الدار البيضاء- جميلة عمر
أبرز مستشار الملك محمد السادس، أندري أزولاي، قوة العلاقات العريقة القائمة بين الإسلام واليهودية في المغرب، وكذا فرادة وغنى الهوية المغربية المتعددة، القوية بتعدد روافدها ومكوناتها.وأكد أزولاي، خلال ندوة حول موضوع "المغرب.. تاريخ آخر من أجل مستقبل آخر في أرض الإسلام"، نظمتها جمعية (ذاكرات وحوار)، أن المغرب "غني بتاريخ يهودي كبير"، يعززه التقاسم والتبادل والتواصل الطبيعي والدائم منذ قرون بين الأئمة والحاخامات، وأنه "بغض النظر عن عامل الارتباط بالأرض، فإن اليهود المغاربة، أينما حلوا، إلا وأكدوا تمسكهم بالمملكة، ووفاءهم لهويتهم وإرثهم وثقافتهم المغربية.
وشدد أزولاي، خلال حديثه أمام ثلة من الشخصيات من مختلف المشارب، على هذا "الاستثناء المغربي"، معبرًا عن فخره بتقاسم مغربيته الغنية بتنوعها الكبير، مذكرًا بأن الإسلام واليهودية تعايشا أكثر من ألف عام في المملكة، وشهدا سويًا إثراء وغنى. وأضاف في هذا السياق أن المغربي المعتنق للديانة اليهودية ليس لديه "أي تخوف أو تردد" عندما يجهر بهويته أو بجذوره المغربية، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي أحد أن ينكر الجوانب المختلفة للهوية المغربية أو تجاهل هذا التنوع، والتعايش والقبول بالآخر الذي يميز المجتمع المغربي.
واغتنم مستشار الملك، هذه المناسبة، للإشادة بمضامين دستور 2011، الذي يعد "الوحيد بالعالم" الذي يقول إن تاريخ البلد تمت كتابته بمساهمة الهوية الأمازيغية والحضارة العربية الإسلامية العريقة، والحضارة اليهودية وباقي الروافد الأخرى، لاسيما الأندلسية والأفريقية، موضحًا "أننا اليوم أمام توافق وطني تبلور في التصويت المكثف للمغاربة لصالح هذا الدستور".