لندن - المغرب اليوم
يستعد السويسري جاني إنفانتينو لولاية جديدة مدتها أربع سنوات على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عندما يخوض انتخابات الخميس في العاصمة الرواندية كيغالي، مرشحاً بمفرده لكن ليس من دون منتقدين لفتراته السابقة التي استهلها عام 2016 بعد فضيحة فساد مدوية في المنظمة العالمية.ويبدو إنفانتينو (52 عاماً) واثقاً من الحصول على جميع أصوات الاتحادات الوطنية الـ211 المنضوية تحت لواء «فيفا» خلال الجمعية العمومية الـ73 التي تعقد هذه المرة في رواندا، على غرار انتخابات 2019 الأخيرة، ما يضمن له البقاء على رأس الاتحاد الدولي حتى عام 2027. ويذكر أن إنفانتينو نائب رئيس الاتحاد الأوروبي (يويفا) سابقاً قد استفاد من استبعاد رئيسه ميشال بلاتيني والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق بتهم فساد ليفرض نفسه مرشحاً قوياً على رأس المؤسسة الأهم لكرة القدم.
وإذا كان النظام الأساسي للاتحاد الذي يتخذ من مدينة زيوريخ السويسرية مقرّاً له، ينصّ على وضع حد لثلاث فترات مدّة كلّ واحدة أربع سنوات، إلا أن إنفانتينو يمهّد الطريق للبقاء حتى 2031، عندما أشار منتصف ديسمبر (كانون الأول) السابق إلى أن ولايته الأولى (2016 - 2019) لم تكتمل.كان إنفانتينو المولود في 23 مارس (آذار) 1970 في بريغ السويسرية، والمتزوج من اللبنانية لينا الأشقر، أميناً عاماً للمركز الدولي للدراسات الرياضية، وعمل مستشاراً لهيئات رياضية عدة في إيطاليا وإسبانيا وسويسرا قبل بدء العمل مع الاتحاد الأوروبي في أغسطس (آب) 2000 في قسم الشؤون القانونية والتجارية.
عمل من 2004 إلى 2007 رئيساً لقسم الشؤون القانونية، ثم أميناً عاماً مؤقتاً مع الإشراف على قسم الشؤون القانونية (2007 - 2009)، وأخيراً أميناً عاماً منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2009 في فترة رئاسة بلاتيني.ولا يتراجع إنفانتينو، القادر على التحدّث بست لغات، أو يتردّد بإطلاق مشاريع أو أفكار جديدة، وهو الذي قال قبل مونديال قطر 2022: «أشعر بأني عربي، وأفريقي، ومعوّق، وعامل مهاجر»، بعد أن عانى من «التمييز» كطفل إيطالي و«أحمر الشعر» في مقاطعة فاليه السويسرية.
على الصعيد الإداري، شهدت ولايته الأخيرة إصلاحاً واسعاً في الانتقالات (إنشاء تراخيص للوكلاء وتحديد سقف لعمولاتهم)، وإنشاء إجازة أمومة لجميع اللاعبات المحترفات، وقواعد انضباطية أكثر حماية لضحايا الاعتداءات الجنسية.يمكنه التفاخر أيضاً بميزانية صلبة، مع ارتفاع دخل الفيفا بنسبة 18 في المائة والاحتياط 45 في المائة خلال دورة رئاسته بين 2019 – 2022، مقارنة مع الدورة السابقة، ما سمح للاتحاد الدولي برفع مساعداته للاتحادات القارية والوطنية، لتلعب دور ماكينة إعادة التوزيع، رغم تساؤلات حول تأثير هذا الأمر على الانتخابات.
ولجعل كرة القدم «أكثر عالمية»، فيما تركّز الأندية الأوروبية على المواهب والثراء، وزّع فيفا المبالغ بالتساوي على اتحادات مثل ترينيداد وتوباغو، وسانت كيتس ونيفيس وبرمودا، مقارنة مع البرازيل بطلة العالم خمس مرات، علماً بأن كل اتحاد ينضوي تحت لواء فيفا يملك حق التصويت بالتساوي مع باقي الأعضاء.طالما أن إنفانتينو يستمتع بدعم 35 اتحاداً من أميركا الوسطى، بينها عدد من الجزر الكاريبية، أو الاتحادات الأفريقية الـ54، بمقدوره دغدغة الدول الأوروبية الكبرى التي وقفت ضد فكرته في إقامة كأس العالم كل سنتين بدلاً من أربع قبل عدوله عن رأيه العام الماضي، فيما تم تأييد المشروع الأبرز في ولاية السويسري المقبلة وهو رفع عدد المشاركين في مونديال 2026 من 32 إلى 48 منتخباً.
وفي خطوة حسّاسة أيضاً، قرّر الاتحاد الدولي في 16 ديسمبر (كانون الأول) توسيع رقعة المشاركين في مونديال الأندية إلى 32 فريقاً بدءاً من صيف 2025. مشروع حارب إنفانتينو لأجله منذ عدة سنوات، لإغراء شركات النقل ومنافسة دوري أبطال أوروبا الذي يُعدّ دجاجة ذهبية للاتحاد القاري (يويفا). لكن هذه المبادرة قد توقظ الانقسامات في كرة القدم، حيث ندّد المنتدى العالمي للروابط، الذي يضم نحو أربعين بطولة، بـ«القرارات الأحادية» لفيفا في وقت تبدو الروزنامة «مثقلة»، ما يهدّد صحة اللاعبين.
قد يهمك ايضاً