لندن ـ رانيا سجعان
سيُسجّل كُتاب السيرة الذاتية في المستقبل ظهور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، السبت، في سوق السمك في Aljezur في البرتغال، حيث حمل السيد كاميرون حقيبة بها حبار مبلّل، وقد نجح في النهاية في إطلاق غيظه بسبب ذوقه السيئ في اختيار الملابس التي كان يرتديها أثناء عطلته. لسنوات، تعرّضت الأمة كل صيف إلى إرث الملابس الكاجوال لكاميرون، حيث كان يرتدي الجوارب السوداء مع الحذاء والشورت الأسود، وبدت عدم قدرته على كسر عادة ارتداء تي شيرت الجولف السيئ، كما أنه عادة ما يمتلك معدات رياضية مُربِكة بشكل منتظم، مع شيء مقبول لرئيس الدولة البريطاني للتسكع حول البحر الأبيض المتوسط. والسبت، كان كاميرون مبتهجًا، ويمكن لتجار الأسماك فقط أن يُعجبوا بقميصه ذي الاكمام القصيرة، والسروال القصير ذي اللون الأخضر الزيتوني (ولحسن الحظ جميعُها من القطن وخالية من الجيوب)، والأهمّ من ذلك كلّه، ومع ذلك، فهم - ونحن - ينبغي أن نبتهج ونفرح بتلك الأحذية؛ لأنها مهما كانت من (وأنا أخمّن أنها من "ماركس آند سبنسر Marks & Spencer")، واختيار كاميرون لهذه الأحذية المصممة من دون كعب يمثّل تحوّلاً نموذجيًا في شخصية رئيس الوزراء القديمة. نعم، إنه تحوّل ومنعطف: ولكن من خلال الإطاحة باللون الأسود لصالح الجوارب ذات اللون البني الفاتح، حيث جذب الانتباه إلى ملابسه الصيفيّة، ليحوّل نفسه من مستر بين إلى شخص يجب أن تكون سعيدًا تمامًا حينما يراك الناس إلى جواره Mr Someone-You'd-Be-Perfectly-Happy-To-Be-Seen-With. لا عجب إذن، فقد كانت زوجته تبدو مسرورة بذلك للغاية، حيث إنها هي المسؤولة عن تقديم "كاميرون الجديد". وقد يدير رئيس الوزراء البلاد، هذا الأسبوع، من بعيد ولكنه اعترف أخيرًا أن سامانثا هي المسؤولة وهي التي تدير أمر خزانة ملابسه. وقال في أوائل هذا العام لجمهور من خبراء الموضة في "داوننغ ستريت" حينما أذهب للتسوّق فإن زوجتي لا تسمح لي في الحقيقة بالبحث في المتجر على الإطلاق، فأنا فقط أقف في غرفة تبديل الملابس، وتقوم بتمرير الملابس إلى الغرفة كما يتم تمرير الطعام للسجين"، وهذا الصيف، جاءت سامانثا أخيرًا بالملابس.