الرئيسية » جديد المحلات
ساعة باتيك فيليب

نيويورك ـ مادلين سعادة

من الصعب أنَّ يفوت أي مهتم بالساعات أو هاوٍ لاقتناء المميز والنادر منها، أنَّ باتيك فيليب تحتفل هذا العام بمرور 175 على تأسيسها.

وتكمن الصعوبة في أنها واحدة من أهم صناع الساعات، إنَّ لم تكن الأهم والأقدم، باستثناء شركة فاشرون كوستانتين، الأمر الذي يشير إلى شيء واحد وهو أنها ستتحفهم بتحفة جديدة وفريدة من نوعها.

ولم تخيّب الشركة ظن عملائها، فهي أيضًا تعرف أنَّ 175 عامًا رقم غير عادي يستحق احتفالًا يترك صداه للأبد، ومن الضروري أنَّ يترافق مع هدية قيمة تؤرخ لهذه المسيرة الطويلة.

وتجسدت هذه الهدية في ساعة "غراند ماستر تشايم"، التي تقدمها بعدد محدود لا يتعدى الـ7 نسخ، نسخة ستكون من نصيب متحفها الخاص في جنيف، لتبقى شاهدة على إنجاز جديد وسبق ستفخر به الشركة لأجيال مقبلة، والـ6 نسخ الأخرى ستكون من نصيب 6 ذواقة سيبتسم لهم الحظ للحصول على واحدة منها، على شرط أنَّ يكونوا على استعداد لدفع مبلغ 2.5 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 2.6 مليون دولار أميركي، وأنَّ يستوفوا كل الشروط المطلوبة.

فما يجب الإشارة إليه هنا أنه ليس كل من يمتلك 2.6 مليون دولار يمكنه اقتناء الساعة؛ إذ يجب على المتقدمين لشرائها مقابلة الرئيس التنفيذي للشركة، تييري ستيرن، لكي يثبتوا له عشقهم الساعات قبل أنَّ يسلمها لهم.

ويشرح تييري ستين: "أود التحدث مع العميل والتأكد من حبه الساعات والتأكد أيضًا من أنه سيستمتع بالساعة ويقدرها لسنوات عدة".

وتيري ستيرن، (44 عامًا)، من الجيل الرابع للعائلة، برّر أيضًا سعرها بأنَّ صنعها استغرق 8 أعوام، وأبحاثًا طويلة أجراها مهندسون ومصمّمون وحرفيون من أعلى مستوى، هذا فضلاً عن 60.000 ساعة لصنع المكونات التي دخلت في تكوينها، ويصل عددها في كل ساعة إلى 1.366 مكون، علمًا أنَّ تجميع هذه المكونات تطلب بدوره 100.000 ساعة من قِبل فريق كامل من صنّاع الساعات المتمرسين.

وتأتي هذه التحفة بقطر 47 مم، وسمك يصل إلى 16.1 مم، وهو سمك ضروري لاحتواء الـ20 حركة معقدة بداخلها.

أما العلبة فتضم 214 جزءًا، كما تأتي بميناءين، وغني عن القول إنها من الذهب، الوردي الذي حرصت الدار على أنَّ تنقشه باليد بنقشات مستوحاة من إكليل الغار، كأنها تريد أنَّ تهنئ نفسها بهذه التحفة، وتتويج اسمها على الطريقة الإغريقية القديمة.

وللوهلة الأولى، وبالنظر إلى سمكها، تبدو كأنها ساعة جيب، ربما لأن هذا ما كان يتوقعه الكثير من المتابعين لمسيرة "باتيك فيليب" وعشاقها، لا سيما أنها عندما احتفلت بعامها الـ150، وكان ذلك في عهد فيليب ستيرن، والد الرئيس الحالي، قدمت تحفة مماثلة عبارة عن ساعة من طراز "نوتيلس"، وهي ساعة رياضية فخمة، بدأت الشركة التخطيط لها والعمل عليها في العام 1979، أي قبل حلول ميلادها الـ150 بعقد كامل.

وعندما تم كشف النقاب عنها العام 1989، وعن "كاليبر 89"، أثبتت أنها عنصر محوري ليس في تاريخ "باتيك فيليب" فحسب، وإنما أيضًا بالنسبة لجهود إحياء الاهتمام بالصناعات الميكانيكية ككل.

وهذه المرة أرادت الشركة تقديم عمل مختلف، فجمعت الاثنين في "غراند ماستر تشايم"؛ فهي ساعة يد لكن بسمك ساعة الجيب تقريبًا، مما يجعلها أكثر ساعات يد "باتيك فيليب" غلاءً وتعقيدًا؛ فإلى جانب كل ما سبق ذكره، وإلى أنها تأتي بـ18 قيراطًا من الذهب والكريستال الصغير، وتتميز أيضًا بـ6 براءات اختراع جديدة، وتعمل من خلال وجهين: أحدهما يظهر التوقيت والآخر التقويم.

ما لا يختلف عليه اثنان أنَّ "باتيك فيليب" اسم تجاري يعشقه هواة اقتناء الساعات إلى حد التقديس"، حسبما أكد الرئيس التنفيذي لقسم الساعات في دار "كريستي"، جون ريردون، الذي أضاف أنها خلال المزادات، عادة ما تتخطى حاجز المليون دولار.

وعلى الرغم من أنها تعمل في تكتم شديد، وتنأى بنفسها عن الحفلات الفخمة التي تستضيف كبار المشاهير والنجوم، كما لا تسعى إلى رعاية الفعّاليات الرياضية أو الفنية البارزة، نجحت في أنَّ تحيط نفسها بهالة شبه أسطورية، تعتمد فيها على إعلاناتها المثيرة للجدل، التي تركز فيها على إثارة الانتباه إليها كشركة عائلية تحترم القيم العائلية وتقوم عليها، من دون أنَّ تنسى أو تتجاهل عنصر الاستثمار.

ولعبت المفارقات التاريخية دورها في ولادة "باتيك فيليب"؛ إذ لولا الثورة البولندية الفاشلة ضد روسيا العام 1830، لما كانت ستظهر إلى الوجود، ولما كانت احتفلت بميلادها الـ175 هذا العام، ذلك أنَّ أنتوني نوربرت باتيك دي برودزيك، كان من بين آلاف البولنديين الذين تشردوا بالمنفى، واستقر به المقام، فيما كان يعرف حينها في جمهورية جنيف، ولدى وصوله إليها، قرّر دخول صناعة الساعات، إلا أنَّ أول شراكة دخلها مع صانع ساعات بولندي العام 1839 منيت بالفشل.

وكانت شراكته الثانية مع صانع ساعات فرنسي يدعى جان أدريان فيليب، وبدأت العام 1851، كانت أكثر توفقًا، وأثمرت عن شركة نمت وازدهرت على امتداد القرن التاسع عشر.

وأعقب ذلك، فوزها بجوائز عدة في المعارض والمسابقات الدولية؛ ففي العام 1873، مثلاً، أطلق مرصد جنيف مسابقة في مجال الدقة، حصدت خلالها "باتيك فيليب" على المراكز الخمسة الأولى.

وخلال القرن العشرين، لم تكن على استعداد لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التي شهدتها حقبة الثلاثينات، وكادت تتوقف عن العمل مثلها مثل الكثير من الشركات الكبيرة، لولا قرار جمعية بقيادة أحد كبار مورديها السابقين، ستيرن فريرز، وهو أيضًا صانع أقراص، شراؤها، ولا تزال إلى الآن ملكًا لعائلة ستيرن، يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.

وظلت العائلة جادة في اختراق المستقبل وتخطي كل التحديات، بما فيها قدرتها العجيبة على تجاوز ما يطلق عليه في سويسرا "العقد المفقود" من منتصف السبعينات من القرن الماضي، أي عندما دخلت صناعة الساعات الميكانيكية في حرب شرسة ضد الكوارتز الذي كاد أن يقضي عليها بسبب سعره الرخيص، وأدى بالفعل إلى اختفاء أسماء قديمة أو شرائها من قبل شركات كبيرة أو مستثمرين، بينما حافظت عائلة ستيرن على ملكيتها واستقلالية "باتيك فيليب" إلى اليوم.

ولا شك في أنَّ هذا الشعور بالارتباط الدائم بالعائلة نفسها وقيمها، يحمل أهمية كبيرة لهواة اقتناء الساعات، لاسيما أنَّ "فيليب باتيك" تملك أرشيفًا غنيًا يسجل تفاصيل الإنتاج ومبيعات كل ساعاتها، كما تفخر بمتحف يضاهيه ثراء يحكي قصص إبداعاتها عبر التاريخ، بدءًا من ساعة جيب من القرن التاسع عشر إلى أساور ساعات تعود لمنتصف القرن العشرين مرورًا بساعات صنعت خصيصًا لأباطرة الصين وغيرهم.

ولن تنته احتفالات "فيليب باتيك" بمرور 175 عامًا على تأسيسها بالحفل، الذي نظمته في مقرها الرئيس بجنيف وكشفت فيه الستار عن تحفتها الجديدة، بل ستكون هناك احتفالات كثيرة أخرى منها تنظيم معرض في "ساتشي غاليري" بلندن في العام المقبل من 27 آيار/ مايو إلى 7 حزيران/ يونيو، سيسلط الضوء على إرثها وساعاتها الفخمة.

وفي العام 2009، عندما اتخذت قرارها بالتخلي عن "خاتم جنيف" التاريخي للجودة، واستبداله بخاتم جودة خاص بها، أثارت جدلًا كبيرًا، بين مؤيد ومعارض، وانصب اهتمام الصناعة بأسرها على فك طلاسم هذه الخطوة.

وجاء تبريريها حينذاك بسيطًا يتلخص في أنَّ وجودها يتجاوز عمر خاتم جنيف، بل يتجاوز غالبية الأسماء التجارية الأخرى، باستثناء شركة "فاشرون كونستانتين"، الأمر الذي يخول لها الحق في أنَّ يكون لها خاتمها الخاص، وهو خاتم لا يقل جودة أو أهمية، وأكد مع الوقت أنه لم يؤثر في نظرة أو ولاء عشاقها.

وإعلانات تلعب على الحس العائلي والرغبة في الاستثمار، "أنت لا تملك ساعة "باتيك فيليب"، بل فقط تحافظ عليها من أجل الجيل القادم" هذه واحدة من الشعارات التي تميز إعلانات "باتيك فيليب" عن غيرها، وهي شعارات مصحوبة في الغالب بصورة قوية ومؤثرة لجيلين.

ولا شك في أنها تستمد قوتها من كونها تجسد الاستثمار في أجمل حالاته، أي من خلال صورة عائلية تتكلم لغة الحب والعاطفة عوض المادة، مما يجعل صورة "باتيك فيليب"  تترسخ في الذهن كشركة تعانق كل ما هو إنساني وراق وعائلي.

وعلى الرغم من أن شعار "أنت لا تملك ساعة "باتيك فيليب" بل فقط تحافظ عليها من أجل الجيل القادم" تثير الجدل؛ لأن البعض يريد أنَّ يملك ساعته الآن ويستمتع بها في الحاضر أولًا، إلا أنَّ الشعار بالنسبة إلى الأغلبية يثير مشاعر إيجابية وله مفعول السحر على صورة الشركة ومبيعاتها، إلى حد القول إنها تفوقت على "روليكس" بأشواط من ناحية الاستثمار البعيدة المدى.

مثلاً منذ 10 سنوات، بيعت لها في المزاد ساعة فينتاج يعود تاريخها إلى العام 1946 بـ4.5 مليون جنيه إسترليني، بينما لم يتجاوز سعر ساعة كرونوغراف من "روليكس" يعود تاريخها إلى 1942 أكثر من 1.1 مليون دولار أميركي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أبرز صيحات حقائب اليد لشتاء 2023
نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف
موديلات متنوعة من الأحذية المسطحة تناسب جميع النساء
موديلات أحذية يمكن ارتداءها مع الجوارب الضيقة
أفضل موديلات الأحذية العملية لموسم الشتاء

اخر الاخبار

أخنوش يؤكد أن الملك محمد السادس يتابع تعبئة الموارد…
لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب المغربي تُصادق على…
إيمانويل ماكرون يُشيد بجهود المغرب في مجال تدبير المياه
بوريطة يُرحب بقرار وقف إطلاق النار في لبنان ويدعو…

فن وموسيقى

الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…

أخبار النجوم

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب…
أحمد العوضي يقبل تحدي أحد متابعيه في ركوب الخيل
مي عمر تدافع عن محمد سامي بعد تسريب فيديو…
حسام حبيب يهاجم شقيق محمد رحيم بسبب شيرين

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

الأخبار الأكثر قراءة