لندن - كاتيا حداد
كشف صحافي بريطاني أن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، استدعت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، عام 1986، لتعتذر لها على خلفية تصريحات تتهم تاتشر بعدم مبالاتها بأزمة التمييز العنصري التي كانت تعصف بالسود، وإثارتها العديد من الانقسامات المجتمعية في جنوب أفريقيا. وفي الجزء الثاني من السيرة الذاتية "Lady Thatcher"، الذي نشره الصحافي السابق في جريدة "سبيكتاتور"، تشارليز مور، أوضح أن التصريحات التي أدلى بها السكرتير الإعلامي السابق للملكة، مايكل شيا، في المؤتمر الصحافي الذي انعقد عام 1986، أثارت استياء تاتشر للغاية. وأوضح أن هذا الأمر الذي دفع الملكة إلى استدعاء رئيسة الوزراء البريطانية على وجه السرعة لتقديم الاعتذار، نافيةً أن هذه التصريحات تمثل وجهة نظرها بشأن هذه القضية.
وكشف مور في الجزء الثاني من الكتاب الذي استغرق قرابة عقدين من الزمن، أن اللقاءات الرسمية التي كانت تجمع الملكة وتاتشر كانت قصيرة وتتناول قضايا مثيرة للغضب. وفي مقتطفات نشرتها صحيفة "التليغراف" البريطانية على أجزاء، قال مور "نادرا ما كانت اللقاءات بين الملكة وتاتشر، تسفر عن نتائج مثمرة لأن تاتشر كانت عصبية المزاج، فبعيدا عن قلة خطابات تاتشر التي تتناول إشارة صريحة عن الملكة، إلا أن تصريحاتها كانت تهدئ من روع الوضع القائم في ذلك الوقت".
وأثار الخلاف الذي نشب بين قصر باكنغهام وداوننغ ستريت بشأن فرض عقوبات على جنوب أفريقيا لإنهاء أزمة التمييز العنصري، العديد من العناوين السلبية مثل "الملكة مستاءة من لامبالاة تاتشر"، وخصوصًا عقب الإحاطة الإعلامية غير المدروسة التي عقدها شيا عام 1986.
وأشار الكتاب إلى أن سكرتير الملكة الخاص، السير وليام هيزلتاين، حذرها قائلاً "سيؤدي ذلك إلى نشوب نزاع وإثارة ضجة كبيرة، ولذلك أعتقد أن إجراء اتصال شخصي ستكون فكرة جيدة". وعملا بنصيحته، أعربت الملكة عن استيائها من هذه التصريحات، قائلة لرئيسة الوزراء "لا يمكنني أن أتصور كيف انتشرت هذه التصريحات، وعلى أية حال فهي لا تمت للحقيقة التي أفهمها على الإطلاق"، وحينها علقت تاتشر معربة عن قلقها، قائلة "ستقول النساء المسنات أن تاتشر تثير استياء الملكة، وسأفقد العديد من الأصوات في الانتخابات".