مسقط - المغرب اليوم
تستمر سلطنة عُمان بتنفيذ مشروعها الطموح القائم على تركيب ألواح طاقة شمسية مزدوجة ومتعقبة للشمس، وفي مناطق عدة حول البلاد، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق الاستدامة في الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتغلب على عقبات ارتفاع أسعار النفط وتذبذب إمدادات الغاز الطبيعي.
وتنفذ السلطنة مشروع تزويد المدارس بالطاقة الشمسية بالتعاون مع شركة شل؛ ونقلت صحيفة أثير العُمانية، عن مدير عام الشؤون الخارجية للشركة، منى بنت سعيد الشكيلية، أن «المشروع يحقق أهدافًا عدة؛ منها توفير الطاقة المستخدمة في المدارس والحفاظ على البيئة والتركيز على تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الطاقة المتجدد من خلال تدريبهم وتوفير منصة من شأنها المساهمة في تعزيز مستقبل القطاع في السلطنة.»
وقالت الشكيلية إن «المشروع يهدف لتحسين حياة أكثر من 1000 شخص من خلال الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة بمعدل 73.5 طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون من كل مدرسة تُزوَّد بألواح شمسية.»
وبدأت شركة شل بتنفيذ المشروع عام 2016، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ونجحت بإكماله في مدارس عدة؛ منها مدرسة السلطان قابوس في البريمي، ومدرسة خولة بنت الحكيم في صلالة، ومدرسة أم الفضل في بركة الموز في نزوى، ومدرستَي العصماء بنت الحارث للإناث وكعب بن برشة للذكور في محافظة جنوب الباطنة. وتعمل الشركة على تغطية 22 مدرسة في مختلف أنحاء السلطنة، بمعدل مدرستين في كل محافظة، خلال الأعوام القليلة المقبلة، لتوفير نحو 30% من الاستهلاك السنوي لهذه المدارس من الطاقة الكهربائية التقليدية.
ويعد المشروع أول تجربة متكاملة لتطبيق أنظمة الطاقة الشمسية وتوصيلها بشبكة الكهرباء الأساسية ويحظى بدعم من الجهات الرسمية.
ويتضمن المشروع أيضًا تنظيم شركة شل، لدورات تدريبية عن أساسيات الألواح الشمسية، لرواد الأعمال والشركات الناشئة والمتوسطة والصغيرة؛ وفقًا لما ذكرته صحيفة الرؤية العُمانية.عُمان تحتضن أحد أضخم مشاريع الطاقة الشمسية عالميًا
وخلال الأعوام الأخيرة شهدت السلطنة مساعٍ حكومية متكررة لاستثمار الطاقة النظيفة، وتخفيض الاعتماد على الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء، وأطلقت مطلع العام الماضي، مشروع «مرآة» أحد أضخم مشاريع الطاقة الشمسية عالميًا، في محافظة ظفار جنوب البلاد، بهدف توليد نحو 1021 ميجاواط من الطاقة الحرارية، لتُستخدَم في توليد بخارٍ يفصل النفط الثقيل عن الخفيف، ما يسهل عملية استخراجه من «حقل أمل» النفطي.
ومنذ اكتشاف الحقل اعتمدت عملية الفصل بين النفط الثقيل والخفيف فيه على البخار الناتج عن حرق الغاز الطبيعي، وتأمل وزارة النفط والغاز العُمانية أن يوفر المشروع حلًا مستدامًا لتوليد البخار المُستخدَم.
ونفذت المشروع شركة تنمية نفط عُمان بالشراكة مع شركة جلاس بوينت سولار الأمريكية؛ وأشارت شركة تنمية نفط عُمان إلى أن المشروع يوفر بعد استكماله 5.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي سنويًا؛ وهي كمية يمكن الاستفادة منها في توفير الكهرباء للمنازل لأكثر من 209 آلاف شخص في السلطنة، ويساهم في خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 300 ألف طن سنويًا. ويضم المشروع، الذي انطلق العمل به قبل نحو ثلاثة أعوام، 36 بيتًا زجاجيًا، وتبلغ المساحة الكاملة له مع جميع مرافقه 3 كيلومترات مربعة أي ما يعادل أكثر من 360 ملعب كرة قدم.
قد يهمك ايضا: