24 بالكهرباء، لافتا إلى أن لجنة تشكلت الآن لدراسة تزويد محيط المدرسة، بعض الشوارع والمرافق، بما فيها مستشفى غزة الاوروبي المجاور، بالكهرباء الناتجة عن هذا المشروع. وأفاد شراب أنَّ تكلفة المشروع بلغت قرابة 84 ألف جنيه استرليني (135 ألف دولار أمريكي)، وقال: "رغم أن التكلفة عالية، إلا أنه في حال نجاح الفكرة يمكن أن نعممها على أماكن أخرى، ونحن الآن نرسل للممولين مقترحات بذلك". وساعد على إنجاح المشروع بشكل كبير أن غزة تعد جزءا من أهم مناطق استقبال الإشعاع الشمسي في العالم، ومن أكثر المناطق التي تحوي أيام مشمسة طوال العام. ولا ارتفاع مفرط في درجة الحرارة في غزة، والتي لا تتجاوز الأربعين درجة مئوية في أحر أيام العام، مما يزيد من كفاءة الأنظمة المطبقة ويقلل من تكلفة صيانتها. غير أنّ الاحتلال يقف، كما هي هوايته، رافضا إدخال بعض أجزاء أنظمة توليد الطاقة وتخزينها، بحجة "ازدواج عملها وإمكانية استعمالها في مجال المقاومة من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة"، لكن "الفخاري" اليوم تتجاوز دواعيه الوهمية، وتضاء بالطاقة رغم أنفه. "مشروع يبعث الأمل" منسق المشروع محمد الأغا يقول إن هذه الفكرة بثت الأمل بالفعل في النفوس نحو حياة أفضل لمواطني قطاع غزة الذين يعانون من حصار مطبق منذ سبع سنوات، خاصة الطلاب الذين يستحقون تعليما بجودة عالية. وأضاف "اليوم طالبات مدرسة الفخاري لن يعيشوا لحظات القلق من انقطاع التيار الكهربائي عن مختبر الحاسوب أو القاعات الدراسية، ونحن نسعى لتعميم الفكرة وتكرار هذا النموذج في عديد المدارس الفلسطينية". ونسقت الإغاثة الإسلامية لتنفيذ المشروع مع كل من سلطة الطاقة ووزارة التربية والتعليم، وترى أن نجاح المشروع سيعطي دفعة لتعميمه على مئات المدارس الفلسطينية مستقبلا. وسيكون نجاحه بالطبع ملهما لمرافق القطاع الصحية لنقل التجربة إليها. ويُعدّ إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة المتجددة أمر حيوي للغاية لقطاع غزة، بسبب النقص الكبير في كميات الكهرباء المنتجة من الوقود الأحفوري، وقلة الكميات التي تدخل عبر المعابر الإسرائيلية في ظل الحصار المشدد منذ سنوات.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الجفاف بالمغرب يرفع معدل البطالة إلى مستويات قياسية في…
الحرائق تتربص بواحة تودغى وسلوكات خاطئة تهدد "قلب تنغير…
موجة حر تتجاوز 50 درجة تضرب السعودية والكويت والعراق…
حرائق الغابات بشمال المغرب وجهود مؤسساتية تعول على الساكنة…
دراسة عالمية تؤكد أنّ 64 % من المستهلكين في…

اخر الاخبار

دعم ثابت لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب الراسخة على…
وفد مغربي يُشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول…
2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
ناصر بوريطة يؤكد أن العلاقات بين المملكة المغربية والعراق…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الكويت تؤكد أهمية التزام المجتمع الدولي بحماية البيئة
تونس تتوقع زيادة إنتاج زيت الزيتون 55% في الموسم…