باريس ـ مارينا المنصف
خفضت مصافي التكرير التابعة لشركتي توتال إنيرجيز وإكسون موبيل كورب في فرنسا إنتاجها من الوقود مع دخول الإضرابات العمالية احتجاجا، على خطط الحكومة الفرنسية لتعديل نظام التقاعد، الأسبوع الثالث.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن المحتجين يغلقون بوابات المصافي مما يجعل شركات التكرير تعاني من أجل تحميل البنزين والديزل (السولار) على الشاحنات لنقلها إلى السوق. وقالت شركة إكسون موبيل إن اضطراب وصول إمدادات النفط الخام من ميناء لاهاف شمال غرب فرنسا تؤثر أيضا على انتظام عمل مصفاة جرافينشو.
ويراقب المتعاملون في سوق الوقود والنفط الفرنسية تطورات الإضرابات العمالية، ويخشون من تكرار أزمة الخريف الماضي، عندما توقف نحو نصف الطاقة التكريرية لفرنسا عن العمل بسبب الإضراب، في حين بدأت محطات تموين السيارات تعاني من توقف إمدادات الوقود. ولم تكشف توتال ولا إكسون موبيل عن مدى تضرر نشاط المصافي من الإضرابات حاليا.
وبحسب إحدى منظمات شركات الوقود في فرنسا، فإن عدد المحطات التي عانت من نفاد نوع واحد على الأقل من الوقود لديها كان أكبر قليلا من المعتاد حتى أمس الأحد.
يأتي ذلك في حين أصبح إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل في فرنسا نهائيا، بعد فشل نواب المعارضة في تصويتين لحجب الثقة عن الحكومة.
وفي التصويت الأول في البرلمان مساء اليوم الاثنين، سحب 278 نائبا ثقتهم في حكومة يمين الوسط، إلا أن العدد لم يصل إلى الأغلبية المطلقة المتمثلة في تأييد 287 نائبا لاقتراح سحب الثقة.
كما صوت 94 نائبا فقط لصالح الاقتراح الثاني الذي قدمه حزب التجمع الوطني اليميني بقيادة مارين لو بان.
ويعد إصلاح نظام التقاعد ورفع سن التقاعد تدريجيا من 62 عاما إلى 64 عاما أحد أهم مشروعات الرئيس إيمانويل ماكرون. وتسبب الإصلاح في تنظيم إضرابات واحتجاجات عنيفة في مختلف أنحاء فرنسا استمرت عدة أسابيع.
ومررت حكومة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن الإصلاح يوم الخميس الماضي من خلال اللجوء لفقرة خاصة بالدستور تتيح لها ذلك. وبذلك، منعت إجراء تصويت في آخر لحظة في الجمعية الوطنية من أجل تجنب هزيمة محتملة.