بيروت - المغرب اليوم
أخذت المنافسة على لقب الدوري العام اللبناني الخامس والخمسين لكرة القدم منحى جديداً، بعد تعثر الصفاء بالتعادل مع السلام زغرتا سلباً، السبت الماضي، ضمن الجولة الــ14.
وسمح التعادل لمطاردي الصفاء، النجمة والعهد، بتضييق الخناق عليه، وتقليص الفارق بين الفريقين الأولين من 6 نقاط إلى 4، وهو أمر في غاية الأهمية، خصوصاً قبل الدخول التدريجي إلى مراحل المواجهات الحاسمة حيث سيتقابل الكبار فيما بينهم، لتبدأ عملية "تصفية الحسابات"، التي ستكشف عن هوية بطل الدوري.
وسيفرض التعادل مع السلام حضوره على أجندة مدرب الصفاء إميل رستم هذا الأسبوع، وربما يلجأ لقراءة جديدة لتشكيلته خصوصاً بعد التغييرات التي شهدتها، في الإياب، مع خروج أكثر من ركن فيها، أبرزهم قلب الدفاع نور منصور والظهير الأيسر محمد حمود ولاعب الوسط جوزيف حبوش. كذلك، سيبحث رستم في أسباب إخفاق هجومه القوي الثلاثي الأضلاع أمام الوسائط الدفاعية للسلام، وهو أمر غير مطمئن قبل مواجهات صعبة مقبلة تنتظر "أبناء وطى المصيطبة".
في المقابل، منح هذا التعادل فريق السلام شحنة معنوية مهمة، ستساعده في سعيه إلى الابتعاد عن منطقة الخطر، علماً أن مدربه السوري أنس مخلوف أحسن قراءة المباراة والتعامل مع الفوارق الفنية مع الصفاء، متجاوزاً غياب قائد الفريق جان جاك يمين والمدافع الاوغندي ريتشارد كاساجا.
وبفوزه الصريح على طرابلس بثلاثية نظيفة استحق النجمة لقب "فريق الأسبوع"، بعدما أكد تصميمه على المنافسة على اللقب، وواصل زحفه بخطوات ثابتة نحو القمة، متجاوزاً كل العوائق التي تواجهه، بقيادة مدربه القدير تيتا فاليريو.
ولم يتأثر الفريق بغياب قلب دفاعه التونسي رضوان الفالحي ومهاجمه أكرم مغربي عن هذه المباراة، تماماً كما لم يتأثر قبله ايضاً بغياب نجوم الفريق كحسن المحمد وخالد تكه جي وغيرهما، وهو ما يؤكد علو كعب هذا المدرب القدير وخبرته الواسعة. وعكست المباراة مع طرابلس وجهاً مطمئناً عن فريق النجمة، الذي قدم أداءً ممتعاً، مبرهناً عن فاعلية هجومية ممتازة وثبات دفاعي لافت.
كذلك، واصل العهد اجتياز المرحلة الانتقالية، مع وداع المدرب السابق محمود حمود وتولي الألماني روبرت غاسبرت المهمة بنجاح، متجاوزاً عقبة الاجتماعي العنيد 3 – 2، قبل مواجهته القوية مع الوحدات الأردني، في كأس الإتحاد الآسيوي.
وضرب الأنصار بقوة في كفرجوز حيث سحق الشباب الغازية بسباعية، مستعرضاً عضلاته الهجومية، باعتماده على متصدر لائحة الهدافين لوكاس غالان، والسنغالي سي الشيخ، ولاعب وسطه ربيع عطايا. وقد وجه هذا الثلاثي الخطر إنذاراً لمنافسي "الأخضر".
في المقابل، استعاد "النبي شيت" بعض الثقة على رغم فوزه الصعب على الحكمة صاحب القاع بعدما جددت إدارة الفريق البقاعي ثقتها بالمدرب محمد الدقة. وسيتنافس الحكمة مع الشباب الغازية والسلام زغرتا على بطاقتي الهبوط إلى الدرجة الثانية.
من جهة ثانية، واصلت الأندية رفع الصوت احتجاجاً على أمرين: الأول هو المنع الجماهيري، والثاني هو استمرار مسلسل الأخطاء التحكيمية.
وأبدى نادي النجمة اسفه لقرار القوى الأمنية منع جماهير كرة القدم دون سواها من الألعاب من الدخول إلى الملاعب، مستغرباً الاستنسابية في اتخاذ هذا القرار وحصره بلعبة كرة القدم دون سواها".
وكان الأنصار خاطب وزير الداخلية نهاد المشنوق، طالباً منه الإيعاز للمعنيين بإيجاد الحلول التي تضمن أمن جماهير كرة القدم اللبنانية أسوة بلعبة كرة السلة، محذراً من تراجع اللعبة فنياً ومعنوياً في ظل هذا القرار.
أما تحكيمياً، فبرز احتجاج الصفاء في بيان اتهم فيه الحكم سامر السيد قاسم بارتكاب "خطأ غير بريء"، حين تغاضى عن ركلة جزاء صحيحة لمصلحته في المباراة مع السلام.
وفي ضوء نتائج المرحلة الـ14 ارتفع عدد الاهداف المسجلة منذ بدء المسابقة الى 239 هدفا، بعدما سجل في هذه المرحلة 19 هدفاً، بمعدل ثلاثة اهداف في المباراة الواحدة.
وكان ما ابرز ما في الجولة الــ14 تسجيل الأنصار اكبر فوز هذا الموسم على حساب الغازية 7 – 1، وصعوده للمركز الرابع للمرة الاولى منذ الجولة الثامنة، وتحقيق النجمة اكبر فوز له في مبارياته الـ14 على حساب طرابلس 3 – 0، واخفاق الصفاء صاحب الصدارة في التسجيل للمرة الاولى في مباراته والسلام والتي انتهت سلبية، وعودة النبي شيت الى سكة الانتصارات على حساب الحكمة 1 – 0 منذ فوزه في الجولة الـ11 على حساب السلام 2 – 1 في المرداشية،.
وبقي الصفاء الأفضل تسجيلا بـ31 هدفا، على الرغم من عدم نجاحه في هز الشباك، واقترب منه العهد (29 هدفا) والانصار والساحل ولكل منهما 28، بينما الغازية الأضعف هجوماً اذ لم يفلح لاعبو سوى في تسجيل 9 أهداف، تلاه الحكمة بـ10 أهداف.
ولا يزال الصفاء الأكثر فوزا بـ10 مرات يليه العهد (9) والنجمة والانصار (8)، بينما الحكمة الاكثر تعرضا للخسارة بـ10 مرات، يليه الغازية والسلام (9).
وبقي العهد الأفضل دفاعا (9 أهداف) على الرغم من اهتزاز شباكه مرتين في هذه الجولة، تلاه النجمة (11 هدفا) ثم الصفاء والانصار (12)
وكان لافتا عدد الاهداف المسجلة في مرمى كل من الاجتماعي والسلام والغازية (28 هدفاً) وهما الاسوأ دفاعا بعد الحكمة (38 هدفاً).
وفي القاع يبدو ان الحكمة والغازية الأوفر حظا في السقوط الى الدرجة الثانية، وهما الوحيدان اللذان لم يحققا اي انتصار، فالأخضر في ذيل اللائحة عبر اربعة تعادلات و10 خسارات، والغازية وصيفه بخمسة تعادلات و9 هزائم، علما ان املهما الوحيد في النجاة هو على حساب "جارهم" في الترتيب السلام زغرتا صاحب المركز العاشر بـ7 نقاط من فوز وحيد و4 تعادلات، لأن الاجتماعي التاسع يملك 13 نقطة وعروضه لا تدعو للقلق.