لندن ـ المغرب اليوم
يواجه السبت فريق مانشستر يونايتد مع ضيفه فريق أرسنال على ملعب أولد ترافورد، ضمن مباريات الجولة الثانية عشر من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن المقرر أن تنطلق المباراة في تمام الساعة 15.30 بتوقيت مكة المكرمة، وتوجد أطلال تاريخية مهيبة سترافق مباراة السبت، بين العملاقين، مانشستر يونايتد وأرسنال، في اطلالة يفوح منها عبق تاريخي، ومغلفة بعدائية وكراهية متبادلة بين الناديين وجمهورهما على مدار أعوام طويلة، فتاريخ مباريات الفريقان دومًا ما كان يتسم بالندية التي أحيانًا ما تصل الى درجة العنف بالمواجهات بينهما، ففي أكثر من مباراة سابقة شهدت حدة بالتنافس بين اللاعبين على أرضية الميدان.
وباتت من الأمور الغريبة لدى فريق أرسنال مؤخرًا، نتائجه المتذبذبة في توقيتات كان من المفترض عليه أن يكون أكثر حسمًا وحزمًا من ما كان عليه من تفريط في نقاط تلك المباريات، ونتحدث خاصة هنا عن مباراتيّ ميدلسبروه وتوتنهام، حيث سقط الغانرز بهما في فخ التعادل، وكان الفوز فيهما كفيلًا بالتربع حاليًا على قمة جدول البريميرليغ، ويتحتم على المدفعجية برهنة أن هدفهم هذا الموسم هو المنافسة الجدية على اللقب، وليس مثل باقي المواسم السابقة التي شهدت منافسة صورية، كانت أشبه بالمشاكسة دون احساس بأن الفريق اللندني عاقد العزم على الفوز بالبطولة.
وبالرغم من أن النتائج والتحليل الفني للشياطين الحمر يشيران إلى أن الفريق بلا هوية فنية حقيقية حتى الآن، وكذلك لم يستطع الثبات على تشكيلة أساسية، وهو أمر يشير إلى قيادة فنية مهتزة الرؤية، ولكن سيكون من المفيد بدرجة سحرية للفريق أن يتمكن من التغلب على أحد الفرق الكبرى المنافسة على اللقب، فالفريق لم يستطع منذ بداية الموسم أن يخرج فائزًا أمام أي من الفرق الكبرى هذا الموسم، حيث تعادل مع الريدز، وخسر من السيتي، وكذلك من البلوز بنتيجة ثقيلة، كما أن الفوز سيمنح الفريق قفزة في ترتيبه ويجعله يقترب من ملامسة المربع الذهبي، بالإضافة الى أنه سيكون فوزًا معنويًا رائعًا يحتاجه الفريق بشدة، لعودة بعض من الثقة المفقودة والمهدرة منذ مطلع الموسم.
ويتميز البرتغالي المحنك خوزيه مورينيو بقدرته على اكتساب أعدائه بشكل مغناطيسي باهر، ولعل أكبر وألد أعداءه هو الفرنسي المخضرم، أرسين فينغر، وبينهما تاريخ من السجال العدائي الملتهب، فمن لا يتذكر مواجهتهما إبان تدريب الإسبيشيال وان للبلوز من قبل، والتي كادا أن يصلا في إحداها الى درجة الإشتباك باليد، بجانب ما وصفه المو في كتابه عن فينغر، وأنه لن يتورع عن ضربه لو واجهه في الشارع!
ولكن أكثر ما يجعل مباراة مورينيو- فينغر مثيرة، هو حالة التميز والتفوق لدرجة الاكتساح للبرتغالي على منافسه الفرنسي، ومحاولات الأخير الدؤوبة من أجل الفكاك من حلقة الهوان بالنتائج أمام غريمه، حيث يتفوق المو في 13 مواجهة متتالية بينهما في البريميرليغ، بل الأقسى كان اجتياحه للفرنسي وتحطيم مناسبة وصوله الى المباراة رقم (1000) في مسيرته التدريبية مع المدفعجية، وافسادها بالفوز عليه بنصف درزينة رفقة البلوز في مارس/آذار 2014 في البريميرليغ.
فهل يتمكن فينغر أخيرًا من كسر تلك الحلقة الحديدية الصدئة، ويحقق فوزه الأول على مورينيو بالبريميرليغ منذ بداية مواجهاتهما بالبطولة عام 2004؟ أم تستمر الأفضلية واليد الطولى للإسبيشيال وان؟
ويوجد لفريق يونايتد مفاتيح لعب جيدة ، وسنلقي الضوء على أهم لاعبيه، بوغبا، بدأ رويدًا في تلمس طريق التألق مع الشياطين الحمر، في اشارة إيجابية الى اقترابه من تقلد دوره المنتظر منه كلاعب محوري بالفريق، مارتيال، بالرغم من أنه خارج حسابات المو في معظم مباريات الفريق، ولا يشارك بشكل أساسي، إلا أنه وقت الاعتماد عليه يظهر مردود جيد للغاية، راشفورد، بعد إيقاف ابراهيموفيتش، جاءت الفرصة الذهبية للفتى الصاعد بقوة ليظهر مدى جدارته بأنه يكون مهاجم الفريق الأساسي، وأنه هداف يعتمد عليه بغض النظر عن صغر عمره وقلة خبرته.
كما يمتلك الغانرز مفاتيح لعب جيدة ، وسنلقي الضوء على أهم لاعبيه، والكوت، بات أهم لاعبي الفريق اللندني في الآونة الأخيرة ومن هدافيه، يعيش عازف الليل فترة من أزهى فترات مسيرته الاحترافية، بمردود فني وتهديفي فائق، سانشيز، بالرغم من أنه ليس مركزه الأساسي، الا أنه تفوق في مركز المهاجم الأوحد، بقدرته على الهروب الى الأطراف والسقوط الى الخلف وخلخلة دفاع المنافس وإرباكه، ولكن أمر عودته من رحلة طويلة والهالة الضبابية التي تحيط بحالته الصحية واصابته من عدمها قد تؤثر على مردوده الفني.
وصرح خوزيه مورينيو، قبيل المباراة:" أرقامي الجيدة أمام أي مدرب آخر ليست مقياسًا للأهمية، فما تفعله يأتي عبر الفريق بكامله، فمباراة اليوم ستكون بين أكثر مدربين حاليين فوزًا بلقب البريميرليغ، كلانا يملك ثلاث ألقاب، وهو ما يعني ضرورة التحلي بالإحترام، وأعتقد أن فينغر يمتلك احترامًا كبيرًا من الجميع، ربما أكثر مني، بالرغم أني لقبي الأخير كان من 18 شهرًا، وليس منذ 18 عامًا!".
وأوضح أرسين فينغر، قبيل المباراة:" نحن لا نخسر منهم دومًا، بل نفوز أحيانًا، وهناك تعادلات عدة بيننا، لقد تمكنت من الفوز على كل المدربين بالبريميرليغ طوال 20 عامًا، ولا أعتقد أن المباراة هي منافسة بين مدربين إثنين، بل بين فريقين، وأتفهم أن هناك من يسعى لخلق حالة من الجدل، ولكن هذا الأمر لا يهم الجمهور، فما يهمه فعليًا هو نوعية وجودة اللعب".
ولعل نتائج مواجهاتهما، خلال 24 مباراة جمعت الفريقان بالبريميرليغ على ملعب أولد ترافورد، لم يستطع الغانرز سوى الفوز في 3 مباريات، وفاز يونايتد في 16 مباراة، وتعادلا في 6 مباريات.
- آخر فوز تمكن الغانرز من تحقيقه على يونايتد بالبريميرليغ على ملعب أولد ترافورد، يعود الى عام 2006، بهدف نظيف سجله أديابيور.
- آرسنال.. تمكن من الفوز على مان يونايتد مرة وحيدة في آخر 10 مباريات بينهما بالبريميرليغ، حيث تعادلا في 3 مباريات، وفاز يونايتد في 6 مباريات.
- آرسنال.. على بعد هدفين في مرمى يونايتد، حتى يصبح رابع فريق يتمكن من تسجيل 50 هدف أو أكثر في مرمى يونايتد في البريميرليغ، بعد السيتي (51)، ليفربول (55)، تشيلسي (66).
- يونايتد.. لم يذق طعم الخسارة أمام أي فريق لندني على ملعبه بالبريميرليغ، خلال آخر 12 مباراة متتالية، حيث فاز في 7 مباريات، وتعادل في 5 مباريات.
- روني.. في حال مشاركته السبت، سيعادل رقم تومي دان، ويصبح سابع أكثر لاعب مشاركة بمباريات مع يونايتد بتاريخه، برصيد 535 مباراة.
- راشفورد.. تمكن الموسم الفائت من التسجيل في مرمى آرسنال، في أول مشاركة له في البريميرليغ، حيث سجل هدفان.
- أرسنال.. في حال عدم خسارته اليوم، ستكون المباراة السادسة بالبريميرليغ خارج ملعبه التي لا يخسرها هذا الموسم، وهو رقم لم يحققه منذ موسم 2007/2008، عندما نجح في عدم الخسارة في 7 مباريات.
- والكوت.. على بعد هدفين، لمعادلة رقم روبيرت بيرس، ويصبح خامس هدافي الفريق بالبريميرليغ، برصيد 62 هدفا.
الإصابات والغيابات المحتملة
يونايتد : بايلي (مصاب)، سمولينغ (مصاب)، فالنسيا (مصاب)، إبراهيموفيتش (إيقاف)، فيلايني (مصاب).
أرسنال : بيلرين (مصاب)، لوكاس بيريز (مصاب)، ويلباك (مصاب)، ميرتساكير (مصاب).
مدى تأثير الغيابات على الفريقين
يونايتد : ستكون المشكلة الكبرى لدى الشياطين الحمر في الخط الخلفي حيث سيلعب برباعي يشاركون للمرة الأولى مع بعضهم فيها بمباراة رسمية وبمثل هذه القوة، بجانب تأثير غياب العملاق إبراهيموفيتش.
آرسنال : يكمن التأثير الأكبر في الغيابات لدى الغانرز في خسارة جهود الظهير الأيمن بيلرين، فهو مفتاح لعب مؤثر لدى الفريق اللندني.
التشكيلة المتوقعة للفريقين
يونايتد (4-2-3-1)
حارس المرمى : دي خيا.
الدفاع : دارميان- جونز- روخو- بليند.
الوسط : هيريرا- كاريك- بوغبا- مارتيال- لينجارد.
الهجوم : راشفورد.
آرسنال (4-2-3-1)
حارس المرمى : تشيك.
الدفاع : هولدينغ- موستافي- كوسليني- مونريال.
الوسط : كوكولين- تشاكا- والكوت- أوبي- أوزيل.
الهجوم : سانشيز.
النتيجة المتوقعة للمباراة..
بتحليل مردود الفريقان في الجولات السابقة، وقدرات كل فريق على حدة، وبقياس قيمة الغيابات عن كل فريق سواء بداعي الإصابة أو الإيقاف، سنجد أن الكفة تميل بشكل كبير لصالح الضيوف، فجاهزية عناصر الغانرز وخبراتهم وقدراتهم الفنية أفضل من نظيرتها عند الشياطين الحمر، وهو ما يرجح فوز أرسنال في المباراة.