الرباط -المغرب اليوم
يعدّ النجم المغربي السابق مصطفى البياز، واحدا من أبرز المدافعين الذين مروا بتاريخ المنتخب المغربي فترة الثمانينات من القرن الماضي، ولقب بالجلاد الحريري لتدخلاته القوية التي أرهبت أخطر مهاجمي الكرة الأفريقية في ذلك الزمن، كما أنه أحد الأسماء التي كان لها مساهمة قوية في ملحمة مونديال المكسيك 1986، التي شهدت عبور الأسود للدور الثاني، كأول منتخب عربي أفريقي يحقق هذا الإنجاز، لكنه سرعان ما طاله التهميش، وطوته ذاكرة النسيان، ليغيب عن أنظار الجيل الحالي.
ولد النجم المغربي السابق مصطفى البياز في تازة سنة 1960، ومن فريقها الجمعية انطلق قبل أن يلعب لفرق الكوكب المراكشي، والأولمبيك البيضاوي، ثم احترف في صفوف بينافييل البرتغالي.
أشرس مدافع
يعد مصطفى البياز أشرس مدافع مر بصفوف المنتخب المغربي، وكان أول جدار صلب يحمي مرمى الزاكي بادو من غارات المهاجمين.
اشتهر البياز بتدخلاته العنيقة والقوية، فكان يثير الرعب حتى في قلوب عمالقة الهجوم في القارة السمراء، على غرار يوسف فوفانا (كوت ديفوار)، وروجيه ميلا (الكاميرون)، رابح ماجر (الجزائر)، ومحمود الخطيب (مصر)، وبفضل هذه الطريقة كسب البياز شهرة واسعة في المغرب وأفريقيا، فكان دائما تحت أعين الحكام الذين كانوا يتربصون به ليتحينوا الفرصة لطرده، مع أي تدخل.
بصمات خالدة
في مونديال المكسيك 1986 جاءت أبرز محطة في تاريخ هذا المدافع الكبير، فقد تألق رفقة الزاكي بادو، وبودربالة، وتمكن من قهر أشهر المهاجمين في مجموعة الأسود أمثال بونييك لاعب بولندا، ويوفنتوس الإيطالي، وجاري لينيكر هداف إنجلترا، ولم يفلح أي من المنتخبين في معرفة الطريق إلى مرمي المغرب، كما تألق في شل حركة لاعبي منتخب البرتغال باولو فوتري وكارلوس مانويل في المباراة التاريخية التي انتصر فيها المغرب بثلاثية وتأهل للدور الثاني متصدرا مجموعته.
وتأكدت قيمة البياز بغيابه عن موقعة ألمانيا في الدور الثاني، حيث خسر المغرب من ثغرة دفاعية في آخر دقيقة بهدف لوثار ماتيوس الشهير.
اشتهر البياز بعد هذا المونديال و أصبح مطلوبا في الوصلات الدعائية، كما ارتبط كثيرا في ذاكرة الجمهور المغربي بعد هدفه التاريخي في مرمي كوت ديفوار، والحارس العملاق آلان جواميني في تصفيات أولمبياد سيول 1988، بعد تسديدة من مسافة بعيدة، كان بلوغه نصف نهائي أمم أفريقيا 1988 بالمغرب آخر ظهور له مع الأسود.
توراي وتنكر
على عكس لاعبي هذا الجيل والذين ما يزالون يظهرون في الساحة ومنهم من تقلد العديد من المناصب أمثال الزاكي وبودربالة والحداوي، اختفى البياز، وتواري عن الأنظار، فغاب عن الظهور في المناسبات العامة، بعد أن تنكر له اتحاد الكرة المغربي، الذي تجاهل تماما خبرات البياز الكبيرة، ولم يستفد منها أو يستدعيه لأي دور، رغم تأكيد كل أبناء جيله على أنه كان أقوى مدافع في تاريخ الأسود دون منازع.
لاحقا قطع البياز صلته مع الكرة قبل أن يظهر مؤخرا للمشاركة في مباريات تكريمية لنجوم سابقين، والمساهمة في بعض الأعمال الخيرية.
وقد يهمك ايضا: