واشنطن - المغرب اليوم
بحث ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية.
وجاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأمريكي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق الإثنين في البيت الأبيض بواشنطن.
ورحب الرئيس الامريكي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال: "إنه لشرف عظيم أن يكون معنا اليوم الشيخ محمد بن زايد، شخص مميز، أنا احترمه وقد عرفته محباً لوطنه واعتقد أنه يحب الولايات المتحدة الامريكية".
ونقل ولي عهد أبوظبي إلى الرئيس الأمريكي خلال اللقاء تحيات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتمنياته والشعب الإماراتي له وللشعب الأمريكي الصديق دوام التقدم والاستقرار والازدهار.
ومن جانبه، حمل الرئيس الأمريكي ترامب، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحياته لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، راجياً لدولة الإمارات مزيداً من الرخاء والتقدم.
وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي حضره مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، حرص البلدين على مواصلة تعزيز وتطوير علاقات التعاون الوثيقة والمتميزة في ظل الاهتمام الذي توليه قيادتا البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وبما يسهم في تحقيق المكاسب المتبادلة.
وناقش الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض آفاق التعاون الاقتصادي وأهمية توسيع العلاقات التجارية الثنائية التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والرخاء للشعبين الإماراتي والأمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة بلغ 19 مليار دولار في عام 2016، حيث تعد دولة الإمارات ثالث أكبر مستورد للسلع والخدمات الأمريكية على مستوى العالم.
كما بحث الجانبان جملة من القضايا الإقليمية والدولية تركزت حول التدخلات الإقليمية المزعزعة للأمن في منطقة الشرق الاوسط والأزمة السورية ومسار الجهود الدولية الجارية في شأنها والقضية الليبية حيث أطلع الرئيس الأمريكي على الخطوة التي اتخذتها الأطراف المعنية في ليبيا خلال اجتماعها الأخير في أبوظبي، وناقش الجانبان جهود المجتمع الدولي في محاربة العنف والتطرف والجماعات الإرهابية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية علاقات تحالف وشراكة استراتيجية قديمة تستند إلى تاريخ طويل من الروابط العميقة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها، وتقوم على قاعدة صلبة من الاحترام المتبادَل والمصالح والقيم المشتركة.
وقال: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة دائماً على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية وتعزيزها ودفعها إلى الأمام، خاصة في ظل توافق وجهات النظر بين البلدين الصديقين حول القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها أمن الخليج العربي، وأزمات الشرق الأوسط، ومواجهة الإرهاب، ومهدِّدات الأمن والاستقرار على الساحة الدولية".
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى رؤية البلدين حول ضرورة بناء موقف دولي قوي وفاعل في مواجهة الإرهاب والقوى الداعمة له، بصفته من أخطر التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار والتنمية في العالم.
وشدد ولي عهد أبوظبي على ضرورة تقديم المساعدات وتوسيعها والتنسيق بين كافة الأطراف لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة والناجمة عن الصراعات والنقص في الإمدادات الغذائية في كافة أرجاء المنطقة.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمبادرة الرئيس ترامب لتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع شركائها الرئيسيين في المنطقة وإلى تبني الولايات المتحدة نهجاً أكثر حزماً وصرامةً لمواجهة الفكر المتطرف والعدواني، منوهاً بالمبادرات الإماراتية المتعددة الساعية لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف مصادر تمويل الإرهابيين وتعزيز قيم التسامح الديني والعرقي والتعايش الانساني.
كما أشار إلى الدور الأمريكي المهم والمحوري في قضايا منطقة الشرق الأوسط وملفاتها وأزماتها، خاصة في ظل المصالح الاستراتيجية المهمَّة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، وحضورها المؤثر فيها على المستويات كافة.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن سعادته بتبادل الأفكار والرؤى مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول المنطقة، وكيفية التصدِّي لمصادر الاضطراب والخطر وعدم الاستقرار فيها، وضمان أمنها، مؤكداً استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل للعمل والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بما يعزِّز أمن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، ويصبُّ في مصلحة شعوب المنطقة وتطلعاتها إلى التنمية والأمن والسلام، من منطلق التزام دولة الامارات العربية المتحدة الثابت تجاه دعم أركان الاستقرار والسلام والتنمية على المستويَين الإقليمي والعالمي.
وأكد ولي عهد أبوظبي أن الزيارة المرتقَبة للرئيس دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ولقاءاته المقرَّرة مع القادة الخليجيين والعرب والمسلمين هناك، تؤكد أهمية منطقة الخليج العربي بشكل خاص، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، في السياسة الأمريكية، واهتمام الإدارة الأمريكية بأمن الخليج العربي، والتعاون مع المملكة العربية السعودية ودول "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" في التصدِّي للمخاطر التي تهدِّد المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية للمصالح الأمريكية والعالمية.
وأكد الجانبان في ختام لقائهما حرص البلدين على بذل المزيد من الجهود لاحتواء الأزمات التي تشهدها المنطقة والحد من تفاقم وتدهور الأوضاع الإنسانية فيها ودعم أسس أمنها واستقرارها.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد دون في سجل الشرف للبيت الأبيض الكلمة التالية "في البداية أودّ أن أعبر عن سعادتي بلقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب في مستهل زيارتي للولايات المتحدة الأمريكية التي تربطنا معها صداقة تاريخية وتعاون مشترك، ونتطلع الى العمل سوياً مع أصدقائنا في البيت الابيض لتعزيز علاقاتنا الاستراتيجية والدفع بها قدما لصالح بلدينا وشعبينا الصديقين، كما نتطلع من زيارتنا الى تكثيف جهودنا المشتركة من أجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، تمنياتنا الخالصة لفخامة الرئيس دونالد ترامب بالتوفيق والنجاح في قيادة الولايات المتحدة في مرحلة جديدة ودقيقة وللشعب الامريكي الصديق المزيد من التطور والازدهار".