لندن - المغرب اليوم
قد تكون خطواته تباطأت، لكنه لم يسر أبدا إلى الخلف.. لأنه بكل بساطة نايف أكرد. من اللاعبين القلائل الأكثر إلهاما في عالم المستديرة في المغرب، ومثال حي يجسد كل حِكَم النجاح، وأنه المجتهد حتى إذا أخطأ فله أجر، تماما كوضعيته في وست هام في الفترة الأخيرة.
احتفل بعيد ميلاده الـ28 قبل أيام، رصدته أعين التقنيين وهو يلهو بالكرة في دروب القنيطرة ليتم إلحاقه بمدرسة “الكاك” صغيرا، قبل أن يلتقطه “رادار” ناصر لارغيت، ويسجله في أكاديمية محمد السادس في 2009، هناك حيث نضج تقنيا وبرز فنيا، ليستقدمه الفتح الرياضي، لتطعيم فئة الأمل، قبل أن يلمحه وليد الركراكي آنذاك ويستدعيه للفريق “الأول” في 2014، فتبدأ بذلك فصول قصة ملهمة، بطلها نايف.
تألق أكرد مع الفتح بـ”برستيج” الرباطيين إلى غاية يوليوز 2018، حين لفت إليه أنظار منقبين فرنسيين نقلوه إلى “ديجون” الفرنسي، هناك وحينذاك فقط استوعب فضل الأكاديمية عليه، بعدما تأفف لليال من نظامها الصارم. سرعان ما أكد أكرد جدارته باللعب في “الليغ 1″، لينتقل إلى صفوف “رين” حيث قدم موسمين على أعلى مستوى، نقلاه إلى دوري “الأحلام”، البريميرليغ.
انتقل أكرد في عام “مونديال” قطر إلى نادي وست هام، حيث صارع من أجل إثبات مكانته داخل “المطارق”.. ساعده في ذلك تألقه في خط دفاع “الأسود” خلال منافسات كأس العالم، حينها بدأ نايف في استيعاب وصايا سايس القائد، لتسلم مشعل قيادة دفاع المنتخب.
اليوم، أكرد يوجد أمام منعرج فاصل في مشواره الكروي، بعدما تكالبت عليه الظروف في وست هام خلال الأشهر القليلة الماضية، بين لعنة الإصابات ومزاجية المدرب مويز وشرود ذهني عابر؛ يراقب نايف كل التفاصيل المتسارعة قبل نهاية الموسم الجاري، من انتقادات الإعلام الإنجليزي، وتقارير تضعه ضمن قائمة مغادري “الهامرز”، وضغط الأرقام وعاطفة الشارع الكروي المغربي، ومسؤولية دفاع “الأسود” الملقاة على عاتقه. كل ذلك “مطارق” في رأس أكرد لإنقاذ موسمه، أو على الأقل تدبير مرحلة ما بعد وست هام بشكل مثالي، لأن “سقوط الجواهر على الأرض لا يفقدها قيمتها”.
قد يٌهمك ايضـــــاً :
"نايف أكرد" ضمّن إهتمامات باريس سان جيرمان
وليد الركراكي يُعبر عن استيائه من التعادل الذي حققه المنتخب المغربي أمام موريتانيا