برلين - المغرب اليوم
لم يمض من الدوري الألماني لكرة القدم سوى مرحلتين، لكنهما كافيتان للتنبؤ بأن فريق بروسيا دورتموند عائد إلى صفوف الكبار هذا الموسم، بعد مواجهتين حسمهما لصالحه بمجموع 8 أهداف نظيفة، والمنافسات المؤهلة لأوروبا ليغ دليل إضافي.
فريق دورتموند لكرة القدم عاد إلى صفوف الكبار! هذه هي النتيجة التي يمكن التوصل إليها بعد نهاية المرحلة الثانية من منافسات الدوري الألماني، والتي انتزع فيها الفريق الأصفر صدارة ترتيب العام قبل حامل اللقب فريق بايرن ميونيخ بفارق الأهداف، ويأتي ذلك بعد فوز دورتموند الساحق على فريق إنغولشتات برباعية نظيفة، ورباعية أخرى دكّ بها شباك فريق مونشنغلادباخ عند افتتاح الدوري.
وفي المجموع فاز دورتموند في جميع المباريات الست التي خاضها منذ انطلاق الموسم، سواء تعلق الأمر بمنافسات كأس ألمانيا أو بمسابقة أوروبا ليغ، وكان الأكثرها إثارة ذهاب الدور الفاصل لتحديد المتأهلين لدور المجموعات بمسابقة أوروبا ليغ (20 أغسطس/آب 2015)، حين قلب الكفة على فريق أود النرويجي المتقدم بثلاثة أهداف، وهزمه في نهاية المطاف بأربعة أهداف.
ضعف في استغلال الفرص
وبغض النظر عن الأهداف الغزيرة التي دك بها شباك منافسيه، إلا أنه وقياسا لمستواه الموسم الماضي، يظهر دورتموند بأداء مقنع وتركيز عالٍ يفسر قوة خط الدفاع على وجه التحديد، وكادت النتيجة أن تكون أكثر قساوة بالنسبة لإنغولشتات الذي كان يطمح في مباراة الأحد (23 أغسطس/آب 2015)، إلى الاحتفال مع جمهوره بانطلاقة واعدة في دوري الكبار الصاعد إليه حديثا، ولحس حظه لم يحسن دورتموند استغلال الفرص، وذلك بإقرار بطل العالم، مدافع دورتموند ماتياس غينتر حين صرح أن صدارة الترتيب "لا تعني الشيء الكثير، لكن عملية استغلال الفرص لا زالت من الأشياء التي لا نتقنها بعد وعلينا العمل على تطويرها".
غياب الدقة والحسم في استغلال الفرص، كانت من السلبيات الكثيرة التي طبعت الفريق في زمن المدرب السابق يورغن كلوب، ويبدو أن خلفه توماس توخيل لم ينجح بعد في القضاء عليها كليا، ولهذا لم يتمكن دورتموند في الشوط الأول من إحراز أي هدف رغم سيطرته الواضحة على مجريات الملعب، وكان عليه الانتظار إلى أن افتتح المدافع ماتياس غينتر باب التسجيل في الدقيقة (55 )، ليلحقه بعد ذلك ماركو رويس (60)، ثم كاغاوا (84)، فبيير إيميريك أوباميانغ في الوقت بدل الضائع.
ومن حسن حظ دورتموند، أن مباراتيه القادمتين ستقام على أرضه وأمام جمهوره، ما سيضمن له مبدئيا شعلة إضافية من الحماسة المسيطرة أصلا على لاعبيه، وسيستقبل الخميس فريق أود النرويجي في إياب الدور الفاصل للتأهل لمنافسات المسابقة الأوروبية، وبعد ثلاثة أيام من ذلك الموعد، سيواجه ضمن منافسات بوندسليغا هرتا برلين في مهمة من المفترض أن تكون سهلة المنال.
الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل
وبالنسبة لتوخيل، فإن الأمور تجري على أحسن ما يرام ما دامت المهام المرحلية تنجز بنجاح، وما يسعده أكثر "الشجاعة الكبيرة" التي ميزت اللاعبين على الملعب، "فقد كانوا مثابرين وفي غاية التركيز وسيطروا بقوة على المباراة"، يقول المدرب ممتدحا لاعبيه.
وعند سؤاله حول صدارة الترتيب، رد مبتسما: "كنت أعرف أننا سنتصدر الترتيب العام منذ سقوط الهدف الثالث"، مشددا هو الآخر أن ذلك "لا يعني شيئا بالنسبة له".
لكن العكس هو الصحيح فإن الانطلاقة القوية لدورتمونذ تذكر بالفترة الذهبية لكلوب، المدرب الذي يوضع دائما كمقياس لنجاح توخيل في دورتموند من عدمه.
ولأنها المرة الأولى التي يعود فيها دورتموند إلى صدارة الترتيب منذ المرحلة السابعة من موسم 21013/2014 فذلك وبالتأكيد هذا سيقوي شوكة المدرب الشاب، وحتى وإن كان الدوري في بداياته وكان من المبكر جدا الحكم على النجاح أو الفشل، إلا أن ما حققه توماس توخيل إلى غاية اللحظة سيمد الفريق بالدفعة اللازمة لاستعادة مكانه بين الكبار.