لندن- المغرب اليوم
حصل مدرب تشيلسي، أنطونيو كونتي، على مراده أخيرًا، عندما تعاقد بطل الدوري الإنجليزي الممتاز مع الدولي الفرنسي، القادم من موناكو، تيموي باكايوكو، لمدة خمسة أعوام، بعد أسابيع من المفاوضات الشاقة.
وحسب التقارير الصحافية، فإن كونتي يعتبر باكايوكو الشريك المثالي لنجم الفريق، الفرنسي نجولو كانتي، الذي اختير كأفضل لاعب في الـ"بريمير ليغ" الموسم الماضي، وسط توقعات برحيل الصربي نيمانيا ماتيتش إلى مانشستر يونايتد، قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية. وحجز كانتي لنفسه مكانًا في طريقة لعب تشيلسي الجديدة 3-4-3، الموسم الماضي، بعدما سبق له قيادة ليستر سيتي للقب المحلي قبل أكثر من عام. وكان عادةً يتبادل مهماته في خط الوسط مع ماتيتش أو الإسباني سيسك فابريغاس.
وفي ظل رحيل لاعبين آخرين عن خط وسط تشيلسي، وهما ناثانيل تشالوباه، وروبن لوفتوس-تشيك، جاء التعاقد مع باكايوكو، البالغ من العمر 22 عامًا، في الوقت المناسب.
وتألق باكايوكو مع موناكو في الموسم الماضي، وقاده لإحراز لقب الدوري الفرنسي، إضافةً إلى بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ويصفه مدرب موناكو، ليوناردو جارديم، بأنه اللاعب الذي "يفوز بكرات كثيرة ويجلب التوازن للفريق".
وتشير الإحصائيات إلى أن لاعبين اثنين فقط انطلقا بهجمات أكثر من باكايوكو، الموسم الماضي، في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، وهما: لاعب ليستر سيتي، داني درينكووتر، وقائد أتلتيكو مدريد، جابي فرنانديز. وإضافةً إلى ذلك، يتميز باكايوكو بصلابته في التدخلات كلاعب وسط متأخر. وتثبت إحصائيات أخرى أن اللاعب الشاب حقق معدل تدخلات ناجحة، بلغ 7.6 في المباراة الواحدة، الموسم الماضي.
ويملك باكايوكو الوقت الكافي بحكم صغر سنه، للتطور وتحسين نواحي لعبه، خصوصًا أن الموسم الماضي أثبت افتقاره للخبرة أمام الفرق الكبيرة، حيث فقد تركيزه في مناسبات عدة. وحقق باكايوكو معدل تمريرات ناجحة، كان الأفضل بين زملائه في موناكو الموسم الماضي (365 من أصل 425). كما أن لديه القدرة على إمداد اللاعبين المتقدمين للأمام بكرات طويلة ومتقنة.
وعن ذلك، قال جارديم: "إنه يمرر الكرة بإتقان ويفوز في المواجهات الثنائية، هذا هو دور باكايوكو". ويبدي اللاعب الفرنسي شجاعة في الجري بالكرة نحو المواقع الأمامية، لأنه يتحلى بسرعة لافتة.
ويساعد عادةً على سد الفجوات بين خطي الوسط والهجوم، وهو الأمر الذي أشار إليه مدرب المنتخب الفرنسي، ديدييه ديشامب، بقوله: "إنه قادر على التقدم للأمام وإحراز الأهداف الحاسمة، إنه لاعب وسط متكامل لأكون منصفًا".
ومن المتوقع أن يشكل باكايوكو دعامة أساسية لكانتي في خط الوسط، أمام ثلاثي الدفاع، فهو من الناحية البدنية أطول وأضخم من لاعب ليستر السابق، وسيتم إسناد إليه مهمة مراقبة مفاتيح الخصم أصحاب البنية الجسدية القوية.
وهي مهمة لم يتقنها كانتي كثيرًا، رغم مجهوده البدني الكبير، نظرًا لقصر قامته، ولهذا السبب وقف ماتيتش لمساندته كثيرًا على حساب فابريغاس.
ومن الناحية الخططية، لن يؤدي إقحام باكايوكو في التشكيلة الأساسية لتشيلسي لأي تغييرات، فهو باختصار سيحل مكان ماتيتش، الذي إن كان يتمتع بقدرة أكبر على التسديد، فإنه غير قادر على استغلال الكرات الثابتة العالية أمام المرمى، مثل لاعب موناكو السابق، الذي أحرز 3 أهداف في الموسم الماضي، منها هدف بمرمى مانشستر سيتي، في ثمن نهائي دوري الأبطال.
وسيكون من الصعب على الفرق المنافسة تفكيك الشراكة بين باكايوكو وكانتي على الورق، إلا أن تشيلسي سيفتقد للاعب يمكنه صناعة الفرص بسهولة، في حال واصل الاعتماد على طريقة اللعب 3-4-3، مع ملازمة فابريجاس لمقاعد البدلاء.
أما إذا تغيرت الخطة إلى 3-5-2، فقد يتغير الأمر، من خلال منح فابريغاس حرية التحرك أمام باكايوكو وكانتي، مع قيام نجم الفريق، إيدين هازارد، بدور المهاجم الداعم لرأس الحربة، الذي لم تتضح هويته حتى هذه اللحظة.
والأمر ذاته ينطبق على أسلوب اللعب 4-3-3، من خلال الاستغناء عن مدافع في العمق، وتقييد حركة الظهيرين، فيكتور موسيس وماركوس ألونسو، من أجل الزج بثلاثي وسط يسيطر على منطقة المناورات، ويمنح هازارد وبيدرو رودريجيز المساحات الكافية في يمين الهجوم ويساره. وإلا أن من المستبعد أن يتخلى كونتي -المتمسك بالعقلية الإيطالية القائمة على وجود 3 لاعبين في عمق الدفاع- عن هذا الأسلوب، الذي ينجح عادةً مع الفرق التي تحظى بلاعبين قادرين على تنفيذ الهجمات بأقل عدد من التمريرات، مستفيدةً من سرعة لاعبيها في الانطلاق، مثل ريال مدريد.