القاهرة - محمد عبد الحميد
أقر الاتحاد الدولي لألعاب القوى، حزمة إصلاحات تقدم بها رئيسه سيباستيان كو، لاسيما إنشاء هيئة مستقلة تتولى مكافحة الفساد والمنشطات، في أعقاب فضائح ضربت اتحاد "أم الألعاب".
ويأمل من هذه الإصلاحات أن تعيد تلميع صورة الاتحاد الدولي بعد أشهر من الفضائح المرتبطة بالمنشطات والفساد، أدت إلى تعليق مشاركة روسيا في المسابقات، لا سيما الألعاب الأولمبية التي أقيمت هذا الصيف في مدينة ريو دي جانيرو، والاتهامات الموجهة إلى الرئيس السابق للاتحاد لأمين دياك حول الفساد وتبييض الأموال.
وفي مجلس استثنائي عقد في موناكو، أيدت 182 دولة عضو في الاتحاد الإصلاحات، بينما رفضتها 10 دول وألغيت 5 أصوات. وقال البريطاني كو تعقيبًا على نتيجة التصويت "اشكركم على الثقة التي أظهرتموها للمجلس اليوم، من خلال اقتراحات الإصلاحات التي وافقتم عليها. هذه لحظة مهمة جدًا في تاريخ رياضتنا".
ويعدّ إنشاء الهيئة المستقلة من أبرز البنود الإصلاحية. وستتولى هذه الهيئة إدارة كل المسائل المتعلقة بالمنشطات والقضايا الأخرى المرتبطة بالنزاهة. وإجراء فحوصات المنشطات والتحقيق وإعلان النتائج لكل العدائين على المستوى الدولي. وتشمل إصلاحات كو تقليص صلاحيات رئيس الاتحاد لاسيما في أعقاب سوء استغلال سلفه السنغالي دياك لسلطاته. كما تمنع الرئيس ومجلس الاتحاد من البقاء في موقع المسؤولية لأكثر من 12 عامًا.
وتدفع الإصلاحات في اتجاه مزيد من المساواة بين الجنسين، ومنح العدائين قدرة أكبر على إيصال صوتهم إلى المسؤولين. وأشار كو في تصريحات له بعد التصويت، إلى أن الحزمة المقترحة لم تلق رضى من جميع المعنيين، منوهًا في الوقت نفسه بالتواصل "المتمدن" حولها و"وضوح الحوار وصراحته" بشأنها. وأضاف "اعتقد أن المبادئ الأساسية تحظى بتأييد عريض"، موضحًا أنه في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين "بعد المناطق أبلغتني أنها تحتاج إلى المزيد من الوقت... لكم ذلك".
وشدّد كو الذي فاز خلال مسيرته الرياضية بالذهب الأولمبي مرتين في سباق 1500 م، "لم أكن لأطلب حصول تغيير لو لم اعتقد بأننا بحاجة إليه"، لافتًا إلى الحاجة لرقابة أكثر على المصاريف. ومنذ تولي كو مسؤولياته في آب/أغسطس 2015، هزت الاتحاد الدولي سلسلة فضائح تعود إلى زمن سلفه، منها تلقي عدد مسؤوليه البارزين رشى للتستر على نتائج إيجابية لفحوص المنشطات خضع لها عداؤون من روسيا.