لندن - المغرب اليوم
الصدمة التي خلفتها الهزيمة القاسية لفريق ليفربول في معقله أمام ريال مدريد الإسباني (2-5) في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وضعت علامات استفهام حول مصير المدير الفني الألماني يورغن كلوب مع الفريق الإنجليزي ورؤية خبراء سابقين بالنادي أنه استنفد كل حيله وخبراته خلال السنوات الست التي قضاها في «أنفليد»!.
وتسببت الهزيمة المدوية في زيادة حالة الارتباك في أرجاء ليفربول الذي يعاني هذا الموسم على كافة الأصعدة، إذ فقد لقبي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس إنجلترا، ويقبع في المركز الثامن بالدوري الممتاز متأخراً بفارق 7 نقاط عن توتنهام صاحب المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال، علماً أنه خاض مباراتين أقل. كما بات قريبا من توديع دوري الأبطال، حيث يحتاج للانتصار بفارق 4 أهداف في ملعب سانتياغو برنابيو في مباراة العودة يوم 15 مارس (آذار) المقبل لإزاحة ريال مدريد والعبور لدور الثمانية. كما يعاني ليفربول دفاعياً، إذ اهتزت شباكه بثلاثة أهداف أو أكثر خلال 8 مباريات هذا الموسم، وتلقى ضربة معنوية جديدة بإصابة مدافعه جو غوميز الذي غادر ملعب «أنفيلد» كإجراء احترازي.
وهذه هي الهزيمة السادسة في سبع مباريات لليفربول أمام ريال مدريد منها النهائي في 2018 و2022، مع انتظار فريق المدرب كلوب مباراة الإياب في موسم كارثي له.وفي ظل الانتقادات الصريحة من كلوب للاعبيه وخاصة دفاع الفريق وحارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر وتحميلهم أسباب الخسارة، طالب ستيفن جيرارد، أسطورة فريق ليفربول السابق إدارة النادي بفتح تحقيق عاجل لبحث أسباب هذا التدهور، وقال: «أي فريق يستقبل خمسة أهداف يتعين عليه أن يجرى تحقيقا لمعرفة السبب في ذلك. سيكون هناك القليل من البحث عن الذات الآن».
ويخشى عشاق ليفربول أن يتكرر سيناريو كلوب مع ناديي ماينز ودورتموند الألمانيين في ليفربول، حيث بعد فورة من الحماس والنتائج الإيجابية يبدأ الانحسار والتراجع في موسمه الرابع ثم الانفصال. وعلى غير العادة فمع كل خسارة هذا الموسم خاصة منذ بداية العام الجديد خرج كلوب ليلقي اللوم على لاعبيه منكسرا، وهو الذي كان دائما متحمسا لا يقبل الهزيمة.
وأعرب كلوب عن حسرته من رؤية هذا التحول الغريب في مستوى الفريق خلال مواجهة الريال، خاصة بعد تقدم ليفربول بهدفين سريعين عبر الأوروغواياني داروين نونيز والمصري محمد صلاح في أول ربع ساعة، وقال: «كانت البداية رائعة بالنسبة لنا، لقد كانت باختصار هي الطريقة المثلى التي كنا نريد أن تسير عليها المباراة. ضغطنا عليهم وتسببنا في مشاكل لهم لنتقدم بثنائية نظيفة، لكن ما إن اهتزت شباكنا بهدف أصابتنا السلبية. لم نستطع مجاراتهم بعد ذلك، وعندما تصبح سلبيا تتم معاقبتك. الهدف الثاني بمثابة تهريج. ما كان لا ينبغي أن يحدث قد حدث وأصبحت النتيجة 2 - 2».
وأضاف المدرب الألماني: «كان يتعين علينا الاحتفاظ بالكرة، لكن بدلا من ذلك منحنا الفرصة للاعبي الريال لفرض سيطرتهم على الشوط الثاني كاملا... كنا أمام تحد كبير من أجل تنظيم الحماية (الدفاع) لكن في ظل وجود كريم بنزيمة وفينيسوس جونيور مع الريال ظهر الفارق».ورغم إدراك كلوب للتحدي الذي ينتظره، فإنه شدد على أن فريقه سيبذل قصارى جهده في مباراة الإياب، وقال: «سنذهب إلى مدريد ونلعب مباراة كرة قدم. علينا تسجيل الأهداف هناك، لا بد أن تكون كل هجمة فرصة لنا. يتعين علينا أن نتعلم من الهزيمة».
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ ليفربول التي يتلقى فيها أكثر من 3 أهداف في إحدى المباريات القارية التي تقام على ملعبه، والثانية التي يخسر بها بخمسة أهداف في تاريخ المسابقات الأوروبية، بعد هزيمته من أياكس أمستردام الهولندي في ديسمبر (كانون الأول) 1966 في كأس الأندية الأوروبية البطلة (5-1).واعترف الهولندي فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول أن الفريق ارتكب أخطاء في مواجهة الريال، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا يمكن توقع تقديم أداء مثل «الروبوتات».
ولم يشكك فان دايك في غياب الفريق عن الأداء المعهود، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الأخطاء واردة نظرا لأن اللاعبين بشر، وأوضح: «في دوري أبطال أوروبا، هناك لاعبون ذو مستويات عالية في كل الفرق. يمكنهم معاقبتك عند ارتكاب الأخطاء... هذا ما فعلوه في الشوط الثاني، كانت هناك أخطاء لم يكن من المفترض أن نرتكبها، ولكن هذا يحدث في كرة القدم».
وتابع : «نحن لسنا روبوتات، أحيانا تحدث الأخطاء. هذا هو ما في الأمر. أول شيء يمكننا فعله هو التعلم من الأخطاء والتركيز على المواجهة المقبلة لضمان عدم تكرارها».واعتبر فان دايك أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو «البقاء معاً... الجميع يشعر بالغضب، لكن المباراة القادمة ستكون في غضون أربعة أيام (في ملعب كريستال بالاس)، لذلك إذا أردنا اللعب هناك، فعلينا أن نتغير سريعاً بسرعة وهذا ما سنفعله».
وأعرب جوردان هندرسون، قائد ليفربول بدوره عن حسرته قائلا: «لقد ارتكبنا الكثير من الأخطاء. عاقبنا ريال مدريد، لديهم الكثير من الكفاءة والجودة. عندما لا تدافع بنسبة 100%، فإنهم يعاقبونك. تسببنا في مشاكل لأنفسنا في بعض الأحيان. من الصعب تحملها في النهاية».وفي الجانب الفائز ورغم الانتصار الكبير، يرى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد أن تأهل فريقه لدور الثمانية لم يحسم بعد، وقال: «لم يكن الأمر سهلا، لا سيما بعد البداية الصادمة التي شهدتها بتلقينا هدفين، لم نفقد الثقة، وشيئا فشيئا سيطرنا على الكرة، وكنا دائما فعالين في الهجوم».
وأضاف: «سارت الأمور على ما يرام في الجزء الأول من هذه المواجهة، وبات علينا الاستعداد لمباراة الإياب وكأننا نبدأ من جديد، الأمور لم تحسم بعد».وبعد استقبال هدفين في أول ربع ساعة رد الريال بخماسية تناوب عليها البرازيلي جونيور فينيسيوس في الدقيقتين (21 و36) ومواطنه إيدر ميليتاو (47)، ثم الفرنسي كريم بنزيمة (55 و67).
وبات فينيسيوس (22 عاما) أصغر لاعب زائر يسجل هدفين أمام ليفربول على ملعب آنفيلد منذ الهولندي الراحل يوهان كرويف، الذي قام بالأمر ذاته مع فريقه أياكس في 1966، حينما كان يبلغ من العمر 19 عاما و233 يوما في ذلك الوقت. وأشاد أنشيلوتي بلاعبه البرازيلي وقال: «برأيي الشخصي فينيسيوس هو اللاعب الأكثر حسما في عالم كرة القدم، إنه لا يتوقف، يراوغ ويرسل تمريرات حاسمة ويسجل، أتمنى أن يستمر على هذا المنوال».
ويبدو أن ريال مدريد يحتفظ دائما بأفضل ما لديه من أجل دوري الأبطال، وبينما يمكن الحديث عن أن ليفربول انهار بأيدي لاعبيه، يملك البطل الإسباني تاريخا مثاليا في البطولة القارية.ففي الموسم الماضي، خسر الريال 1-صفر أمام باريس سان جيرمان في ذهاب دور الستة عشر لكنه انتفض ليفوز 3-1 في سانتياغو برنابيو قبل تفوقه على تشيلسي الإنجليزي في دور الثمانية. وبدا مانشستر سيتي في موقف جيد عندما انتصر 4-3 في ذهاب الدور قبل النهائي والتقدم بهدف في مباراة الإياب في مدريد، لكن البرازيلي رودريجو أحرز هدفين في الدقائق الأخيرة لتمتد المباراة إلى الوقت الإضافي الذي حسمه كريم بنزيمة من ركلة جزاء.
قد يهمك ايضاً