كانبيرا - أ.ف.ب
يعرف عن الأستراليين حبهم للبيرة لكن بات لهم في الفترة الاخيرة شغف بمشروب آخر ... هو القهوة.
ساسا سيستيتش هو ثاني صانع قهوة من أستراليا يفوز ببطولة صانعي القهوة العالمية وهي مسابقة استقطبت في دورتها الخامسة عشرة مشاركين من حوالى 50 بلدا.
هو شاب مندفع ومتحمس لاحداث تغيير في اعداد القهوة، يساهم، مثل الكثير من أقرانه، في تغيير الأنماط السائدة لاحتساء هذا المشروب.
وقد نال إعجاب لجنة التحكيم في المسابقة السنوية التي نظمت في الولايات المتحدة في نيسان/ابريل بعدما لجأ إلى تقنيات تستعمل في صناعة النبيذ ووضع عصير العنب في قهوته.
واكد الشاب لوكالة فرانس برس "بدأت خوض غمار المسابقات لأنني كنت أريد ان اتحسن وقد شاركت في الكثير من المسابقات خلال السنتين الماضيتين لأوجه رسالة إلى قطاع القهوة مفادها أنه في وسعي تحسين القطاع".
وهو كشف أن "الدقائق الخمس عشرة الأخيرة في المرحلة النهائية من المسابقة التي نظمت في سياتل كانت أفضل اللحظات في مسيرتي المهنية. وأنا قد قدمت أفضل ما عندي، بغض النظر عن النتيجة".
وقد ساهمت موجة المهاجرين ما بعد الحرب من تركيا واليونان وخصوصا إيطاليا في دفع الأستراليين إلى التعلق بالقهوة.
لكن أبناء البلاد هم من قاموا اخيرا بتحفيز الحس الابتكاري في قطاع صناعة القهوة، على ما شرح برنت وليامز من جمعية صانعي القهوة في أستراليا الذي شارك في لجنة تحكيم المسابقة العالمية.
وهو صرح لوكالة فرانس برس "كثيرون من أبناء الجيل الجديد ابتعدوا عن ثقافة استهلاك البيرة، لا سيما في المناطق الحضرية"، مضيفا أن الطلب يتزايد على تجارب جديدة في صناعة القهوة.
ولفت وليامز إلى أن "الإيطاليين لديهم طريقتهم الخاصة في إعداد القهوة وهم يحرصون على أن تبقى متماشية مع التقاليد، في حين أنه يتم تعديل مشروبات القهوة في أستراليا ونيوزيلندا لتتماشى مع المتطلبات الدولية".
ولد سيستيتش ، الذي شارك في الالعاب اولمبية مع استراليا في رياضة كرة اليد، في البوسنة وترعرع في صربيا قبل أن ينتقل إلى أستراليا مع عائلته عندما كان في الثامنة عشرة.
وهو أصبح اليوم مديرا في السابعة والثلاثين من العمر يشرف على مجموعة تقدر قيمتها بثمانية ملايين دولار تضم ثلاثة مقاه في كانبيرا وشركة لبيع البن تربط بين مزارعين في البلدان النامية وزبائن من أنحاء العالم أجمع، مثل الصين وهونغ كونغ وماليزيا.
وقد ازدهرت أعمال المقاولين الذين قرروا مثله خوض غمار سوق القهوة في أستراليا التي يتحسن وضعها سنة تلو الأخرى بالرغم من التباطؤ الاقتصادي، مع نمو بلغ 3,2 % في السنة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وفق ما جاء في تقرير أصدرته مجموعة الأبحاث "آي بي آي اس وورلد" في نيسان/أبريل.
وقدر التقرير عائدات القطاع خلال السنة المالية 2014 - 2015 بحوالى 4,3 مليارات دولار أسترالي، لافتا إلى العدد الكبير من المقاهي الخاصة في البلاد التي تنافس السلاسل الكبيرة.
وقد تكبدت مثلا سلسلة "ستاربكس" التي تهمين على السوق في عدة بلدان خسائر خلال السنوات التي تلت فتح أول محل لها في سيدني في العام 2000. واشترت مجموعة "ويذرز غروب" الأسترالية فروع الشركة في البلاد سنة 2014. وراحت "ستاربكس" تدمج في منتجاتها ابتكارات محلية مثل المشروب المعروف ب "فلات وايت" المؤلف من حليب وجرعتي إسبريسو.
ويلقى صانعو القهوة الأستراليون أصداء إيجابية في نيويورك حيث يفتحون عدة مقاه تحمل أسماء شوارع في مدينة ملبورن الجنوبية.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قهوتهم "غنية وقوية وهي أسترالية بالفعل".
ويأمل سيستيتش الذي يتعاون مع 50 مزارع بن من 10 بلدان نشر قهوته الأسترالية في آسيا.
وهو صرح "لا نزال بعيدين كل البعد عن مزارع البن في البرازيل وأميركا الوسطى وافريقيا، لكننا من رواد العالم في نكهات القهوة المبتكرة".
وختم قائلا "أظن أن قهوتنا في أستراليا هي جد خاصة ومتنوعة ورائعة بالفعل".