لندن - المغرب اليوم
لا يوجد للمغامرة حدود في الزمان أو المكان، فتحدى صديقان بريطانيان الخوف والمجهول، وانطلقا في رحلة حول العالم استمرت ثماني سنوات، مستخدمَيْن باصاً صغيراً مخصصاً للتخييم، مساحته 60 قدماً.
وذكرت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية ان لورين ينسلو-يويلين (27 عاماً) وصديقها كريغ هوبارد (33 عاماً) من برايتون، قررا القيام بـ"رحلة العمر" سوياً، وأن يلفا العالم في شكل مختلف وممتع وغير مكلف.
لذلك تعاون الصديقان في شراء سيارة تخييم صغيرة مقابل 2900 جنيه استرليني، تتسع لوضع سريرين فقط، وأصبحت منزلهما لسنوات.
وانطلقت الرحلة من أستراليا، ويشق المغامران طريقهما حالياً إلى أميركا الشمالية، بعدما قطعا آسيا وأميركا الوسطى والجنوبية ونيوزيلندا وأوروبا.
وأوضحت لورين في حديثها للصحيفة ان "قضاء ثماني سنوات داخل حافلة ليس أمراً سهلاً". ولدى سؤالها عن كيف تتصرّف في حال اختلفت مع صديقها، أجابت: "نعرف بعضنا منذ أكثر من تسع سنوات، منها ثماني سنوات قضيناها في السفر، بالطبع نتشاجر ونتجادل، لكن ليس لدينا مكان للهروب، فالحافلة ضيقة جداً، لذلك نضطر إلى التصالح مجدداً".
وأوضحت ان اتفقاهما على غالبية الأمور ساعد كثيراً، مشيرةً إلى أن حياتهما أسهل من الأشخاص العاديين، إذ لا يشتكيان من كثرة المتطلبات المادية، وليست لديهما فواتير تثقل كاهلهما.
وأوضح الصديقان انهما يحاولان توفير النقود في أي بلد يستقران فيه، إذ يقضيان الأيام على الشواطئ العامة أو في زيارة الأماكن الأثرية المجانية.
ولم ينف هوبارد وجود بعض الصعوبات في هذه الرحلة الطويلة، خصوصاً عند البحث عن أماكن قضاء الحاجة والطهي، مشيراً إلى أنهما اعتمدا قضاء الحاجة في حفر رملية في حال عدم توافر المراحيض العامة.
وأضاف: "نعيش ببساطة شديدة، ولا نملك أكثر مما نحتاج... أصبحنا نقدر أشياء بسيطة مثل المياه الجارية... وفي حال وجدنا صنبوراً، نشعر بسعادة بالغة إذ نستطيع غسل ملابسنا بسهولة، بدلاً من استخدام مياه الأنهار".
ووصف هوبارد حياته المتنقلة مع صديقته بـ"المثالية"، مشيراً إلى أن وطنهما أصبح على عجلات، وبإمكانهما سحبه أينما أرادا فيخيمان عند الشواطئ ويسهران تحت النجوم، ويستمتعان بالهدوء والحياة البرية.
وكشف الصديقان انهما يخططان للعودة إلى بلدهما في آذار (مارس) المقبل، للاستقرار مجدداً في حياة المدينة، وسيعملان بجد لتوفير بعض النقود، وربما بعدها يخططان لرحلة مشابهة.