الرباط - سعيد أبوسلمى
طالب مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية في طنجة ، بالتزام واضح ومعلن بضرورة إعادة التشجير الشامل لغابة مديونة والغابات المجاورة لها التي تتواصل بها منذ ثلاثة أيام حرائق مهولة.
وأكد بلاغ للمرصد في بيان له أن بعض أعضائه راقبوا عن قرب و بشكل مستمر طوال الأيام الماضية ظروف وتطورات الحريق ، حيث سجل خلال اللحظات الأولى استصغار السلطات للحريق في بدايته وعدم ايلائه الأهمية المطلوبة ، إذ كان من الممكن محاصرته والقضاء عليه في الساعات الأولى من مساء الجمعة ، أو خلال صباح السبت، خاصة أن الغابة قريبة من المصادر اللوجيستيكية للإطفاء، لكن مع توالي الساعات وتمدد المساحات التي شملتها النيران لوحظ غياب المواكبة الكافية والاكتفاء بالإمكانيات المحلية المحدودة والضعيفة، مع منع المواطنين من تقديم المساعدة التطوعية.
وأعرب المرصد عن استياءه الكبير من تعاطي الإدارات العمومية من ولاية و مندوبية المياه والغابات و محاربة التصحر والوقاية المدنية مع هذه الكارثة والتي لم تعرها الإهتمام الكبير في لحظاتها الأولى ، وعدم مواكبة الحريق بما يلزم من إجراءات ، كما يستهجن صمتها المطبق ورفضها تقديم المعلومات الضرورية بهذا الشأن.
ودعا مرصد حماية البيئة المجالس المنتخبة من مقاطعة طنجة المدينة والمجلس الجماعي لطنجة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة كلًا في مجال اختصاصه إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في هذا الخصوص، مجددًا طلبه الذي تقدم في مذكرته بشأن مشروع تصميم التهيئة الجاري ، بالتنصيص على منطقة مديونة والسلوقية والرميلات كمنطقة خضراء ومحمية طبيعية.
وأضاف المرصد "فداحة هذه الحرائق وتعدد مواقعها تطرح علامات استفهام كبرى، والمرصد يتطلع إلى نتائج التحقيق الذي باشرته السلطات حول الموضوع ، وفي انتظار ذلك، يسجل المرصد بأسف كبير عدم مسارعة الهيئات المنتخبة وولاية طنجة ومندوبية المياه والغابات إلى الخروج بمواقف رسمية حازمة وواضحة وقاطعة عبر اتخاذ ما يناسب من إجراءات لوقف النيران والمبادرة إلى طمأنة الساكنة حول مستقبل هذه الغابة".
وعبر المرصد عن تقديره الكبير للمجهودات الجبارة للفرق الميدانية التي تعمل على امتداد ساعات الليل والنهار ، وتسابق الزمن في ظروف جوية صعبة و قلة الوسائل المادية.