الرياض - المغرب اليوم
لم يكن أكثر المتفائلين من أنصار جماهير فريق الهلال السعودي يعقد آمالاً على اللاعب الأرجنتيني لوسيانو فييتو في مسيرة فريقه ببطولة كأس العالم للأندية التي اختتمت قبل أيام، علاوة على أن يصبح ضمن أفضل 3 لاعبين في المونديال.كانت البطولة شهدت تحولاً لافتاً لمسيرة اللاعب الذي وصم كثيراً بلاعب «الظل» في الهلال؛ إذ كان حبيساً في مباريات كثيرة لمقاعد البدلاء، وخياراً ثانوياً في قائمة المدربين الذين أشرفوا على تدريبه مع الزعيم، إلى أن أصبح نجماً يصعد لمنصة تتويج أفضل اللاعبين في بطولة كأس العالم للأندية.
ولعب لوسيانو فييتو دوراً فاعلاً في مسيرة فريقه ببطولة كأس العالم للأندية، فبعد أن غاب عن الحضور في القائمة الأساسية لفريق الهلال أمام الوداد المغربي وحل بديلاً، شارك في المباراة الثانية أمام فلامنغو منذ بدايتها، وتسبب في حصول فريقه على ركلتي جزاء وسجل هدفاً، ليواصل حضوره في القائمة أمام ريال مدريد في نهائي البطولة ويسجل هدفين لفريقه.
وحقق فريق الهلال مُنجزاً غير مسبوق على صعيد الأندية السعودية بتحقيقه المركز الثاني وحصوله على الميدالية الفضية لبطولة كأس العالم للأندية في مشاركته الثالثة بعد نسختي 2019 و2021.
واختار الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الأرجنتيني لوسيانو فييتو لاعب خط وسط فريق الهلال كثالث أفضل لاعب في البطولة، بعد نجمي ريال مدريد الإسباني؛ فاليفردي الذي حصل على جائزة ثاني أفضل اللاعبين، وفينيسيوس جونيور الفائز بجائزة أفضل لاعب بالمونديال.شريط ذكريات مر سريعاً أمام أذهان المشجعين الهلاليين الذين انتابهم شيء من الذهول لمستويات اللاعب الكبيرة التي قدمها، رغم تواضع إمكاناته وضياع العديد من الفرص له خلال مباريات دوري «روشن» السعودي للمحترفين، حتى تحول اسمه إلى ترند في منصة «تويتر».
في الحفل الذي أقامته وزارة الرياضة بالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه للاحتفاء ببعثة فريق الهلال في بوليفارد الرياض سيتي، صفقت جماهير الفريق كثيراً للأرجنتيني فييتو عندما صعد إلى المنصة للحديث الذي شكر فيه هذا الاستقبال، وقال: هذا مُنجز تاريخي ومكانة يستحقها الهلال دائماً.كانت الآمال قبل انطلاق المونديال أن يشكل فييتو ورقة رابحة للفريق الأزرق المرهق بالإصابات والغيابات مع انطلاق مشواره المونديالي أمام الوداد المغربي، إلا أن لاعب فريق أتلتيكو مدريد الإسباني السابق تفجّرت قدراته بالبطولة وقدم مستويات لافتة للأنظار، وكان عنصراً فعالاً في قيادة فريقه نحو المباراة النهائية.
ثقة كبيرة أظهرها الأرجنتيني ذو الـ29 عاماً، كانت لقطة هدفه في شباك ريال مدريد تعكس ذلك، يستقبل الكرة ويدور بها ثم يركنها داخل الشباك.حطّ الأرجنتيني لوسيانو فييتو رحاله في فريق الهلال أكتوبر (تشرين الأول) 2020، قادماً من فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وُضعت الآمال كبيرة عليه؛ لأنه لاعب شاب ويملك أرقاماً مثالية، لكن الأيام أظهرت عكس ذلك ليصبح فييتو بعيداً عن الحضور الدائم حتى تمت إعارته لفريق الشباب يناير (كانون الثاني) الماضي حتى نهاية الموسم، قبل أن يعود مجدداً للهلال ويواصل حضوره هذا الموسم.
وكان فريق الهلال يخضع لعقوبة منع من التسجيل في فترتي الصيف والشتاء الماضيين، وهو أمر أسهم في استمرار لوسيانو فييتو لعدم قدرة الفريق على جلب لاعب بديل، خصوصاً أنه من أبرز الأسماء المرشحة للمغادرة.وعاد فييتو إلى الهلال مطلع هذا الموسم، وسط آمال جماهيرية برفع العقوبة عن الفريق لطلب التدابير الوقتية التي رفعتها إدارة الهلال حينها، إلا أن ذلك لم يتم، ليواصل لوسيانو حضوره تحت قيادة ابن جلدته رامون دياز.
اختار فييتو تقديم نفسه عبر الباب الكبير، وفضّل الحضور في بطولة تشهدها الأنظار؛ كأس العالم للأندية، وكان نجماً لامعاً، وأثبت أن إمكاناته التي يحظى بها لا تزال قائمة معه.
فييتو يعيش أيامه الأخيرة من عقده مع الهلال الذي ينتهي بعد ستة أشهر من الآن، وما زال الغموض يكتنف مصيره وقد يسهم بزوغ نجمه في المونديال بتلقي الكثير من الطلبات للتوقيع معه نهاية هذا الموسم.يعلّق الهلاليون الآمال كثيراً على نجم المونديال لوسيانو فييتو في بطولة دوري أبطال آسيا، التي يستهل فيها الهلال مشواره الأسبوع المقبل، حينما يلاقي شباب أهلي دبي الإماراتي في دور الـ16 من البطولة.
وعوداً على بداياته الكروية، فإن فييتو من طينة المهاجمين الأذكياء والسريعين بفنيات عالية، شبهه المراقبون في بداياته بمواطنه خافيير سافيولا، بزغ إلى الأضواء وهو في الـ19 مع راسينغ كلوب (موسم 2011 - 2012) بعدما لعب مع فريق الشباب موسماً واحداً قادماً من إستوديانتيس دي لا بلاتا.وكان فييتو مصدر اهتمام العديد من الأندية في القارة العجوز، ونجح فياريال في خطف خدماته لمدة 6 مواسم مقابل 6 ملايين يورو (2014 - 2015)، ولفت الأنظار بتسجيله 20 هدفاً في 48 مباراة في مختلف المسابقات، لكن مشواره سلك مساراً لم يكن يتخيله أحد في صيف 2015.
وصل اللاعب الأرجنتيني إلى أتلتيكو مدريد واحداً من أفضل التعاقدات في الصيف باستثمار قدره 20 مليوناً، بمعدل مليون يورو مقابل كل هدف سجله مع فياريال (20 هدفاً في 48 مباراة). لكن بعد 7 أعوام ونصف العام، يخوض مغامرة مع قطب العاصمة السعودية الهلال.وفي عام 2015، كان فييتو يبلغ من العمر 21 عاماً وامتلك كل الصفات اللازمة للنجاح، بزوغ نجمه جسده على ملعب «فيسنتي كالديرون» نفسه، عندما تلاعب بروعة بالقائد الدولي الأوروغواياني دييغو غودين، وحارس المرمى ميغل أنخل مويا، مسجلاً هدف الفوز لفياريال 1 - صفر.
لكن تلك الأحاسيس الرائعة التي تركها في سنته الوحيدة في صفوف فريق «الغواصة الصفراء» لم تنتقل قط إلى أتلتيكو.
اختار مواطنه مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني، 3 أسماء لمستقبل الأرجنتين في مقابلة أجريت في يوليو (تموز) 2013: أنخل كوريا، ورودريغو دي بول، وفييتو. كوريا ودي بول يدافعان عن ألوان «روخيبلانكوس»، وتوجا بلقب كأس العالم مع منتخب بلادهما في قطر، فيما حضر فييتو في السعودية متوجاً بلقب الدوري المحلي (2021) وكأس الملك (2020) وكأس السوبر المحلية (2021).وفشل فييتو في فرض نفسه أساسياً في تشكيلة أتلتيكو مدريد، واستمرت الحال حتى خلال إعارته من طرف فريق العاصمة ثلاث مرات: الأولى إلى مواطنه إشبيلية (2016 - 2017)، والثانية إلى مواطنه فالنسيا (2018)، والثالثة إلى فولهام الإنجليزي (2018 - 2019).وتخلى عنه أتلتيكو مدريد إلى سبورتينغ البرتغالي موسم 2019 - 2020 مقابل 7 ملايين يورو، ولم يمضِ معه سوى موسم واحد، حيث انتقل في خطوة مفاجئة إلى صفوف الهلال في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 ولمدة 3 أعوام.
قد يهمك ايضاً