الدار البيضاء : جميلة عمر
فوضى عارمة شهدها معبر سبة مند، صباح السبت، بعد اصطدام رجال الأمن والجمارك المغربي مع مئات المهربين المعيشيين، وأفادت مصادر في المكان أن عددا من المهربين نفذوا هجمات يومية على حواجز الجمارك والشرطة، كوسيلة منهم لإجبار السلطات المغربية على السماح بتهريب كميات هائلة من السلع، وزاد التوتر حين أقدم أحد المهربين بإحراق سيارته وسط المعبر بما تحمله من سلع، بعد تطويقها من عناصر الجمارك، وتسبب في إغلاق المعبر لفترة من الزمن، رافضا أن تستولي عليها الجمارك أو الأمن.
لم تكن هذه الحادثة الأولى، بل يوميا يشهد معبر سبة هجمات يقوم بها مهربون ينقلون رزما من السلع لفائدة شبكات تهريب، وتخلق هذه الهجمات مخاوف لدى السلطات الأمنية، بحيث يستطيع المبحوث عنهم التسلل سواء إلى المغرب أو إلى أوروبا. وفي اتصال بمصدر أمني، أكد أن الخطير في الأمر هو أن الأمور تغيرت بالمعبر، ولم يعد يمتهن ما يسمى بالتهريب المعاشي سوى فئة قليلة جدا، وأن الغالبية العظمى يشتغلون مع مهربين كبار، يقومون بإخراج سلعهم بـ"التقسيط"، أي على شكل رزم، تتراوح أوزانهم بين 40 و 50 كيلوغراما، حيث يمر حاملها، رجلا كان أو امرأة أكثر من مرة في ذهابه وعودته، ما يعني أنه يخرج أكثر من رزمة واحدة، علما بأن ثمن الرزمة الواحدة في الحالات العادية يتراوح بين 200 و 800 درهم، حسب محتوى الرزمة ووضعية المراقبة بالمعبر، إلا أن الوضع الحالي، رفع من هذا المبلغ أضعافا مضاعفة، فإن مبلغ إخراج الرزمة الواحدة، بلغ خلال الأسبوع الأخير، بفعل الوضع الحالي، أكثر من 130 أورو، أي قرابة 1500 درهم مغربية، بالنسبة للألبسة والأقمشة الصينية.
وأضاف المصدر أن هناك ثلاثة أو أربع "بارونات" كبار يتنافسون فيما بينهم على جلب السلع، وأن معظم العابرين يشتغلون معهم، وقليلون جدا من يشتغلون لحسابهم الخاص، ممن لازالوا يمتهنون التهريب المعاشي ليحصلوا على قوة يومهم، فيما الأغلبية العظمى يشتغلون تحت أجنحة البارونات الكبار، الذين لا يعرف أحد ما يخرجونه، وكيف يمكن أن يصل ثمن إخراج الرزمة الواحدة 130 أورو، لأقمشة تنزل جهارا وبأثمنة أقل بدرب عمر بالدار البيضاء، لا فرق بينهما سوى أن واحدة مهربة من باب سبتة المحتلة، والأخرى وصلت بطريقة قانونية.