روما ـ ريتا مهنا
إستضاف يوفنتوس حامل اللقب في السنوات الأربع الماضية، نابولي متصدر الترتيب الباحث عن اللقب الأول بعد غياب 26 عامًا، وذلك في مواجهة حافلة في «يوفنتوس ستاديوم» في مباراة ينطبق الوصف الأفضل عليها بأنها مباراة الموسم، حيث أن نتيجتها ستحدد ملامح البطل، في عام شهد العديد من التقلبات حتى باتت المنافسة مقصورة على «زعيم الشمال» مع «أبناء الجنوب».
وتميز الموسم الحالي بتقلباته العديدة حينما كان اليوفي خارج سباق المنافسة على اللقب في المباريات الأولى، ونجح الانتر وفيورنتينا بتصدر الترتيب وسط منافسة من روما، حيث كان «النيراتزوري» على القمة قبل الاستراحة الشتوية، قبل أن يبدأ نابولي بالزحف والاستيلاء على القمة، فيما بدأ اليوفي بتحقيق الانتصار تلو الآخر، وفيما كان الحديث حول قدرته على حجز مقعد مؤهل إلى المسابقات الأوروبية، تطور الأمر ليصبح حول دوري أبطال أوروبا، ثم بات مرشحا من جديد للمنافسة على اللقب.
ويمر اليوفي بواحد من أفضل مستوياته الموسم الحالي بعدما حقق 14 انتصاراً متتاليا رفعت رصيده إلى 54 نقطة وجعلته يحتل المركز الثاني على لائحة الترتيب، بعدما كان خارج سباق المنافسة مطلع الموسم، حينما تعرض لخسارتين متتاليتين، وتعثر مرار حيث خسر أمام نابولي بالذات، قبل أن يجد الشخصية الضائعة بعد رحيل الثلاثي أندريا بيرلو وأرتورو فيدال وكارلوس تيفيز، حيث صعد نجم الأرجنتيني ديبالا الذي سجل 13 هدفا وساهم بخمس تمريرات حاسمة في الدوري، مع تأكيد الفرنسي بوجبا إنه النجم الذي يستحق ارتداء الرقم عشرة بأدائه المميز، وإثبات الكولومبي كوادرادو نفسه كصانع للحلول في المباريات المعقدة، بعدما سجل في آخر مباراتين على التوالي.
وجاءت التأكيدات من تورينو في الساعات الأخيرة بخروج المدافع كيليني من القائمة بسبب الإصابة، فيما لا تبدو الأمور مبشرة جدا حينما يتعلق الأمر بالألماني سامي خضيرة، الذي قد يفضل المدرب أليجري إراحته لمواجهة بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا. من جانبه يقدم نابولي موسما استثنائيا لم تشهده الجماهير منذ أيام أسطورتها الخالدة دييجو مارادونا، وتكرر الأمر هذه المرة بأقدام أرجنتينية عبر جونزالو هيجواين، الذي سجل 24 هدفا بمعدل هدفا في كل مباراة للدوري، فيما جاء الأداء التصاعدي ليوفنتوس ليبث الحماس لدى الفريق «السماوي» بعدما حقق بدوره 8 انتصارات متتالية، وهو رقم قياسي بالنسبة له في المسابقة لم يعهده من قبل، ليصبح مجموع الانتصارات المتتالية لليوفي ونابولي 22، وهو رقم كبير يجعل منهما قطبا الكرة الإيطالية هذا الموسم. ولا يعتمد نابولي على هيجواين فقط، بعدما نجح المدرب ساري بإخراج أفضل قدرات الإيطالي لورينزو إينسيني، الذي نجح بتسجيل 10 أهداف، وقدم 10 تمريرات حاسمة أيضا، في أداء تصاعدي للنجم الإيطالي الواعد.
الحكم يغيب بسبب الإصابة
قرر الاتحاد الإيطالي إسناد إدارة المباراة إلى الحكم دانيلي أورساتو، وذلك بسبب تعرض الحكم نيكولا ريتزولي إلى إصابة أجبرته على الانسحاب من إدارة اللقاء. ويعتبر ريتزولي من أفضل حكام العالم، حيث أدار المباراة النهائية لكأس العالم الماضية في البرازيل عام 2014، ورغم ذلك جاء قرار الاعتماد على أورساتو لينال ثقة الفريقين نظرا لامتلاكه الخبرة اللازمة لهذا النوع من المباريات القوية.
مواجهة تروي حكاية العودة من المصير المجهول
حينما تواجه اليوفي ونابولي قبل نحو عشر سنوات في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع رؤيتهما في لقاء قمة «الكالتشيو» حاليا، وهما يسطران انتصارا تلو الآخر، حيث واجه اليوفي معاناة كبيرة بعد قرار إنزاله إلى دوري الدرجة الثانية عام 2006، وهرب العديد من نجومه مع بقاء «الأوفياء» بقيادة جيانلويجي بوفون وأليساندرو ديل بييرو وبافيل ندفيد ودافيد تريزيجيه، لتبدأ بعد ذلك سنوات العذاب والعودة من جحيم «المحاكم»، إلى جنة الكرة الإيطالية التي مرت بمراحل مختلفة عرف فيها الفريق تواجد في المقدمة لبعض الوقت قبل أن ينهار لعامين وجد نفسه في المركز السابع، قبل أن تبدأ العودة الحقيقية قبل أربع سنوات في عهد أندريا أنيلي الرئيس الجديد وأنطونيو كونتي المدرب صاحب المسيرة المميزة كلاعب في صفوف الفريق، وإنشاء الملعب الجديد، لتكتمل المعادلة مع التتويج بلقب الدوري، ثم عاد الفريق ليسبط هيمنته على الكرة الإيطالية لأربع سنوات متتالية، ويبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا. ويمكن القول أن قصة نابولي تبدو أصعب بعد الدخول في دوامة المشاكل المالية، وإعلان إفلاسه رسميا عام 2004، ليأتي رجل اسمه أوريليو دي لورينتيس، حقق نجاحات في عالم إدارة الأعمال، وينقل الأمر إلى كرة القدم مع نابولي الذي بدأ رحلة العودة من دوري الدرجة الثالثة، مرورا بالدرجة الثانية حيث كانت العودة إلى الدرجة الأولى مع يوفنتوس في نفس العام وتحديدا 2007.