واشنطن ـ يوسف مكي
كان هوس الماكياج والتجميل حكرًا على السيدات فقط، وذلك خلال القرن الماضي في حين كان الرجال يتجهون لاستخدام بعض المنتجات الطبيعية كالمرطبات، ولكن يبدو في العصر الحالي أن الاتجاهات تتغير، ويريد الرجال اتبّاع هذه الموضة.
أشار سام وولفسون، محرر قسم الموضة في صحيفة "الغارديان" إلى تجربته في استخدام المكياج قائلًا "أنظر إلى الرجل الذي يظهر في المرآة، لأكون صادقًا، يبدو رائعًا، هذا الشكل الذي يجب أن أبدو عليه، حين أكون متفائلًا لأقصى درجة، هناك لمعان سلس على وجنتي، وعيناي مشرقتان، وحواجبي منظمة، ويرجع ذلك إلى أن خبيرة التجمل قضت 40 دقيقة وهي تضع مستحضرات التجميل على وجهي، استخدمت البرامير، ومصحح الأخطاء، والإضاءة على وجهي، ووضعت أحمر الخدود على خدودي، شعرت بالرعب في البداية، ولكن حين انتهت بدت النتيجة مذهلة".
ويضيف "تعرف المرأة منذ القرن الماضي، أهمية المكياج، واتخذته حكرًا، وحتى حين أصبح المجتمع أكثر نسوية، أصبح استخدام مستحضرات التجميل يتعلق فقط بالمرأة، في حين يخرج الرجل على طبيعته من دون وضع أي شيء على وجهه، ربما فقط قليل من الكريم المرطب، ولكن هذا ربما يتغير، بخاصة أن العلامات التجارية مثل "توم فورد" و"شانيل"، تخطط لإطلاق مستحضرات تجميل تخص الذكور، وهذا هو السبب الذي جعلني أن أطلب من خبيرة التجميل وضع مستحضرات التجميل على وجهي، أنا شاب صغير، جلدي تحت لحيتي ميت، هناك بقع في وجهي، أنفي غير متناسق، وأريد إصلاح كل ذلك".
ويوضح "مظهري الجديد الطبيعي يحتوي على 11 منتجًا مختلفًا، المرطبات والتونر، مهدئ الوجه، ولا شيء يخص الفتايات حتى الآن، كل ذلك يتعلق بالعناية بالبشرة، ومن ثم وضعت الخبيرة كريم الأساس، والفلتر، والبودرة، ونوعين مختلفين من المصححات، والكونسيلر، ومشططت حواجبي، ومن ثم ملمع الشفاه.".
ويشير وولفسون "يبدو سام كوبر، خبير تجميل نجوم هوليوود، بداية من توني هادل إلى جون هام، رجل المهام الصعبة، وهو جدير بالثقة، لما يظهر عليه النجوم، فحين نظرت إلى نفسي في المرآة ظهرت بشكل جيد ورائع، و وكأنني طفل ورأيت ساحرًا يقوم بحيلة".
ويتابع وولفسون "بالنسبة للعديد من الرجال، أصبح المكياج قاعدة ثابتة، فإذا كنت تشاهد برامج مثل Love Island، أو Geordie Shore، أو حتى المذيع ريتشارد مادين على بي بي سي، ستجد أن الرجال يضعون المكياج على وجوههم، كما أن العلامة التجارية توم فورد أطلقت الكونسيلر الخاص بالرجل، وجل الحواجب المضغوط في العام الماضي، والآن تستعد شانيل لإطلاق كريم الأساس الخاص بالرجال، تحت اسم Boy De Chanel، ومجموعة أخرى من أقلام الحواجب، كل ذلك يشكّل فقط 1% من سوق التجميل العالمي الذي يبلغ 465 مليار دولار، وعلى الرغم من أن 15٪ من الرجال في المملكة المتحدة الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما اشتروا الماكياج في العام 2016، فالإحصاءات لم توضح أنها كانت للاستخدام الشخصي.".
وقال وولفسون "يتابع العديد من المراهقين دروس لتطبيق المكياج، وقد قام جيمس تشارليز، من شمال نيويورك، وهو في سن الـ16 بإطلاق أول درس تعليمي للمكياج على موقع "يوتيوب"، وبحلول سن الـ18، تمكن من حصد 8.5 مليون متابع ومشترك على منصة التواصل الاجتماعي، والآن هو الوجه الإعلاني للعلامة التجارية للمكياج CoverGirl".
ويضيف "في المملكة المتحدة، يشتهر مدّون الفيديو غاري تيمبسون، بذلك، وأجرى حملات للعلامات التجارية للتجميل مثل لوريال وسوبردرغ، وقد بدأ في وضع المكياج بسبب بشرته السيئة، ويؤكد أن الأمور تغيرت كثيرًا بعدما وضع المكياج، والآن يتجول في الشوارع واضعًا المكياج".
ويتابع "أخبرني بوني كيني، محرر مجلة "ديزد بيوتي"، أنه سمع بعض العلامات التجارية الكبرى تتحدث عن مكياج للذكور، ولكن الطريق طويل أمام انتشارها، حيث التخلص من وصمة أن المكياج يخص فقط السيدات، وقد ظهرت بعض العلامات التجارية، مثل إم إم، في المملكة المتحدة، والتي تركز على مكياج الذكور في أوروبا، وحققت أرباح في العام الماضي بقيمة مليون جنيه إسترليني".
وأوضح وولفسون "أن مقر الشركة يقع في رايتون، ومؤسسها هو أليكس دالي، وحين قابلته، تفاجأت أنه رجل يرتدي قميصا وبنطال، ولا يضع أي من مساحيق التجميل، ولكنه يقول إنه مهتم بالمكياج منذ سن المراهقة، حيث يعاني من إعاقة في الركبة، واستخدم المكياج كوسيلة لإخفاء هذه الإعاقة"، ويختتم بقوله "عندما أجرى الرجل بحثا أثناء دراسته في جامعة ساسكس، وجد أنه لا توجد علامات تجارية تهتم بالذكور، وبدأ في تطوير خطة عمله، عندما انتهى من الدراسة الجامعية، وحاول أن ينشأ علامة تهتم بالذكور، بما في ذلك المكياج".